أثار برنامج تلفزيوني أظهر شرحاً لكيفية الإيذاء الجسدي للزوجات غضباً في الكاميرون، ودعوات لوضع حد للإفلات من العقاب في بلد ينتشر فيه العنف ضد المرأة.
حسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، شرح مقدم البرنامج، الذي يُعرَض على قناة Vision4 الخاصة، طريقة "تهدئة" امرأة من خلال الضغط على رقبتها.
وقال إرنست أوباما للمشاهدين، بينما كان يلوي يديه، مع ضحكات على الهواء من زملائه الصحفيين: "امسكها من رقبتها واضغط عليها، وكلَّما تتكلَّم، تضغط أكثر".
وقال ناشطون كاميرونيون إنَّ تعليقات أوباما في البرنامج، الذي عُرِضَ الأسبوع الماضي، تساهم في ثقافة يُنظَر فيها للعنف ضد النساء على أنه أمرٌ مقبول.
وقالت كاثي آبا فودا، المتحدثة باسم RENATA، وهي شبكة تضم أكثر من 21 ألف متطوع يساعدون ضحايا العنف الجنسي والعنف على إعادة بناء حياتهم: "نحن نقول لا للعنف".
وقالت كاثي لشبكة Reuters: "ليس العنف جنسياً فحسب، وإنما أيضاً بدني وأخلاقي واقتصادي، لكنه يبدأ بالكلمات. نحن مصدومون للغاية من هذا البرنامج الذي تحدَّث فيه أوباما وزملاؤه عن العنف ضد النساء بمثل هذه الخفة".
ونفى أوباما الدعوة للعنف ضد النساء، ودافع عن البرنامج قائلاً إنَّ غرضه توعية المشاهدين.
وقال أوباما في مقابلة عبر الهاتف: "هذا برنامج نتحدَّث فيه عن موضوعات اجتماعية لتثقيف الناس".
وقال أوباما: "تحدثنا عن حالة مشاجرة بين زوج وزوجته، أمسكت فيها الزوجة زوجها من خصيتيه. وتحدث زميلي حول ما يجب أن يفعله المرء في حالة أمسكته امرأة من خصيتيه. اقترح زميلي تسديد لكمة عنيفة لها. أما أنا فقلت: ربما يجدر بك أن تضربها في مكان يؤلمها قليلاً ولا يترك آثاراً".
وبحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإنَّ أكثر من نصف النساء الكاميرونيات قد تعرَّضن لعنف جسدي أو جنسي على يد شركائهن في مرحلة ما من حياتهن.
وتتزوج فتاة واحدة تقريباً من بين كل ثلاث فتيات عند سن 18 عاماً، وذلك وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وعادة ما يجري التكتم على الإيذاء، لا سيما عند حدوثه داخل الأسرة.
ولم يعلق المجلس الوطني للاتصالات، وهو جهاز الرقابة الإعلامية في الكاميرون، وقت نشر هذا المقال.
ورفض مسؤولو قناة Vision4 التعليق على البث، الذي أثار نقاشاً مطلع الأسبوع الجاري في قناة خاصة أخرى وهي: My Media Prime.
وقالت الصحفية الكاميرونية، كومفورت موسى، التي أطلقت حركة لمكافحة التحرش الجنسي والعنف ضد النساء، إنَّ من الصعب على النساء أن يتكلمن علناً.
وقالت كومفورت: "في بعض الأحيان، كلفني الحديث التعرض للهجوم والتهديد".
وقالت كاثي، المتحدثة باسم شبكة RENATA، إنَّ عدم التعامل مع برامج مثل هذا البرنامج الذي بث على قناة Vision 4، لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشكلة العنف ضد النساء، وطالبت الحكومة باتخاذ موقف.
وقالت كاثي: "نريد العدالة".