أثار حادث تصادم أحد الكويكبات قبل 66 مليون عام، سلسلة من ردود الفعل بشأن الأحداث التي قضت على الديناصورات وثلثي الحياة على الأرض.
ومنذ أن ضرب الكويكب القاتل الأرض، ارتطمت العديد من الصخور والمذنبات الفضائية بالكوكب، ولحسن الحظ لم نرَ بعد جسماً فضائياً كبيراً آخر يطير نحونا مباشرةً، وهو أمر تزعم وكالة ناسا أنه يحدث مرّة واحدة "كل بضعة ملايين من السنين".
مملكة أسغارديا الفضائية
ونتيجة لذلك، فإن العلماء على يقين من أن ثمّة جسماً فضائياً سيضرب الأرض عاجلاً أم آجلاً، وأنه يجب الاستعداد لذلك حين يحدث، بحسب ما ذكره تقرير نشرته صحيفة Express البريطانية، اليوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول 2019.
وقال ليمبت أوبيك، رئيس برلمان مملكة أسغارديا الفضائية، في حديث مع الصحيفة، إن حماية الأرض من الكويكبات هي أحد الأهداف الرئيسية لأسغارديا.
وأضاف أنها "مسألة حياة أو موت، وأن التصادم مؤكّد بنسبة 100%، إننا فحسب لا نعرف موعده".
ونظّم السياسي البريطاني السابق، الذي كان عضواً في البرلمان عن بلدة مونتغمري شاير في ويلز بين عامي 1998 و2010، حملات في البرلمان من أجل نشر المزيد من الوعي بالتهديدات الآتية من الفضاء إلى الأرض.
وفي عام 1999، دعا أوبيك الحكومة إلى الاستثمار بمبالغ تتراوح بين 500000 ومليون جنيه إسترليني سنوياً (ما يعادل 603514 إلى 1207029 دولاراً أمريكياً) في تعقب الكويكبات.
وفي عام 2000، أقنع أوبيك الحكومة بتكوين فريق Near-Earth Object Task Group الذي توكل إليه مهام تتبع الأجسام القريبة من الأرض.
كارثة مُحتملة
ونشر الفريق تقريراً في سبتمبر/أيلول 2000، يدعو إلى إجراء المزيد من الدراسات الاستقصائية حول كويكبات بعيدة وأخرى قريبة على حدٍ سواء، أو ما يسمى بالأجسام القريبة من الأرض (NEOs).
وكان جدّ أوبيك عالِماً فلكياً كرّس عمله لدراسة الكويكبات العديدة التي تتجه نحو الأرض.
والآن، يعمل أوبيك مع أول أمّة فضائية في العالم لإعداد الأرض لما يعتقد أنه خطرٌ آتٍ من الفضاء لا محالة.
وقال أوبيك: "نادراً ما يحدث هذا، ولكن عندما يحدث فإنه سيؤدي إلى كارثة، وسيسفر عن القضاء على ما بين 70% و95% من إجمالي أشكال الحياة على الأرض، وهذا ما يبدو أنه حدث بالفعل من قبل".
وأضاف: "كواحد من أهداف مهمتها الرئيسية، تُعدّ أسغارديا مكرّسة لخلق مبادرة حراسة فضائية من نوعٍ ما لحماية كوكبنا الأصلي مما نسمّية التهديدات الكونية".
وتُعد أسغارديا، أو مملكة أسغارديا الفضائية، أول أمّة مُستقلّة ضئيلة الحجم في العالم، حيث تأسست في عام 2016 بإطلاق قمر صناعي إلى مدار الأرض.
وتهدف الأمّة الفضائية إلى خلق وجود إنساني دائم في الفضاء من خلال بناء بؤر للحياة بعيداً عن الأرض، وولادة أول طفل خارج كوكبنا على أرضها.
العيش في الفضاء
قال أوبيك سابقاً في حديث مع صحيفة Express البريطانية إن أسغارديا تأمل في تواجد البشر في الفضاء خلال الـ 25 عاماً القادمة.
ولكن من أجل تحقيق هذه الأهداف السامية، يحتاج علماء أسغارديا إلى إثبات أن البشر الذين سيهيمون في الفضاء بإمكانهم أن يصيروا في مأمن من تهديدات كونية على غرار الكويكبات.
وأشار أوبيك إلى أن الكويكبات ليست هي التهديد الوحيد في الفضاء، ومع ذلك، فإنها الأكثر خطورة وهي الأسهل في التنبؤ بها.
ولحسن الحظ، لا تتوقع وكالات الفضاء الرائدة مثل ناسا حدوث أي اصطدام كبير بالأرض في المستقبل القريب.
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية، إن "تقديرات الخبراء تشير إلى أن اصطدام الأرض بجرم سماوي ما بحجم ذلك الذي انفجر فوق مدينة تشيليابينسك الروسية، في عام 2013 -وكان يبلغ قطره 55 قدماً تقريباً (ما يعادل 16.7 متر)- يحدث مرة أو مرتين في كل قرن من الزمان".
وأضافت أنه "من المتوقع أن تكون الحوادث التي تشهد أجساماً أكبر أقل تواتراً، حيث تتكرر على فترات تترواح من القرون إلى آلاف السنين، ومع ذلك، نظراً لعدم اكتمال المعرفة الحالية بالأجسام القريبة من الأرض، فمن الممكن أن يقع حادث غير متوقع -مثل حادث تشيليابينسك- في أي وقت".
ويشار إلى أنه في بداية عام 2019، قالت ناسا إن عدد الأجسام القريبة من الأرض المكتشفة بلغ أكثر من 19000، ويتم اكتشاف ما يقرب من 30 جسماً فضائياً جديداً كل أسبوع.