وُجِّهت إلى حاكم مدينة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اتهامات ببناء المساكن المؤقتة على أرض يملكها في قرية لونغ كروس، بالقرب من تشوبهام في مقاطعة سَري الإنجليزية، دون تصريح تخطيط.
وقال موقع صحيفة Daily Mail البريطانية، السبت 25 مايو/أيار 2019، إن حاكم دبي (65 عاماً) "يعيش في خضم نزاع جديد، حول أعمال تشييد عقب ادعاءات تقول إنَّه شيَّد مباني محمولة في عقاره الريفي الذي تبلغ قيمته 75 مليون جنيه إسترليني (95 مليون دولار أمريكي) لتسكين خَدَمه".
ويدَّعي خطاب مُقدَّم حديثاً إلى مسؤولي التخطيط في مجلس رونيميد بورو، أنَّ "أعمال تطوير كبيرة" قد حدثت على أرض الواقع.
مبانٍ محمولة
وبحسب الصحيفة البريطانية، فليس من الواضح ما إذا كان ولي العهد قد انتهك قواعد الحصول على تصريح لأعمال البناء والتوسُّعات، لكن الوثيقة التي قدمها أحد الجيران جاء فيها أنَّه "لا يوجد تصريح تخطيط لأعمال تشييد كبيرة أخرى بملكية (بن راشد) في قرية لونغ كروس".
وتحتوي الوثيقة على صور لثمانية مبانٍ محمولة على الأقل، قيل إنَّها بُنيت منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى أربع خيمات على طراز الباغودا أُقيمت "منذ وقتٍ قريب للغاية".
ويسأل كاتب الرسالة، المؤرخة بـ17 مايو/أيار 2019، عن سبب عدم وجود تصريح تخطيط لـ"امتداد وحدات الإقامة السكنية الدائمة وشبه الدائمة التي جرت إقامتها".
وكتب المُقيم المعنيُّ بالأمر، والذي حُذف اسمه من الملفات: "لا يوجد أي تصريح تخطيط لأعمال تطوير كبيرة أخرى بملكية لونغ كروس في منطقة فلوترز هيل، وبالتحديد لوحدات الإقامة السكنية الدائمة وشبه الدائمة التي أُقيمت، والتي يبدو أنها مُخصصة لسكن الموظفين، على الحزام الأخضر كذلك".
وتابع: "أماكن الإقامة المُثبتة بشكلٍ دائم من طراز الكابينات المحمولة، موجودة منذ عام على الأقل، والخيم على طراز الباغودا حديثة للغاية"، مضيفاً: "أشعر بقلق مُتزايد من وجود قانون تخطيط لأحد أغنى الرجال في العالم، وقانون مختلف كلياً لبقيتنا".
ويأتي ذلك بعد أسابيع فقط من ظهور سياج معدني أخضر "على غرار ذلك الخاص بالسجن"، والذي يُقال إنَّه شُيِّد دون الحصول على تصريح تخطيط، ليحمي حاكم دبي نفسه من أفراد من العامة الذين وجَّهوا إساءات لفظية إلى "حرّاسه" الشخصيين وتعدّوا على أرض عقاره.
اتهامات لحاكم دبي بتجاهل القوانين
وقُدِّمت طلبات للحصول على تصريح تخطيط بأثر رجعي إلى مجلس رونيميد بورو في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، تُطالب بالحصول على تصريح لتشييد سياج معدني.
ومع ذلك، اتهم الجيران بن راشد بإظهار "التجاهل الساخر" لقوانين التخطيط، والإضرار بالبيئة، وتعريض الحياة البرية للخطر.
وتخضع الأرض المملوكة لحاكم دبي لأمر توجيهي بشأن أعمال التشييد بالملكيات الخاصة في بريطانيا يُعرف باسم "Article 4 direction" ، وهو ما يعني أنَّه حتى التغييرات الطفيفة التي يجري إدخالها على الملكية الخاصة يجب أن تحصل على تصريح من المجلس.
والملياردير محمد بن راشد، حاكم دبي، يملك حلبة سباق، وهو أبٌ لأكثر من 30 طفلاً، ويستخدم منزله في لونغ كروس بمقاطعة سري للهروب من حرارة الصيف في دبي.
وتُعتبر إجراءات الأمن بعقاره في لونغ كروس شديدة للغاية، بالإضافة إلى وجود حراسة مُشددة لمحيط العقار بأكمله، وكاميرات مراقبة، وسور أمن داخلي.
يشتهر بن راشد في بريطانيا بكونه أحد كبار مالكي خيول السباق، وهو من يقف خلف عملية تحويل دبي إلى إحدى أكثر الوجهات السياحية شهرةً في العالم.
وسباق الخيل هو الشغف الأكبر لحاكم دبي، الذي يمتلك إسطبلات Godolphin، التي أنتجت بعضاً من أبرز الخيول الأصيلة في هذه الرياضة.
وقد خلف بن راشد شقيقه في عام 2006، ليصبح حاكم دبي ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتُقدَّر ثروته الشخصية بنحو 15 مليار جنيه إسترليني (19 مليار دولار)، وقد تمكن من تحويل دبي في آخر 15 عاماً، إلى إحدى المدن الأكثر عصريةً بالعالم.
كذلك، فهو من يقف وراء بناء جزر النخيل، وفندق برج العرب، وبرج خليفة، ناطحة السحاب التي تهيمن على أفق المدينة. كما ساعد بن راشد في تأسيس خطوط الطيران الإماراتية.
وتزوج حاكم دبي للمرة الأولى في 1979، ولاحقاً تزوج ابنة ملك الأردن.