مِن هذا المُجمَّع السري في شمالي بولندا، أدار هتلر بعض حملاته الأكثر ترويعاً على الجبهة الشرقية.
غير أن تقريراً لصحيفة Daily Mail البريطانية أوضح أن المخاوف تزايدت الآن، بسبب القلق من أنَّ المُنظِّمين سيُحوِّلون مخبأ وكر الذئب الخاص بهتلر إلى "مدينة ملاهٍ على الطراز النازي".
وتشمل الخُطط الجديدة مُمثِّلين هواة يرتدون الزي الرسمي للنازية، بهدف جذب مزيد من السُيّاح إلى المقر النازي.
وكر الذئب الذي أطلق منه هتلر غزو الاتحاد السوفييتي
واستُخدِمَ وكر الذئب بوصفه قاعدة هتلر بدوامٍ جزئي خلال السنوات بين عامي 1941 و1943، ومن هناك أطلق الغزو النازي للاتحاد السوفييتي، الذي يُعرف بـ "عملية بربروسا".
وتُظهِر هذه الصور التي تقشعر لها الأبدان المخبأ المُعزَّز الذي اجتاحته أوراق الشجر والطحالب، لكن هيكله المُتداعي لا يزال يلوح في الأفق.
ويقع المخبأ في الغابة المازورية شمالي بولندا، وكان عبارةً عن مُجمَّعٍ يمتد على مساحة 618 فدناً. واحتوى المخبأ على مئات من المباني، إلى جانب خطٍّ للسكك الحديدية ومهبطٍ للطائرات.
ويجذب الموقع 300 ألف سائح سنوياً، برسم دخولٍ يُساوي 15 زلوتي (3.87 دولار)، لكن المُنظمين أوضحوا أنَّهم يرغبون في جذب مزيد من الزُوَّار.
وأدَّت الجهود الأخيرة لزيادة اهتمام السياح بالمكان إلى إنشاء منصات معلوماتٍ جديدة، ومبنى استقبالٍ جديد، إلى جانب موقف السيارات تحت الإنشاء.
لكن المنتقدين يقولون إنَّ خطط إدخال تجسيدات تاريخية مُبهرجة ستُؤدِّي فقط إلى الترويج لـ "مدينة ديزني مُحتضرة".
والمكان الذي كاد يُقتل فيه هتلر
وقال الأستاذ باول ماشكويز، المُؤرخ البولندي، في حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنَّ وكر الذئب كان المكان الذي اتَّخذ من داخله هتلر قراراته المتعلقة بالهولوكوست. لذا يتعيَّن على المُخطِّطين أن يتمتعوا بالحساسية تجاه هذا التاريخ؛ احتراماً لضحاياه.
وقال: "يجب الحفاظ على الندوب التي سبَّبتها الحرب، وتعلُّم الدرس، باعتباره تحذيراً".
ويحمل المخبأ اسم وكر الذئب، لأنَّ المُجمَّع كان يُدعى "Wolfsschanze" بالألمانية أي الذئب، وهو اللقب الذي اعتاد هتلر إطلاقه على نفسه.
ودُمِّرت كثير من مبانيه عام 1944، لكن بعض أجزاء المخبأ كانت بالقوة الكافية التي حالت دون انهياره.
ويُعرف الموقع الأثري عادةً بأنَّه موقع محاولة اغتيال هتلر على يد كلاوس فون شتاوفنبرج، ضابط الجيش الألماني، عام 1944.
ورغم مقتل ثلاثة أشخاص، فإن الدكتاتور نجح في الفرار سالماً نسبياً من مؤامرة الـ20 من يوليو/تموز.