مرّت الأشهر الـ 6 الماضية وكأنها دهر بالنسبة للعائلة الملكية البريطانية، بسبب تصرفات الدوقة ميغان ماركل زوجة الأمير هاري.
فقد أحدثت تصرفات ميغان ماركل منذ انضمامها للعائلة، صدمةً عكرّت صفو تقاليد ملكية عريقة، وأثارت استغراب أفراد البلاط بإصرارها على طريقتها.
فعندما سارت ميغان ماركل بممشى كنيسة سانت جورج، لتصبح زوجة الأمير هاري، بدا أنها صنعت بذلك التاريخَ.
إذ أصبحت أول امرأةٍ إفريقية – أميركية تتزوج بأميرٍ من العائلة الملكية البريطانية، بالإضافة إلى كونها مطلّقة.
إلا أنَّ التغيير المُزلزِل الذي أحدثته لم يتوقف على كونها إفريقية الأصول ومطلّقة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.
إذ أن تصرفات دوقة ساسكس أثارت الفوضى في التقاليد الملكية العريقة، دون أن تأبه لذلك كثيراً.
ماركل تجرف كل شيء أمامها، وتصرّ على تغييرات جذرية في القصر
تصرفات زوجة الأمير هاري، انعكست على حياة العائلة الملكية البريطانية بأكملها كما يبدو.
فبإصرارها على القيام بالأمور على طريقتها الخاصة، بدايةً من نهوضها في الخامسة صباحاً، أثبتت أنَّ وجودها لن يضفي فقط بعض الإثارة على القصر، لكنَّه سيحدث تأثيراً جذرياً.
لقد جرف "إعصار ميغان" في الحقيقة القواعد كافة فيما يخص كلَّ شيء، من الموضة إلى الصداقة، ومن الدبلوماسية إلى إتيكيت غلق باب السيارة (فالدوقة تغلق باب السيارة لنفسها بنفسها).
تقرير الصحيفة البريطانية كشف بعض التغييرات التي أحدثتها ميغان في قصر ويندسور بناءً على ما ذكرته مصادر مطلعة.
تعيد كتابة قواعد الموضة الملكية بشكل أغضب الملكة
يُقال إنَّ الملكة عبرت عن دهشتها من ارتداء ميغان فستاناً أبيض في زفافها، ذا تصميمٍ دائري أنيق للرقبة من تصميم بيت أزياء جيفنشي.
لكنَّ دوقة ساسكس المستقبلية كانت دائماً ما تفعل الأمور على طريقتها الخاصة.
وتمثل تصرفات ميغان ماركل جرأةٌ أدت إلى عدم ارتياحٍ بين أفراد الحاشية الملكية، حسب الصحيفة البريطانية.
وقال مصدرٌ من أحد فِرق الموضة والأزياء التي زارت قصر كينسنغتون، لصحيفة Daily Mail: "لقد نُصحت ميغان بأنَّها تحتاج لأن تكون أزياؤها أقل شبهاً بنجوم هوليوود وأكثر قرباً إلى الأزياء الملكية".
وهو ما لا يبدو أنَّه سيحدث.
فمنذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها للعلن برفقة زوجها المستقبلي أثناء خطبتهما، تحدت ميغان الأعراف الملكية دون اكتراث، سواء بتفضيلها مصممي أزياء غير بريطانيين أو ولعها بارتداء اللون الأسود، الذي جرت العادة أن ترتديه العائلة الملكية في حالات الحداد.
فبضعة سنتيمترات فوق الركبة، والقبعة وترت علاقتهما الدافئة
لم ترتدِ فقط ميغان زياً أسود في أغسطس/آب 2018، خلال عرضٍ خاص للمسرحية الموسيقية "هاملتون"، بل تسببت في مزيدٍ من الغضب حين كشف زيُّها بضعة سنتيمترات فوق الركبة.
وقيل إنَّ هذه الروح المتمردة تسببت في دهشة الملكة، المعروفة بأنَّها تتبع القواعد بدقة.
ولذا فإنه من الطبيعي أن نتوقع أن الملكة سترقب باهتمام تصرفات ميغان ماركل زوجة حفيدها.
ورغم أنه يبدو أن هناك علاقة دافئة بين الملكة وميغان، فإنَّ درجةً من التوتر قد لوحظت بينهما في أثناء رحلتهما إلى مدينة رنكورن بمقاطعة تشيشاير شمال غربي إنكلترا في يونيو/حزيران 2018.
إذ لم ترتد ميغان قبعة خلال الرحلة، بعد أن أخفقت في فهم أنَّه عندما يخبرها مساعدو الملكة بأنَّ الملكة سترتدي قبعة، فإن ذلك يعني أنَّ عليها اتباعها.
كما إنها تُغيِّر نظام الخدمة في القصر بطريقة فاجأت العاملين فيه
تكتب دوقة ساسكس ما يصل إلى 6 أو 7 رسائل يومياً إلى خدم القصر، تتضمن أفكاراً وطلبات.
