اكتشف أحد المنتجعات الساحلية الأردنية الشهيرة على البحر الأحمر استخداماً جديداً للدبابات وناقلات الجنود المدرعة وحتى طائرة هليكوبتر خرجت من الخدمة العسكرية؛ حيث استخدمتهم كهياكل بنائية لزراعة الشعاب المرجانية الاصطناعية، وأساساً لمتحفٍ تحت الماء.
وقالت صحيفة New York Times الأمريكية، كانت طائرة هليكوبتر تبرعت بها القوات الجوية الملكية الأردنية واحدة من بين عديد من الآثار العسكرية التي أُغرِقت تحت سطح الماء، الأربعاء 24 يوليو/تموز 2019، كجزء من المتحف الذي تفتتحه سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
متحف الشعاب المرجانية بمعدات عسكرية
وتُروّج سلطة العقبة للفوائد البيئية والسياحية لوضع تلك المعدّات تحت الماء؛ حيث ستعَدّ هياكل ملائمة لنمو الشعاب المهمّة للبيئة البحرية. ويضم المتحف حالياً 19 قطعة، ومن المتوقع أن يتوسع مع توافر مزيد من المعدات، ورُتِبت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والبندقية المضادة للطائرات في تشكيل تكتيكي.
تعدّ العقبة المدينة الساحلية الوحيدة في المملكة غير الساحلية، كما أنها وجهة شهيرة للغواصين الذين يمكنهم الآن دخول الموقع.
لكن في الوقت الذي يسلط فيه مسؤولو السياحة الضوء على حداثة إنشاء هذا المتحف تحت الماء، يعد استخدام حطام السفن وجسم الطائرة والطائرات وعربات مترو الأنفاق القديمة في الشعاب الاصطناعية أمراً شائعاً، ولكنّه لطالما لم يكن مقبولاً باعتباره أمراً ملائماً.
وقالت سيندي زيبف، المديرة التنفيذية لتحالف Clean Ocean Action، وهو تحالف بيئي مقره نيوجيرسي، إن "الشعاب الاصطناعية لها قيمة مهمة حقّاً، ويجب أن تكون من مواد مناسبة للكائنات البحرية التي ستسكنها".
رغم اعتراض المدافعين عن البيئة
وقد تصدّى تحالف Clean Ocean Action لسلطة النقل في مدينة ميتروبوليتان، على أثر استخدام عربات المترو القديمة بمدينة نيويورك لزراعة الشعاب الاصطناعية على طول الساحل الشرقي، حيث إنّها تحتوي على مادة الأسبست، وتشمل أنابيب معدنية رديئة.
كما عثرت قطع من جسر Tappan Zee Bridge القديم في نيويورك على مأوى جديد لها، حيث صارت أحد الملاذات الستّة للشعاب الاصطناعية قبالة جزيرة لونغ الواقعة بالمدينة.
وقالت سيندي: "ما تحاول محاكاته عندما تنشئ شعاباً اصطناعية هو الموائل الطبيعية، وأعتقد أن التركيز يجب أن يكون على الموائل وحماية الحياة البحرية، بدلاً من إعادة استخدام المواد كمتحف".
وقالت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إنها أزالت جميع المواد الخطرة من المعدّات العسكرية قبل نقلها إلى قاع البحر، وأشاروا بحسب ما ذكرته صحيفة The Jordan Times المحلّية الصادرة بالإنجليزية، إلى أنهم اتّبعوا أفضل الممارسات البيئية.
لكن ذلك لم يمنع الأردن من تطوير مشروعه
وقالت الصحيفة إن 8 معدّات بين إجمالي 19 قطعة عتاد عسكري تقع على عمق 15 إلى 20 متراً تحت سطح الماء، بينما وُضِعت 11 قطعة على عمق 20 إلى 28 متراً تحت سطح الماء.
وقال جيمس بونساك، عالم الأحياء المشرف على أبحاث مصائد الأسماك لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إنه في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن تتشكل الشعاب المرجانية الاصطناعية وتبدأ في اجتذاب الأسماك بسرعة كبيرة.
وقال: "إنها مكان للأسماك للحصول على طعام، وهي مأوى، ومكان تقضي فيه الأسماك أوقاتها في أثناء النهار". ووفقاً لبونساك، فإن استمرارية المواد المُستخدمة لتشكيل الشعاب الاصطناعية من الاعتبارات المهمّة.
وأضاف قائلاً: "عادة ما تكون القاعدة هي أنك ترغب في بقائها 50 عاماً، وألا تنفصل من موضعها".
يشار إلى أنه في عام 2007، أدى مشروع تعاوني بين جامعة بن غوريون في النقب والأردنيين إلى إنشاء شعاب مرجانية اصطناعية في البحر الأحمر بالقرب من منتجع إيلات الإسرائيلي، الذي يبعد مسافة لا تزيد على 14 كيلومتراً عن العقبة.