غرام بين الكتب.. تونسية تعشق القراءة تقيم زفافها بمكتبة، والأغرب المكان الذي ستقضي فيه شهر العسل

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/12 الساعة 21:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/12 الساعة 21:19 بتوقيت غرينتش

حفل زفاف في مكتبة عامة! نعم لقد ارتبطت الشابة التونسية سنية بن باهي بالكتب، إلى درجة تعدَّت المعقول، حتى إنها قرَّرت أن تقيم زفافها داخل مكتبة وبين أرفف الكتب، والأغرب المكان الذي قرَّرت أن تقضي فيه شهر عسلها.

ولكن لماذا قَبِل خطيبها هذا المطلب الغريب؟

حفل زفاف في مكتبة عامة.. قصة الشابة التونسية التي أدهشت الجميع

أدهشت سنية التي تدرس الطب الجميع بقرارها هي وخطيبها بإقامة حفل زفاف في مكتبة، تعبيراً عن حبهما الكبير للكتب، التي كانت سبباً أيضاً في وقوعهما في الحب.

لم يكن قرار سنية نابعاً من رغبتها في الشهرة، ولكن حب الكتب أصبح هوساً وعشقاً لديها، بل مشكلة لا خلاص منها.

والدليل على ذلك أنها تمتلك عدة صفحات اجتماعية وقناة على يوتيوب، تقوم من خلالها بنشر فيديوهات تلخّص فيها الكتب التي تقرأها سنوياً.

سنية وزوجها سامي مع أحد الكتاب الفرنسيين
سنية وزوجها سامي مع أحد الكتاب الفرنسيين

وتقضي سنية معظمَ وقتها بين أرفف الكتب، وفي المكتبات، ومعارض الكتب، منذ الصغر، وقد قرأت أكثر من 100 كتاب سنة 2018، رغم الالتزامات العائلية ودراسة الطب التي تتطلب جهداً ووقتاً كبيرين.

إلا أن كل تلك الظروف لم تُثنها عن المطالعة، حيث لقَّبها كثيرون بـ "serial reader" (القارئة المتسلسلة)؛ نظراً لقراءتها المتسلسلة للكتب دون توقف.

وهناك تعرّفت على حبيبها

تعرفت سنية على حبيبها في معرض للكتاب.

والطريف أنه يعمل كاتباً، إذ يبدو أن سنية لا يمكن أن تبتعد عن مطالعة الكتب، حتى في حياتها الشخصية.

تقول: "تعرفت على زوجي الكاتب سامي المقدم في معرض للكتاب، خلال حفل توقيع لروايته الأولى سنة 2016، تبادلنا أطرافَ الحديث حول الكتب، وآخر الإصدارات، فاكتشفنا أن هناك عدة نقاط مشتركة تجمعنا، أهمها شغفنا بالكتب، ومن ثم أصبحنا أصدقاء".

غرام بين الكتب وهيام بالمؤلفين

تطوَّرت علاقة سامي وسنية بعد مدة من علاقة صداقة إلى علاقة حب، فكانت الكتب خير أنيس لهما، حتى في جلساتهما الغرامية، وفي مقابلاتهما التي كانت بين المكتبات وعروض الكتب.

وكان نقاشهم حول محتوى هذا الكتاب أو ذاك، أو عن المؤلفين، يدوم لساعات دون أن يشعرا بالوقت.

سنية خلال حفل زفافها
سنية خلال حفل زفافها

وأخيراً توج هذا العشق بالزواج، ولكنه  ليس زواجاً عادياً في البيت، أو في قاعة أفراح فاخرة.

فقد قررا أن يكون لحفل زواجهما طابع خاص قريب منهما، وأن يكون متزامناً مع افتتاح معرض صالون كتاب الجيب بباريس، وأن يتم إقامته في حفل زفاف في مكتبة عامة.

أما قرارها الأغرب فهو مكان شهر العسل

تقول سنية: "ترددنا كثيراً في اختيارنا مكان حفل الزفاف، وكان اقتراح المكتبة مشتركاً ومفضلاً عن بقية الأماكن، فقررنا أن يكون في مكتبة المرسى، حيث يقيم زوجي".

لاقت فكرة حفل الزفاف تشجيعاً من قبل أصدقاء سنية وسامي، وتقبلتها العائلتان على غير المتوقع، نظراً لتمسك العائلات التونسية بالعادات والتقاليد المعمول بها منذ زمن.

إلا أن عائلتي العروسين لم تُعارضا أن يكون حفل زفاف ابنيهما في مكتبة، ووفق اختيارهما.

ولكن الأغرب المكان الذي قرَّرت أن تقضي فيه شهر عسلها.

إذ قررت مع زوجها أن يكون شهر عسلهما في صالون معرض كتاب بباريس.

جذب الناس للقراءة أكثر من حملات الدعاية المملة

تداولت وسائل الإعلام المحلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر حفل الزفاف في المكتبة.

واعتبر الكثيرون المبادرة من شأنها أن تكون دعاية، أو تحل محل حملات التوعية التي تحث على القراءة والمطالعة، لا سيما بعد أن أصبح الإقبال على المكتبات وشراء الكتب في تونس وفي العالم العربي ككل يضمحل شيئاً فشيئاً.

وبالفعل، كان حفل الزفاف عفوياً وأكثر تأثيراً من حملات التوعية الرسمية التي تشجع على القراءة، والتي باتت مستهلكة وغير مقنعة في الكثير من الأحيان، خاصة أنها تخاطب جيلاً لا يعرف سوى مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية.

ولكن هذا الجيل تفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الفكرة، وبارك للعروسين.

شغف سنية وحبها للقراءة ألهم الكثيرين، كما أبهرتهم قصة غرامها الغريبة مع الكتب، التي انتهت إلى غرام بين الكتب، وانهالت عليها رسائل التشجيع والثناء.

تحميل المزيد