رغم أن الأميرة ديانا انفصلت عن الأمير تشارلز فعلياً قبل 3 سنوات من الطلاق، فإن خروجها في شيء واحد فعلته سبّب غضب العائلة الملكية، التي قررت أنه حان الوقت للطلاق رسمياً، وقد وصل الأميرة ديانا خبر الطلاق في رسالة غاضبة من الملكة، ثم جردت من لقبها كـ "صاحبة السمو الملكي".
وصلت الرسالة الغاضبة للأميرة ديانا بعد أسابيع قليلة من مقابلة ديانا الشهيرة مع قناة BBC، بخط الملكة إليزابيث الثانية ومختومة بشعار عائلة وندسور.
فقد كشفت الأميرة في مقابلتها مع مارتن بشير، التي بثت في نوفمبر/تشرين الثاني 1995، عن وجود "ثلاثة أشخاصٍ" في زواجها من تشارلز، في إشارة إلى حبه الطويل الأمد لـ "كاميلا".
كما وصفت، في المقابلة التي شاهَدها نحو 22.8 مليون مشاهد، معسكر الأمير بالـ "العدو"، وقالت إن العائلة المالكة في حاجة ماسة إلى التحديث.
خبر الطلاق وصلها في رسالة غاضبة
وقد أكدت النبرة التي اصطبغت بها رسالة الملكة، المُسلّمة يداً بيد عن طريق رسول ملكي، لديانا، انزعاج الأولى العميق، من مقابلتها مع القناة، التي أقحمت العائلة المالكة فجأة في أزمة بسبب تعاطف العامة مع ديانا.
وكتبت الملكة "لقد تشاورت مع رئيس أساقفة كانتربري ومع رئيس الوزراء وبالطبع مع تشارلز، وقررنا أن أفضل مسار لكما هو الطلاق"، وفق ما نقلت صحيفة The Mirror البريطانية.
الرسالة التي أرسلت منذ 23 عاماً وضعت نهاية "للقصة الخيالية" لأمير وأميرة ويلز، التي جذبت الملايين حول العالم، بدءاً من حفل الزفاف الفخم في كاتدرائية سانت بول، في 29 يوليو/تموز 1981.
على الرغم من أن الزوجين المختصمين كانا قد افترقا منذ ثلاث سنوات، إلا أن ديانا كانت دائماً تصر على أنها لا تريد الطلاق.
وقد عبّرت بالفعل في مقابلتها عن "حزنها العميق" بشأن انفصالها، وأنها تحتاج فقط إلى "الوضوح بشأن وضعٍ أثار جدلاً واسعاً على مدى السنوات الثلاث الماضية".
لكن بعد أيام قليلة، أبلغ قصر باكنغهام "القرار" إلى العالم، قائلاً في بيان له "بعد النظر في الوضع الحالي، أعربت الملكة عن وجهة نظرها، مدعومة من قبل دوق إدنبرة، بأن الطلاق المبكر أمرٌ مرغوب فيه".
وانتهى الزواج أخيراً بعد ثمانية أشهر، مع "قرار رسمي" في 28 أغسطس/آب 1996.
وبحسب ما ورد، مُنحت ديانا مبلغاً قدره 17 مليون جنيه إسترليني و350،000 جنيه إسترليني سنوياً لإدارة مكتبها الخاص، وسُمح لها بالاحتفاظ بشققها في قصر كنسينغتون، في حين وافق كل من ديانا وتشارلز على المشاركة في حضانة أبنائهما.
لكن، لماذا جُردت الأميرة ديانا من لقبها بعد طلاقها؟
على الرغم من إصرار ديانا، جُردت من لقب صاحبة السمو الملكي، وبدلاً من ذلك أصبحت تُعرف باسم ديانا، أميرة ويلز.
وفي حين قيل إن الملكة كانت تفضل احتفاظها باللقب، بالنظر لأنها أم لملك مستقبلي، فقد كان تشارلز مصراً على تجريدها منه.
وعلى مر السنين طُرحت العديد من الأسباب خلف إصراره.
أولاً، كان فقدانها لقب صاحبة السمو الملكي يعني أنه لم يعد من الضروري أن ينحني الأصدقاء أو الموظفون في حضور ديانا. والأكثر إهانة هو أنها -هي نفسها- ستضطر إلى الانحناء لتشارلز، وولديها، ومجموعة كاملة من العائلة المالكة الصغيرة.
لكن ربما كان الأمر الأكثر أهمية هو أن فقدان لقبها الملكي يعني أيضاً أن ديانا قطعت كل صلة بالعائلة المالكة، وكذلك فقدت الحق في أي مطالبة مستقبلية بالعرش البريطاني.
فمع شهرة ديانا، وحب الشعب البريطاني لها، وصولاً إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ربما كان موقفها المستقبلي بمثابة مصدر قلق لتشارلز، وهو ولي عهد العرش البريطاني.
وبحسب ما ورد كانت ديانا مستاءة للغاية من فقدان لقب صاحبة السمو الملكي، حتى إن الأمير ويليام، الذي كان يبلغ من العمر 14 عاماً في ذلك الحين، قال لها: "لا تقلقي يا أمي، سأعيده إليكِ في أحد الأيام عندما أكون ملكاً".
وقد تسببت تلك المحادثة في بكاء ديانا، بحسب ما ورد عن بول بوريل، رئيس خدمها السابق.
ولكن بعد عام واحد تقريباً من الطلاق، توفيت ديانا في حادث سيارة مع رفيقها دودي الفايد في باريس، في 31 أغسطس/آب 1997، مما يجعل الوعد الذي قطعه ويليام بإعطائها لقب صاحبة السمو الملكي محزناً.
إن لم تُجرد من اللقب ربما كانت لا تزال على قيد الحياة
#OTD in 1997 Princess Diana died at 36 in a high-speed car crash https://t.co/Lx86sIXCLZ pic.twitter.com/0WvZtfXhNa
— Daily News Flashback (@NYDNFlashback) August 31, 2016
المفارقة المأساوية هي أنه إن لم تُجرّد ديانا من لقب صاحبة السمو الملكي في اليوم الذي طُلقت فيه، ربما لكانت لا تزال على قيد الحياة اليوم.
إذ إن فقدان لقب صاحبة السمو الملكي يعني أيضاً فقدان الحماية الملكية المصاحبة للقب، التي ربما كانت لتمنع الأميرة من السير بسيارة مسرعة يلاحقها المصورون في تلك الليلة المشؤومة.