وُلِد الإثنين 6 مايو/أيار 2019، نجل الأمير هاري وميغان دوقة ساسكس الذي لا يحمل اسماً حتى الآن، ويُعدُّ سابع ورثة العرش، لُقِّب بـ "الوليد الملكيِّ الأمريكيِّ". وجاء وزن ثامن أحفاد ملكة بريطانيا مقدَّراً بثلاثة كغم تقريباً.
الوليد الذي أصبح أول طفلٍ متعدِّد الأعراق في العائلة الملكية البريطانية في تاريخها الحديث، مؤهَّلٌ للحصول على جنسيةٍ مزدوجةٍ بريطانيةٍ وأمريكيةٍ.
من الصفات النمطية الشهيرة للبريطانيين أنهم لا يجيدون التعبير عن المشاعر، وأنهم أناسٌ جامدون وما إلى ذلك.
ولكنَّ الأمير هاري ظهر مغتبطاً بوضوحٍ عند خروجه من منزله كوخ فروغمور الذي يتشاركه مع ميغان ماركل في وندسور، إنجلترا، ليقول إنه "مبتهجٌ" و "يطير فرحاً" بأن مولوده الحديث من زوجته الأمريكية "جميلٌ للغاية" وإن كلاً من الأمِّ والمولود "بصحةٍ ممتازةٍ" وفقاً لما نشرته صحيفة USA Today الأمريكية.
وأضاف الأمير هاري أنه "شديد الفخر" بزوجته.
في ظل الأزمات.. المولود الملكي جلب الفرح لبريطانيا!
ولكن المعنى الأساسيَّ للولادات وحفلات الزفاف والأعياد السنوية الأخرى المرتبطة بالعائلة الملكية لدى البريطانيين عادةً ما تكون له أهميةٌ واحدةٌ: أنه يمثِّل فرصةً للوحدة في الأوقات العصيبة والمِحَن، ومتنفَّساً من التفكير في الشدائد اليومية. وهكذا كانت الحال مع آخر إضافةٍ للعائلة الملكية البريطانية المهووس بها.
وقال أحد سكَّان لندن يُدعى مارك جونز ويبلغ من العمر 28 عاماً: "أشعر كأنه أمرٌ إيجابيٌّ أخيراً".
يُذكَر أن المسؤولين، ووزراء الحكومة، والعلماء السياسيِّين، وأفراد الشعب في تناحرٍ منذ أشهرٍ بسبب جهود بريطانيا المعطَّلة لأجل الخروج من الاتحاد الأوروبيِّ، والانتخابات المحلية ذات المنافسة الشرسة، والحالة المستقبلية لزعامة بريطانيا، وارتفاع معدَّلات جرائم الطعن، والاحتجاجات ضد تغيُّر المناخ، والزيارة المنتظرة في يونيو/حزيران 2019 للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولكن يوم الإثنين 6 مايو/أيار 2019، تهافتوا جميعاً لأجل تقديم تهانيهم للزوجين.
كيف احتفل البريطانيون بقدوم المولود الملكي!
كتبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي على تويتر: "لكما مني أطيب الأمنيات في هذا الوقت السعيد"، بينما قال جيريمي كوربن، زعيم حزب العمَّال المعارض، وخصم تيريزا ماي اللدود، إنه يتمنَّى "لهما كُلَّ خير".
ومن جانبها، كتبت نيكولا ستارجن، الوزيرة الأولى لأسكتلندا، التي يبدو أنها تحضِّر لتصويتٍ آخر على الاستقلال من المملكة المتحدة في حال تنفيذ عملية بريكست، كتبت على تويتر أن "ولادة طفلٍ هي مناسبةٌ سعيدةٌ، تهانيَّ إلى هاري وميغان".
أما جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربوري وأكبر الأساقفة في كنيسة إنجلترا، فقال: "بارك الربُّ الأسرة الجديدة بالحُبِّ والصحة والسعادة".
وفي بيانٍ له، أوضح قصر بكنغهام أن الملكة وزوجها دوق إدنبرة وابنهما أمير ويلز جميعاً "مسرورون بالخبر".
وقد أُضيئت عين لندن، وهي عجلةٌ سياحيةٌ ضخمةٌ على ضفة نهر التايمز، بالأحمر والأبيض والأزرق ايذاناً بولادة الطفل.
فيما احتفل برج بي تي للاتصالات في قلب لندن بكتابة "إنه ولد!" على شاشة رسائله الرقمية التي يبلغ ارتفاعها عن أرض العاصمة 192 متراً.
وقد جاء أيضاً صوتٌ مألوفٌ من الجانب الآخر من المحيط.
