مع ذوبان الأنهار الجليدية في جبل إيفرست، بسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري، بدأت تظهر جثامين المتسلّقين الذين دفنهم الجليد.
ومنذ المحاولة الأولى للوصول إلى قمة الجبل عام 1922، قُتِلَ نحو 300 متسلق في أثناء محاولتهم الصعود إلى القمة، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.
وأفادت شبكة تلفزيون BBC News بأنه مع بدء موسم التسلق في فصل الربيع، تُزال جثث المتسلقين التي ظهرت؛ من جراء ذوبان الأنهار الجليدية من على الجانب الصيني من القمة.
من جانبه، قال آنغ تشيرينغ شيربا، الرئيس السابق لاتحاد رياضة تسلق الجبال في نيبال: "نتيجة للاحتباس الحراري، يذوب الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية سريعاً، وبدأت تظهر الجثث التي ظلت مدفونةً سنوات".
وأضاف شيربا: "كنا قد أنزلنا بالفعل بعض جثامين المتسلقين الذين لقوا حتفهم في السنوات الأخيرة، لكن الجثث القديمة التي ظلت مدفونة بدأت تظهر الآن".
في حين قال مسؤولون بجمعية مشغّلي بعثات التسلق في نيبال، إنهم بدأوا خلال موسم التسلق الحالي، بإنزال جميع الأحبال من المخيمات العليا في جبلي إيفرست ووستو -رابع أعلى قمة بالعالم- لكن التعامل مع الجثامين لم يكن بالسهولة نفسها.
يجب على الهيئات الحكومية التعامل مع الجثامين
وبموجب القانون النيبالي، يجب أن تشارك الهيئات الحكومية في التعامل مع جثامين المتسلقين.
من جانبه، قال رئيس جمعية مشغّلي بعثات التسلق في نيبال، دامبار باراجولي: "لا بد من أن تمنح الحكومة وقطاع تسلّق الجبال هذه المسألة أولوية".
وأضاف: "إذا استطاع الجانب التيبتي من إيفرست أن يفعل ذلك، فنحن أيضاً نستطيع".
يُذكر أنه في عام 2017، ظهرت يد متسلق ميت فوق الأرض في المخيم الأول.
وقال مشغّلو بعثات التسلق إنهم نشروا آنذاك متسلّقين خبراء من مجتمع شيربا (جماعة عرقية من التيبت تسكن سفح إيفرست) لنقل الجثمان.
في حين يقول متسلقون إنه في السنوات الأخيرة ظهرت أغلب الجثامين عند نهر خومبو الجليدي، الذي يشتهر تحديداً بأنه جزء خطير من رحلة التسلق، وكذلك في محيط المخيم الأخير، عند الممر الجبلي الجنوبي.
تكلفة إزالة الجثمان قد تصل إلى 80 ألف دولار أمريكي
مكن أن تصل تكلفة إزالة جثمان من على الجبل إلى 80 ألف دولار أمريكي. وكشفت دراسة في عام 2015، أنَّ البِرك على نهر خومبو الجليدي، الذي يعبُره المتسلّقون في طريقهم للوصول إلى القمة، تتسع وتتداخل نتيجة الذوبان المتسارع.
وفي عام 2016، جفَّف الجيش النيبالي بحيرة إيمجا، الواقعة قرب جبل إيفرست، بعد أن وصل مستوى المياه فيها إلى درجة خطيرة عقب حدوث ذوبان جليدي سريع.
إضافة إلى ذلك، حفر فريق آخر من الباحثين، من بينهم أعضاء من جامعتي ليدز وأبيريستويث في بريطانيا، العام الماضي (2018)، نهر خومبو الجليدي، ووجدوا أنَّ درجة حرارة الجليد أدفأ مما توقعوا.
إذ سُجِّلَت أدنى درجة حرارة للجليد عند 3.3- درجة مئوية فقط، في حين كانت أبرد درجة حرارة للجليد أدفأ بدرجتين مئويتين من متوسط درجة حرارة الهواء سنوياً.