كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية، أنَّ ميغان ماركل، دوقة ساسكس، أظهرت دعمها حملةً أطلقها أكاديميون وطُلاب سود من أجل "إزالة الإرث الاستعماري" من المناهج الدراسية الجامعية في المملكة المتحدة.
ويُعد ذلك أول تدخُّل سياسي من صاحبة الـ37 عاماً منذ انضمامها إلى العائلة الملكية، وزواجها من الأمير هاري في مايو/أيار 2018.
وتهدف هذه الحركة إلى "مواجهة إرث الإمبراطورية" والعنصرية في الحرم الجامعي، وتصعيد أستاذات سوداوات بدلاً من "الذكور الذين عفا عليهم الزمن".
أول تدخُّل سياسي لميغان ماركل
وكشفت تقارير عن أنَّ ميغان -في أثناء زيارتها إلى جامعة سيتي في حيِّ إزلنغتون بلندن في يناير/كانون الثاني 2019- شجَّعت الأساتذة الجامعيين على "فتح حوار" حول المناهج الدراسية في الجامعات، وصُعِقت عند معرفة الإحصاءات التي أظهرت تفاوتاً كبيراً بين الأعراق المختلفة في هيئات التدريس الجامعية.
وأعربت عن دهشتها من الإحصاءات التي تشير إلى انخفاضٍ صادم في تعددية أساتذة الجامعات في المملكة المتحدة.
فحين تسلَّمت ميغان ورقة بيانات تُشير إلى أنَّ الرجال البيض يُشكِّلون الأغلبية الساحقة من أساتذة الجامعات في المملكة المتحدة، يُقال إنَّها قالت: "يا إلهي!".
وأوضحت الأستاذة راشيل كوان التي تدعم الأقليات العرقية والموظفات في جامعة مانشستر: "لقد كانت مندهشة حقاً، وقالت: "يا إلهي، حقاً؟! نحتاج إلى التقاط صورةٍ لهذه الورقة".
وقيل كذلك إنَّ ميغان التفتت حينئذٍ إلى سكرتيرتها الخاصة إيمي بيكرينغ، وطلبت منها التقاط صورة للبيانات المتعلقة بعامي 2016 و2017.
وقالت ميغان إنَّ الجامعات يجب أن "تفتح نقاشاً" لتجنُّب "الاستمرار في الروتين اليومي" لأنَّه "في بعض الأحيان، يمكن أن يكون هذا النهج قديماً ويحتاج إلى تحديث".
"التغيير طال انتظاره"..
وتتفق ميرا ساباراتنام، التي تقود فريق العمل على إزالة الإرث الاستعماري من المناهج الدراسية في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، والتي أعطت ميغان البيانات التي أثارت دهشتها، على أنَّ "التغيير طال انتظاره".
إذ قالت لصحيفة The Sunday Times البريطانية: "جميع القضايا المتعلقة بالمساواة العِرقية متشابهة، ومن الرائع رؤية (ميغان) ذلك. فالتغيير طال انتظاره".
وربما يرجع أحد أسباب دهشة ميغان من انعدام التعددية في هيئات التدريس الجامعية إلى تربيتها وتجربتها "المؤثرة" و "المحورية" في الجامعة بالولايات المتحدة.
يُذكَر أنَّ ميغان تخرَّجت في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب في المسرح والعلاقات الدولية في عام 2003.
جديرٌ بالذكر أنَّ الحملة التي تدعمها ميغان تعد حركةً مثيرة للجدل منذ أن خرج طلابها إلى شوارع أكسفورد في عام 2016 لإزالة تمثال سيسل رودس، الاستعماري الذي كان يملك عبيداً في القرن 19، من إحدى كليات جامعة أكسفورد.
وكشفت أبحاثٌ أجرتها مؤسسة Advance HE البريطانية أنَّ الذكور البيض يُشكِّلون 68% من أساتذة المملكة المتحدة، بينما تُشكِّل الإناث البيضاوات 23%، فيما يُشكِّل الذكور السود وذكور الأقليات العرقية 6.5%، وتبلغ نسبة الإناث السوداوات وإناث الأقليات العرقية 2% فقط.