ميشيل أوباما أول المهنِّئين
وكتبت السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة ميشيل أوباما على تويتر: "تهانيَّ يا ميغان وهاري! أنا وباراك سعيدان من أجلكما ولا نطيق الانتظار حتى نراه".
وكما جرت العادة عند ولادة فردٍ جديدٍ من أفراد العائلة الملكية، وُضِع "إعلان ميلاد" في إطارٍ على حاملٍ مُزخرَفٍ مصنوعٍ من الذهب خارج قصر بكنغهام، المنزل الرسميِّ الرئيسيِّ للملكة ومقرِّ القيادة الفعليِّ للمملكة.
وورد في الإعلان الموضوع على الحامل: "الملكة والعائلة الملكية مسرورون بخبر أن صاحبة السموِّ دوقة ساسكس قد رُزِقت بابنٍ في الساعة 5:26 صباحاً. تتمتَّع صاحبة السموِّ وطفلها كلاهما بصحةٍ جيدةٍ".
قصر بكنغهام يتزين لاستقبال المولود الملكي
وتماماً كما حدث عند ميلاد الأمير جورج، نجل الأميرة شارلوت والأمير لويس، فقد حُمِلَت النشرة المُبروَزَة التقليدية من خلال بوابة المحفظة الملكية بقصر بكنغهام وعبر الفناء الأماميِّ، حيث شاهدها بضعة آلافٍ من المتفرِّجين.
وأثناء وضعها، رُفِعت مئاتٌ من كاميرات الهواتف في الهواء وصفَّق عددٌ قليلٌ من الواقفين تصفيقاً فاتراً سرعان ما تلاشى.
ولكنَّ ذلك لم يصدَّ المهنِّئين والمارَّة الذين منهم من جاء على درَّاجات مأجورةٍ، ومنهم من كان يدفع أمامه عربات الأطفال، ومنهم كانوا مجموعاتٍ كبيرةً من أطفال المدارس في جولاتٍ تحت إشراف معلِّميهم لأجل إلقاء نظرةٍ سريعةٍ.
وجاء على لسان ماريا ألفيزو، وهي ممرضةٌ إسبانيةٌ بالغةٌ من العمر 38 عاماً جاءت في زيارةٍ إلى لندن: "من الرائع جداً أن أتواجد هنا في هذا التوقيت العظيم لعائلتهم. إنه وقتٌ سارٌّ للغاية لهم".
وكذلك أعرب جون والش، وهو مواطنٌ خمسينيٌّ يعمل في الشؤون المالية، عن أمله في أن المولود الملكيَّ الجديد "سيعيد إلى دولتنا عظمتها"، في إشارةٍ إلى شعار ترامب السياسيِّ المبتذل.
وقد خاض آخرون في أحاديث حول مزايا التزوُّج من عائلةٍ ملكيةٍ وإن كانت الملكة ستظهر. (لم تظهر).
هذه المرة مختلفة تماماً!
على مسافة 32 كم، في وندسور، حيث عُقِد قران الأمير هاري والدوقة ميغان في مايو/أيار 2018، وحيث احتشدت الجماهير من محبِّي العائلة الملكية ترقُّباً لقدوم المولود الحديث منذ الأسبوع الماضي، كان جون لوفري يحتسي الشامبانيا حينما أعلن دلَّالٌ عموميٌّ غير رسميٍّ عن الولادة الملكية بقوله: "أحسنت يا ميغان!"
وأضاف الدلَّال العموميُّ توني آبلتون: "بارك الله في أمريكا، وحفظ الله الملكة".
ويصف لوفري صاحب الأربعة وستين عاماً نفسه بأنه "عاشقٌ مولعٌ" بالعائلة الملكية.
وأوضح أنه مُحبَطٌ بعض الشيء من قرار الأمير هاري والدوقة ميغان بعدم السير على خطى الأمير ويليام وكيت دوقة كامبريدج بالولادة في جناح ليندو بمستشفى سانت ماري في لندن. إذ يُشاع أن الدوقة ميغان قد أنجبت المولود بمنزلها في كوخ فروغمور. ولم يؤكِّد الزوجان ذلك حتى الآن.
ومن المتوقَّع أن يظهر مزيدٌ من التفاصيل حول الطفل وولادته في الأيام القادمة.
وقال لوفري عبر الهاتف: "هذه المرة مختلفةٌ تماماً".
وتابع: "نحترم هذا. بالطبع نحترمه. لكنَّ فترة الترقُّب هي أكثر ما يثير الاهتمام في هذا، والانتظار الجميل للولادة، لا شيء يضاهي ذلك".
وذكر لوفري أنه كان يرتدي حذاءً عليه العلم الأمريكي، وأنه سيحتفل -بالإضافة إلى الشامبانيا- بتناول السمك وأصابع البطاطا وبعدها فطيرة تفاح.