هل يستيقظ ضمير اللص ويعيد ما أخذه عندما يعرف أنه أمام حالة إنسانية سرقتها كارثة؟ قد تجيب من خلال خبرتك الحياتية وتقول إن الإجابة بالطبع "لا"، لكن الحالات التي ستقابلها خلال السطور التالية تدل على أن الإجابة قد تكون حالات تأنيب ضمير ما زالت موجودتى يومنا هذا.
1- اللص الذي أعاد المال بعد 11 عاماً
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي العشرين، تعرَّض سوق InterAsian في ناشفيل بأمريكا للسرقة.
استعان رجل بالسلاح وتمكن من سرقة نحو 300 دولار، ولم تتمكن الشرطة من القبض على هذا الرجل قط، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد.
فبعد ما يزيد على عشرة أعوام، ظهر رجل يصر على أن يأخذ نجل المالك ظرفاً يحمل كلمة "OWNER"، وتبين أن بداخل الظرف خطاب اعتذار و300 دولار نقداً.
في الخطاب، أوضح الكاتب/السارق أنه سرق متجر InterAsian قبل أكثر من عقد، عندما كان يتعاطى المخدرات، وهو الآن يحاول أن يعدل من سلوكه ويصحح ما ارتكبه من أخطاء.
أشاد أصحاب المحل وضحايا السطو القديم بكرم الرجل الذي سرقهم قبل عقد من الزمان، على صفحتهم على Instagram، قائلين: "إلى الشخص المجهول، نريد أن نقول لك إن كل ما سبق قد غُفر، نحن لا نهتم بالمال، بل اهتمامنا كان بفعلك الإنساني الملهم، نأمل أن تجد السلام في الحياة والازدهار، أطيب التمنيات!".
2- إعادة حزام المصارعة إلى صبي مريض
تيموثي جونيور صبيٌّ عمره 5 سنوات مصاب بالتوحد، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، تم تشخيص حالته بأنها ورم في المخ، وهو الأمر الذي لم يكن يعرفه اثنان من اللصوص المتخصصين في سرقة الطرود من الشرفات الأمامية للمنازل.
سرقوا طرداً كان يحتوي على حزام مصارعة ،WWE الذي كان هدية قُدمت إلى تيموثي.
والد تيموثي لا يكسب كثيراً من المال، لكنه أراد أن يعطي ابنه هدية مذهلة يحبها، فقرر أن يفاجئه بالحزام، وعندما تمت سرقته قال الوالد من خلال تقرير إخباري عن السرقة، على شاشة التلفزيون: "أريدهم أن يعرفوا أنهم سرقوا الفرح من صبي يبلغ من العمر 5 سنوات، يتطلع أن يعود إليه الحزام الذي كان يتمناه، لقد كسرتم قلب طفل، لن يذهب تيمي إلى أي مكان دون هذا الحزام".
بعد ذلك حدث ما هو غير متوقع، إذ أعاد اللصان الحزام، واعتذرا لوالد الطفل قائلين إنهما كانا يعانيان بسبب إدمان المخدرات، وكانا بلا مأوى.
بعد عودة الحزام كان والد تيموثي سعيداً للغاية، وعبّر عن هذا قائلاً: "إنه واحد من المواقف الغريبة التي تسمع عنها دائماً، ولا تعتقد أبداً أن ذلك يمكن أن يحدث لك".
3- اللص الذي لم يسامح نفسه على سرقة الكاتشب
ربما لم تكن ماريا ديليو، صاحبة مطعم بيرلينز ديليو، في لاسي تاونشيب، بنيوجيرسي، قد لاحظت من الأساس اختفاء زجاجة كاتشب واحدة من مطعمها، لكنها فوجئت في أثناء جلوسها أمام باب المطعم برسالة تصل إليها، يعترف فيها كاتبها بأنه سرق زجاجة من الكاتشب.
لكن بعد هذا الموقف الذي يبدو بسيطاً للغاية، شعر الرجل بأن حياته تسير إلى الأسوأ، وتعرض لكثير من المواقف السيئة والصعبة، فقرر أن يعيد إلى صاحبة المطعم زجاجتين من الكاتشب بدلاً من الزجاجة التي سرقها.
وقال في رسالته: "آمل أن تعيد قنّينتان جديدتان من الكاتشب بعض الحظ لي، وتمكناني من التوقف عن الشعور بهذا الذنب وتحمُّل تأنيب الضمير، مرة أخرى، أنا آسف حقاً".
ردَّت ماريا من خلال صفحة مطعمها بموقع فيسبوك، قائلة: "إلى الشخص الذي أعاد زجاجة الكاتشب، أنا مسامحة، أتمنى أن يكون كل شيء أفضل بالنسبة لك الآن، وأن يكون هذا درساً قد تعلَّمتَه".
وأرفقت ماريا بمنشورها خطاب اعتذار اللص، وأضافت: "أما بالنسبة لزجاجتَي الكاتشب، فهما ستبقيان ذكرى لتحية فعل سيئ تم التراجع عنه بصدق عميق".
4- تعثَّر مالياً، فسرق منزلاً ثم ندم
في صيف عام 2012 بكندا، كانت إحدى العائلات تقوم بتمشية كلابها.
وخلال وجودهم بالخارج تعرض منزلهم للسرقة، لكنهم لم يعلموا شيئاً حول الأمر، ولم يتمكنوا من اكتشاف السرقة حتى صباح اليوم التالي.
وذلك لأن اللص ترك الأشياء المسروقة ورسالة اعتذار خارج الباب الأمامي لمنزل العائلة.
في الرسالة، اعتذر اللص التائب قائلاً: "لا يمكنني أن أجد كلمة تعبر عن مدى أسفي، هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي سأرتكب فيها هذه الجريمة، وما أرجوه منكم هو أن تسامحوا الغريب الذي أقدم على إيذائكم".
لم يكتفِ اللص بهذا، لكنه ترك أيضاً مبلغاً إضافياً قدره 50 دولاراً، لإصلاح بعض الخسائر التي حدثت في أثناء عملية السطو، وَعَدَ اللص أيضاً بأن يقوم ببعض الأعمال التطوعية والخيرية المجتمعية، للتكفير -ولو جزئياً- عن ذنب السطو.
5- الديون جعلته يسرق لكن طفله أجبره على إعادة ما سرقه
قال رجل في فيتنام إنه انتزع حقيبة امرأة من سيارتها، لأنه كان يائساً ولا يجد طريقة يسدد بها ديونه التي كانت تهدد أسرته.
كان داخل الحقيبة ما يعادل 4600 دولار أمريكي وهاتفان، أبلغت المرأة الشرطة عن السرقة، لكن بعد ذلك بوقت قصير، تم إرجاع معظم الأموال وكلا الهاتفين.
إلى جانب المال والهاتفين وجدت ضحية السرقة ورقة، اعترف فيها الرجل بالاحتفاظ ببعض الأموال لسداد ديونه، لكنه أعاد كل شيء آخر، لأنه شعر بتأنيب ضمير شديد، وهاجمته فكرة قاسية حول كيفية مواجهة طفله الصغير الذي لم يتجاوز عمره 3 أشهر بعدُ وهو سارق.
تأثرت الضحية بأسف اللص وقصته، لدرجة أنها كانت تأمل أن تتخلى الشرطة عن القضية، في النهاية، قالت الشرطة إنها ستأخذ رغبات الضحية بالاعتبار.