من المضلل القول إن العائلة الملكية في بريطانيا خلال ذلك الوقت لم تكن مدركة تفاصيل وفاة الملك جورج الخامس في 20 مارس/آذار، والتي لم تُكشف بشكل كافٍ.
ما حدث في الواقع هو أن الملكة ماري وابنها الذي عُرف بعدها بوقت قصير باسم إدوارد الثامن، أخبروا طبيب الملك، اللورد داوسون، صراحة بأنهم لا يريدون إطالة أمد حياة الملك دون داعٍ طالما أن حالته المرضية قاتلة في كل الأحوال.
تفاصيل وفاة الملك جورج الخامس
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، لم يصدر منهما أمر صريح بالقتل، إلا أن دوسون مُنح حرية التصرف "لفعل ما يجب"، وقد فهم الرسالة بوضوح، وقتل الملك.
حتى إنه اتصل بزوجته قبل ساعة من قتل جورج طالباً منها أن تخبر صحيفة the Times بأن تحجز صفحتها الأولى للإعلان الرسمي المنتظر. لقد كان القتل مدبراً ومتعمداً.
يصعب على القراء المعاصرين تقدير مجموعة الظروف المحيطة بالحادثة.
ولعل أبرز تشبيه للموقف الذي وجد اللورد داوسون نفسه إزاءه، هو الصورة النمطية الأرستقراطية الكلاسيكية التي يجد المرء فيها نفسه وحيداً في المكتبة مع جرعة من مشروب ومسدس مرصع بالمجوهرات.
من الصعب أن نتخيل إقدام شخص على قتل ملك ما زال في الحكم دون الحصول على موافقة خليفته. وقد كان الخليفة، إدوارد الثامن، يكره والده، وشعور الكراهية كان متبادلاً بينهما.
قتل رحيم أم جريمة بشعة؟
في ذلك العصر، كان الإعدام مازال هو عقاب الخيانة. توافرت الوسائل، والدافع والفرصة، أي أن كل الشروط المسبقة كانت متوافرة.
إن ملاحظات اللورد داوسون هي الاعتراف الرسمي الوحيد الذي يحسم الجدل في المسألة.
ولا يزال القانون لا يحتوي على ما يسمى "الموت الرحيم" حتى يومنا هذا، وما فعله داوسون كان جريمة قتل بينة دون شك.
وقد تداول البعض الكثير من الروايات الخيالية التي تحكي وقائع موت الملك جورج الخامس، لتشمل كذلك كلماته الأخيرة -المزعومة- حين أُخبر الشعب بأنه سيتعافى بما يكفي ليمضي فترة النقاهة في بلدة بوغنور ريجيس، واصفاً المدينة بـ"بوغنور التافهة".
هذه المحادثة القصيرة المرحة والودودة لم تحدث في الواقع. في الحقيقة كانت كلمات جورج الواعية الأخيرة التي قالها لممرضة تشرف على الحقن هي "لعنة الله عليك".
وربما ساورت جورج -الذي لم يُشاور مطلقاً في طريقة موته- بعض الشكوك تجاه ما ستنتهي إليه خطة علاجه.