يتمتَّع الأمير وليام بكل السمات المميزة لرجلٍ قنوع. في سن السادسة والثلاثين لا يحمل أياً من الأمتعة العاطفية التي أثقلت حياة والده أمير ويلز سنوات عديدة.
وهذا، وفقاً لصحيفة The Daily Mail البريطانية، هو السبب الذي جعل وليام مصمماً على التصرف الأحد 24 مارس/آذار 2019، عندما غمرت شائعات غير عاديةٍ أسرته، مهدِّدةً بتخريب سلامها الداخلي.
صحيفة New Zealand Herald النيوزيلندية قالت إنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهرت تقارير في كل من عددي السبت والأحد من الصحيفة، ادعت أن "الصدع" قد انفتح بين كيت وجارتها في نورفولك روز هانبري، ماركيزة تشولموندلي.
وقالت إحدى الروايات إن المرأتين نشب بينهما خلافٌ "رهيب"، وادعت رواية أخرى أن كيت أرادت "طرد منافستها الريفية" من دائرتها، لكن الكلمات التي استخدمت فعلياً كانت "التخلص منها".
في هذه الأثناء، صُوِّر ويليام على أنه صانع سلام يرغب في أن تتوافق المرأتان، بسبب صداقته الشخصية مع زوج روز الأرستقراطي ديفيد ماركيز تشولموندلي.
في وقت تحاصرنا تعاسة لا حد لها من كل جانب، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومكانة بريطانيا في العالم، قد يبدو القيل والقال حول العائلة المالكة مسلياً بشكل كافٍ.
العائلة الملكية البريطانية ترفض الحديث عن الشائعات
لكن تقارير عطلة نهاية الأسبوع تجاوزت حدود الشائعات (على الرغم من أن القيل والقال وحده يمكن أن تتسبب في أضرار، لتحط من منزلة العائلة المالكة إلى مستوى المسلسلات الدرامية الطويلة).
فقد قدمت تحت عناوين جادة، وأقل شيء فيها، إن لم يكن هناك أكثر، فستكون هذه العناوين قمحاً لمطحنة القضية الجمهورية، مشعلةً قلوب المناهضين للملكية في كل مكان.
بالنسبة للعائلة المالكة، كان التعامل مع مثل هذه الشائعات منذ فترة طويلة لغزاً محيراً. تجاهلها سيؤدي إلى خطر تضخيمها، والتحدث عنها علناً سيؤدي إلى خطر إعطاء مصداقية بطريقة أو بأخرى لما، كما سنرى، ليس إلا مجرد هذر فحسب.
قضت الأميرة ديانا كثيراً من السنوات الخمس الأخيرة من حياتها في مكافحة الحرائق التي لا نهاية لها من قصص الشائعات عنها، وغالباً ما كان ذلك دون نجاح يُذكر. ومنذ أن التقى كيت ميدلتون في جامعة سانت أندروز، صمم الأمير ويليام على عدم السير على خطى والدته الراحلة.
وبدلاً من ذلك، لجأ إلى القانون للدفاع عن خصوصية عائلته -كما حدث عندما التقط المصورون الفرنسيون صوراً كيت ميدلتون وهي تتشمس نصف عارية- وعندما تتعرض سمعتهما للخطر. أما التقارير غير المهمة فيتم تجاهلها ببساطة.
قيل إن الشائعات التي تحدثت عن خلاف بين هاتين الشابتين الجذابتين خاطئة. يمكن أيضاً الكشف أن كلتيهما قد فكرت في إجراء قانوني، لكن نظراً إلى عدم تمكن أي من التقارير من تقديم أي دليل على موضوع النزاع المزعوم، فقد اختارتا تجاهله.
في الواقع بدأت الشائعات تدور بحفلات العشاء الفارهة أواخر العام الماضي. لماذا؟ لا يزال الأمر لغزاً، لكن كانت هناك بعض النغمات الخبيثة تحت الكلام.
