قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إن طائرة صغيرة تقل ثلاثة أشخاص حاولت الهبوط في الضباب الكثيف الذي أحاط بمدينة نيويورك وذلك ست مرات مساء الأحد 14 أبريل/نيسان، واضطرت الى تكرار الهبوط للمرة السابعة مع بدء نفاد وقودها، وذلك فوق مدينة لونغ آيلاند.
الضباب يجبر طائرة في نيويورك على الهبوط في منطقة سكنية
وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الطائرة، وهي من طراز سيسنا 172، لم تنجح في الوصول إلى المطار، وإنما اندفعت إلى منطقة سكنية في ضواحي فالي ستريم، في نيويورك، وبدا أن هناك كارثة على وشك أن تقع.
وحسبما قال مسؤولون محليون فإن الطائرة ارتطمت في البداية بسقف الكنيسة، الموجودة في المنطقة ثم بعدة خطوط كهرباء، قبل أن تصبح عالقة في الأسلاك المتشابكة كما الذبابة المحجوزة في شبكة وأصبحت الطائرة معلقة على بعد قدم واحدة (30 سنتيمتراً) من أرض الحديقة الأمامية لمنزل من الطوب.
لكن الطيار واثنين من الركاب استطاعا إنقاذ أنفسهم دون إصابات
وبعدما وصلت شرطة مقاطعة ناسو إلى مكان الحادث، وجدوا أن الطائرة تتدلى من كابلات المرافق، وتتجه مقدمتها لأسفل، ومعلّقة كما لو أنها تجمدت قبل أن تقع الكارثة بلحظات. وكان الطيار واثنان من الركاب، الذين خرجوا سالمين تقريباً، يجلسون على رصيف قريب.
وحسب تصريحات الشرطة، فقد قال المحقق فنسنت غارسيا إن ما حدث يعتبر معجزة فالمنزل الذي توقفت أمامه الطائرة لم يُصب بأذى وكذلك جسم الطائرة كان سليماً بالكامل.
وحسب الشرطة، فكابلات الكهرباء منعت الطائرة من التحطم
وقال باتريك رايدر، مفوّض شرطة مقاطعة ناسو، مساء الأحد 14 أبريل/نيسان: "في الواقع، منعت الأسلاك الطائرة من الارتطام الأرض".
وحسب المحقق غارسيا فإنه بحلول صباح الإثنين 15 أبريل/نيسان، جرى انتشال طائرة من طراز سيسنا من أسلاك الكهرباء. وكانت تستقر في الفناء الأمامي لمنزل في كلاريندون درايف في فالي ستريم، وهي قرية تضم حوالي 37 ألف شخص، وتقع على بعد حوالي 3 كيلومترات شمال شرق مطار كينيدي في كوينز.
وحددت الشرطة هوية الراكبين وهما: هونجو نا (29 عاماً)، وجوموو يونغ (26 عاماً)، فيما يُعرف الطيار باسم دونغيل كيم (27 عاماً). وينتمي ثلاثتهم لمنطقة فلاشينغ في كوينز.
وقال المحقق غارسيا إن الرجال الثلاثة تمكنوا من الخروج من الطائرة قبل وصول عمال الطوارئ. ولم يصب منهم أحد سوى هونجو نا؛ الذي التوى إصبعه.
المسؤولون قالوا إن الرجال الثلاثة كانوا يسافرون بطائرة استأجروها من مدرسة للطيران وخدمة تأجير الطائرات في فارمنغديل في ولاية نيويورك.
لكن صاحب الطائرة رفض التصريح للإعلام بخصوص الحادث
وحسبما ظهر في شارة ملتصقة بالطائرة رقم الهاتف والموقع الإلكتروني لمدرسة الطيران 2bapilot، التي يملكها داني وايزمان. فعند الاتصال به عبر الهاتف، أنهى وايزمان المكالمة قبل الإجابة على الأسئلة. ولم يرد على رسالة بريد إلكتروني تسأله التعليق على الحادث.
وكانت الطائرة، وهي من طراز سيسنا ذات محرك واحد وثابتة الجناحين ويحمل ذيلها رقم N5296H، مسجلة لشركة مملوكة لروبرت كورونا، في ويست بابليون بنيويورك. ولم يرد كورونا على رسالة تسأله التعليق فور تلقيها.
وقال المسؤولون إن الثلاثة انطلقوا بطائرتهم إلى شلالات نياغرا الأحد، وفي طريق عودتهم كانوا يحاولون الهبوط بالطائرة في مطار ريبابليك في إيست فارمينغديل. لكن كيم حاول بصعوبة أن يهبط في الضباب ولم يتمكن من رؤية المدرج.
وقال المسؤولون إنه بعد ذلك سقطت الطائرة على الأرض، بعد ارتطامها بسقف كنيسة Revival Outreach Ministries في هيل سايد أفنيو قبل أن يكتمل هبوطها أمام منزل في 113 كلاريندون درايف.
وتجري إدارة الطيران الفيدرالية تحقيقاً في الحادث
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان إنها كانت تحقق في الحادث. وقال كيث هولواي، المتحدث باسم المجلس الوطني لسلامة النقل، إن المجلس يخطط أيضاً للتحقيق بعد أن تخرج إدارة الطيران الفيدرالية بتقييمها.
وحسب هولواي فإن التقرير الأولي عن سبب الحادث قد يأتي في وقت مبكر نهاية الأسبوع.
فيما تعتقد الشرطة في مقاطعة ناسو حسبما قال المحقق غارسيا إن الحادث قد يكون مرتبطاً بالطقس.
وأضاف: "هل تدركون معنى أن يحاول الهبوط ست مرات، لا بد أن هناك سبباً منعه من الهبوط بالطائرة".
وفي وقت وقوع الحادث، كانت هيئة الطقس الوطنية قد نبهت إلى انتشار الضباب الكثيف حول المنطقة المحيطة بالمطارين. وتعتبر هيئة الطقس أن الضباب كثيف إذا انخفض مدى الرؤية إلى ربع ميل أو أقل. وفي هذه الظروف، تُنبّه الناس إلى تجنب القيادة على الطرق إن أمكن.
وقالت إيمي دي ليو، المتحدثة باسم شركة PSEG للمرافق في لونغ آيلاند، إن الحادث تسبب أيضاً في تعطل خدمة الكهرباء في المنطقة. إذ انقطعت الكهرباء حوالي الساعة 10:15 مساءً، تقريباً وقت حادث الطائرة، عن حوالي 200 عميل من عملاء الشركة. وبحلول الساعة 8:54 من صباح يوم الاثنين، عادت الكهرباء.
وقالت إيمي دي ليو إنها لا تعتقد أن الطائرة تسببت في إتلاف أي خطوط كهرباء أثناء سقوطها.
وقال إد فار، رئيس بلدية فالي ستريم، في بيان يوم الأحد: "إن سقوط طائرة في ستريم فالي هو احتمال قائم دوماً"، في إشارة إلى قرب المنطقة من مطار كينيدي، لكن حادث الطائرة التي نجت من التحطم بأعجوبة يوم الأحد كان "الأول" منذ 57 عاماً عاش خلالها في المنطقة.