بالرغم من موجة الحر غير المسبوقة التي تجتاح أوروبا الغربية، قرر رجال الإنقاذ في مدينة غرونوبل الفرنسية إغلاق اثنين من حمامات السباحة المحلية بعد نزول سيدتين مسلمتين للسباحة وهما ترتديان البوركيني.
كانت السيدتان قد ذهبتا إلى المسبحين مرتين، تلبيةً لمبادرة مجموعة Alliance Citoyenne الحقوقية الداعية لتحدي حظر سلطات المدينة لملابس السباحة الساترة للجسد بأكمله، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
ووفقاً لبيان البلدية، فقد طلب رجال الإنقاذ المتواجدون في هذين المسبحين إغلاقهما لأنهم "متواجدون هناك للحفاظ على السلامة، ولا يمكنهم أداء مهمتهم إن كانوا يشعرون بالقلق حيال الحشود المتواجدة". مضيفاً: "نسعى لإيجاد حل إيجابي".
تحركات ضد الحظر
عبَّر سياسيون يمينيون متطرفون عن موقفهم الرافض للبوركيني يوم الإثنين 24 يونيو/حزيران 2019، أي في اليوم التالي لواقعة مدينة غرونوبل.
حيث توجهت 7 سيدات مرتديات للبوركيني برفقة عدد من الناشطين إلى حمامات سباحة مدينة غرونوبل يوم الأحد 23 يونيو/حزيران، للمطالبة بحقهن في النزول للحمامات على الرغم من القواعد المنظمة لهذه المرافق. وقلن إن الحظر يمثل تمييزاً.
وقالت السيدات إنهن ذهبن إلى حمامات السباحة العامة -التي تشترط حالياً على الرجال ارتداء سراويل السباحة الداخلية وعلى النساء ارتداء البكيني أو بدلة سباحة مكونة من قطعة واحدة- لتغيير لوائحها بحيث تستوعب مرتديات البوركيني.
إذ قال النائب البرلماني المحلي، إيريك سيوتي، من حزب الجمهوريين اليميني، عبر تويتر إن البوركيني "لا مكان له في فرنسا التي تتساوى فيها النساء مع الرجال".
إلا أن مجموعة Alliance Citoyenne الحقوقية شبهت هذه المبادرة النسائية بأفعال روزا باركس، أيقونة الحقوق المدنية الأمريكية.
فرنسا بدأت العداء مع ملابس المحجبات
هذه الحادثة هي حلقة أخيرة من سلسلة متتالية من الأحداث المتعلقة بالملابس الساترة للجسم والوجه التي ترتديها المسلمات في دولة تفرض قوانين علمانية صارمة.
كانت فرنسا -التي تحوي أكبر عدد سكان من المسلمين في أوروبا- هي الدولة الأوروبية الأولى التي تقرر حظر غطاء الوجه في الأماكن العامة ابتداءً من عام 2011.
وقد مثل البوركيني خلافاً واسعاً في عدد من البلدات الساحلية الفرنسية على مدار الثلاث سنوات الماضية، حيث تحظر بعض البلدات ارتداءه، مدعيةً أنه يمثّل تهديداً أمنياً، إلا أن المحكمة ألغت هذا الحظر في وقت لاحق.
وقد أيدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر في 2014، رافضةً الحجج القائلة بأن حظر تغطية الوجه بالكامل ينتهك الحرية الدينية.
علاوة على ذلك، اضطر متجر الأدوات الرياضية الفرنسي الشهير، Decathlon في وقت مبكر من هذا العام إلى التراجع عن خطة لبيع الحجاب المخصص للركض في فرنسا بعد تعرضه لهجوم شديد.