كانت هناك شائعات استيقظت لتدمّر كيت ميدلتون
تؤدي الجغرافيا دوراً هنا. عام 2014، قرر ويليام و كيت ميدلتون الانتقال بشكل كامل إلى أنمير هال، وهو المنزل الريفي القريب من ساندرينغهام الذي قدمته لهما الملكة.
وكان من بين الجيران القريبين ماركيز تشولموندلي (58 عاماً)، الذي يؤدي دوراً فريداً باعتباره لورد تشامبرلين العظيم في افتتاح الدولة للبرلمان، حيث يمشي للخلف أمام الملكة.
كان لدى تشولموندلي، وهو رجل مرهف وصانع أفلام سابق، سلسلة من الحبيبات الساحرات، دون إظهار أي إشارة إلى الرغبة في الاستقرار. لكن في خطوة مفاجئة للأصدقاء، تزوج روز هانبوري عام 2009، وهي عارضة سابقة ممشوقة القوام، تصغره بثلاثة وعشرين عاماً.
وقد التقيا في حفل أقيم بفيلا سيتينالي، المنزل الإيطالي الكبير للورد لامبتون عضو حزب المحافظين النبيل المفضوح، مارينا أخت روز، متزوجة بوريث لامبتون، إيرل دورهام.
الشقيقتان الحسناوان، اللتان صُوِّرتا مرة بملابس السباحة مع رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، لديهن نسب لا تشوبه شائبة. كانت جدتهما الليدي إليزابيث لونغمان، وصيفة شرف في حفل زفاف الملكة للأمير فيليب.
منزل آل تشولموندلي هو هوتون هال، قصر مذهل على طراز بالاديو، بني قرابة عام 1720 لمصلحة أول رئيس وزراء في بريطانيا، السير روبرت والبول.
يقع المجمع المكون من 106 غرف، على بُعد أربعة أميال فقط من أنمير هال، وقد نقلت التقارير بعدها أن آل تشولموندلي وأطفالهم الثلاثة كانوا جزءاً مما يسمى "الدائرة الراقية"، وهي مجموعة من أصدقاء وليام وكيت من ذوي الأصول الرفيعة الذين يسكنون في نورث نورفولك.
ويقال إن من بين أعضائها ويليام وروزي فان كوتسم، إيرل وكونتيسة ليستر، اللذين يعيشان في هولكهام هال، وجيمس ولورا ميد، عرابة الأمير لويس.
مع العلم أن علاقتهما كانت جيدة ومقربين
وقال أحد تقارير نهاية الأسبوع إن ابنَي تشولموندلي، ألكساندر وأوليفر، كانا زميلين للأمير جورج، على الرغم من أن الفجوة العمرية بينهما أربع سنوات.
كان كل من روز وديفيد ضيفين (للملكة) في حفل زفاف وليام وكيت عام 2011، وقبل ثلاث سنوات حضر الزوجان الملكيان حفلاً اجتماعياً بالملابس الرسمية في قصر هوتون هال.
روز وكيت، هما على الترتيب راعية وراعية ملكية لجمعية العناية بأطفال إيست أنجليا الخيرية، وقد حضرت الدوقة كيت تجارب الخيل في هوتون مع أطفالها.
أما وليام وديفيد فإن بينهما -على ما يبدو- قواسم مشتركة أقل. الماركيز -الناطق بالفرنسية، وعازف البيانو، ومحب الفن الحديث- هو في نهاية المطاف بعمر والدته الراحلة نفسه.
كان الرجلان يصطادان معاً، لكن هذا طبيعي بين ملاك الأراضي في نورفولك.
فهل كل هذا يعني صداقة حميمية؟ وفقاً لمصدر عائلي موثوق، فقد ذهب الزوجان إلى منزل بعضهما البعض ثلاث مرات فقط.
يرون بعضهم من حين لآخر مثل أي شخص، كما أخبرني شخص مقرب من روز. "إنهم ليسوا جزءاً من دائرة بعضهم البعض. إنها ليست حتى صداقة حميمية عن بعد".
ومع ذلك فقد بدأت الألسنة تثرثر
في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة Daily Mail في يوميات الشائعات، أن هناك منافسة بين الدوقة والماركيزة.
لكن صحيفة The Sun البريطانية، السبت 23 مارس/آذار 2019، ذكرت أن "الخلاف" كان "أسوأ بكثير مما كان يُعتقد في البداية".
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: "اعتادوا أن يكونوا قريبين، لكن الأمر لم يعد كذلك". وقالت إن وليام عرض صنع السلام، لكنها أضافت: "كانت كيت ميدلتون واضحة في أنها لا ترغب في رؤيتهم بعد الآن، وتريد من ويليام التخلص منهم، على الرغم من وضعهم الاجتماعي".
في البداية ضحك ويليام وديفيد على الشائعات، قيل لي إنها وصلت إلى آذان العائلة المالكة الأوسع. لكن أحدث التقارير غيرت الجو.
أنا أفهم أن كلا الرجلين مرتبك من الشائعات، وأصر على أنه لا يوجد خلاف بينهما أو بين زوجتيهما.
أخبرني مصدر عائلي: "هذه الشائعات المؤلمة حول الخلاف خاطئة بكل بساطة. كان وليام وديفيد على اتصال بعضهما ببعض خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولم يعرفا ما إذا كان يجب أن يضحكا أو يشتكيا. تأثر كل من الزوجتين بسبب الإشارة إلى وجود أي جدال أو حتى فتور بينهما. لديهما خطط لأحداث في المستقبل، من بينها العمل الخيري".
وأضاف: "إنها قضية كذبة تدور حول العالم، قبل أن تتاح للحقيقة حتى وقت كافٍ لدحضها"، وقالت شخصية عائلية أخرى: "إن الهمس الذي لا أساس له أو حقيقة قد تحول إلى هدير".
وتابع: "ضحك كلا الزوجين عندما قيل الأمر بلا اهتمام وعندما كُرر إلى ما لا نهاية، على الرغم من أنه لم يكن صحيحاً بشكل حقيقي. لكن مع مرور الوقت يتناقله مزيد من الناس، حتى أصبح حياً الآن ومؤلماً وساماً".
الوضع أصبح مزعجاً للجميع
وقال أحد أصدقاء عائلة روز: "لقد أصبح الأمر مزعجاً للغاية، وهم جميعاً مهتمون ببعضهم البعض، لأنهم لم يضطروا من قبل إلى إنكار شيء ليس هناك دليل عليه أو حتى ذرة حقيقة فيه، إنه مجرد جنون".
وأكد: "لقد ذهب ديفيد وروز إلى ساندرينغهام، وأطلقوا النار مع وليام وكيت، لكنهم ذهبوا إلى منازل بعضهم البعض أقل من ثلاث مرات، ويدّعى أن هناك بعض الشقوق!".
بالنسبة إلى وليام وكيت، فإن التطورات مثيرة للقلق بشكل خاص. فقد كانوا دائماً حذرين للغاية من الصداقات، وبذلوا جهداً في الثقة.
لقد تجنبوا الأصدقاء المشهورين، الذين يبدو أن الأمير هاري ودوقة ساسكس يحبان أن يحاطا بهم.
لم يذهب أي من أصدقاء كيت للدردشة مع مجلات النميمة، كما فعلت صديقات ميغان مع مجلتي People وVanity Fair.
كزوجة ملكية وأُم، لم تضع كيت ميدلتون قدماً في مكان خطأ قط، أسرتها مخلصة ومحجوبة. وهي تقوم بواجباتها الرسمية بحماسة.
لم يتم تصويرها هي ووليام وهما يتبادلان كثيراً من الكلام في الأماكن العامة.
وبينما لم ينغمس وليام مطلقاً في حالة "ما تريده ميغان، تحصل ميغان عليه"، كما يقال إن الأمير هاري يفعل، فإنه يعرف مدى أهميتها كأُم وملكة مستقبلية.
وإذا تبين أن هذه الحلقة المؤسفة كلها كانت محاولة فارغة لهز موقع كيت القوي لدى الجمهور، فقد جاءت النتيجة على الأغلب عكسية تماماً.