فهي تصحو مبكراً في الخامسة صباحاً، سواء كان يوماً مشمساً أو ممطراً.
ويقال إنَّ العاملين في القصر لم يشهدوا من قبل روتيناً يومياً يشبه روتين ميغان المزدحم، الذي لا يواكبه سوى تدفق الأفكار التي تطرحها عليهم يومياً.
وإلى جانب مشاركاتها العلنية، اضطلعت ميغان بسلسلةٍ من المهام غير المعلنة لمقابلة المواطنين البريطانيين، خاصةً أولئك الذين يعملون للصالح العام.
ورغم نواياها الحسنة، فإنَّ طاقتها وحماستها هذه غير معتادتين بالنسبة لبعض العاملين بالقصر ممن اعتادوا التقاليد الرسمية.
تصرفات ميغان ميركل ليست المشكلة الوحيدة ولكن القصر يشهد نقصاٌ في الموظفين أيضاً
ليست المشكلة فقط في الصدمة التي تحدثها تصرفات ميغان ماركل في البلاط.
ولكن ميغان بنشاطها المحموم هذا، انضمت إلى العائلة الملكية في وقتٍ رحل فيه العديد من موظفي القصر، وضمن ذلك كاترينا ماكيفر السكرتيرة المسؤولة عن الاتصالات، التي كانت نقطة تواصلٍ مع عائلة ميغان.
وغادرت كاترينا بهدوء، المكتب الصحافي لقصر كينسينغتون في سبتمبر/أيلول 2018.
كما كان قد أُعلن في أبريل/نيسان 2018، أنَّ إدوارد لين فوكس، الذراع اليمنى للأمير هاري في السنوات الخمس الماضية، سيغادر منصبه مبكراً عما توقعه كثيرون.
وذكرت تقارير في الأيام القليلة الأخيرة أنَّ إحدى مساعدات ميغان قد رحلت أيضاً.
حسناً سينتقلان إلى بيت خاص بهما.. غير أن عمَّ الملكة أثار مشكلة
الأمير ويليام دوق كامبريدج والأمير هاري دوق ساسكس يخططان لـ "انفصالٍ رسمي" عن منزل العائلة الملكية المشترك في قصر كينسنغتون، وفقاً لتقارير ظهرت مؤخراً.
وسيخلق هذا الانتقال بلاطين منفصلين لمواكبة مسؤولياتهما المختلفة والمتنامية.
وفي هذه الأثناء، تكثر التكهنات حول المكان الذي سيؤسس فيه الأمير هاري وميغان بيتهما في لندن، مع طفلهما الذي يحين موعد ولادته الربيع المقبل.
وحتى الآن، فإنَّه من المُرجَّح أن ينتقل دوق ودوقة ساسكس من غرفة نوتينغهام الثنائية بمحل إقامتهما في قصر كينسنغتون إلى شقتهما المترفة التي تتضمن 21 غرفة، والتي تقع إلى جوار البيت الكبير الخاص بالأمير ويليام وزوجته كيت.
لكن، توجد مشكلاتٌ أمام تحقيق ذلك.
إذ يُقال إنَّ دوق غلوستر (ابن عم والد الملكة) وزوجته بريجيت المقيمين بالمنزل يرغبان في البقاء بالقصر، وهناك محادثاتٌ بشأن انتقال هاري وميغان بعيداً إلى قصر سانت جيمس.
وهناك شائعات عن توتر بين ميغان وكيت.. ولكنها تحظى بحليف مهم
في هذه الأثناء، تكثر الأقاويل بشأن وجود توترٍ بين أسرتي الأميرين هاري وويليام خلف الكواليس، لا سيما بين ميغان وكيت زوجة ويليام.
وربما تكون هذه إشاعات، لكنَّ علاقة الصداقة بين أي امرأتين دائماً ما تتضمن خلافات، حسب وصف الصحيفة.
لكنَّ ميغان تحظى بحليفٍ قريب وهام، فالأمير تشارلز على علاقةٍ طيبةٍ بزوجة ابنه الجديدة، بسبب تجربتهما المشتركة والنشأة في أسرتين مفككتين، حسبما تقول كاتبة الحياة الملكية أنجيلا ليفن، التي قضت عاماً كاملاً تتبع فيه الأمير تشارلز قبيل عيد ميلاده السبعين.
وحسبما كشفت أنجيلا لصحيفة Daily Mail، فإنَّ مصدراً موثوقاً ومقرباً من الأمير قال لها: "هناك العديد من الخلافات والأزمات في الحياة الشخصية للعائلة الملكية، بدايةً من دوق ويندسور إلى ما بعده، وهناك العديد من حالات الطلاق الملكي".
لهذا السبب، فإنَّ الخلفية العائلية المضطربة للدوقة قربتها أكثر من الأمير تشارلز.
"وعليكم أن تقابلوا أصدقائي في هوليوود"
"يعرف أحدنا الآخر منذ وقتٍ طويلٍ، لكنَّ علاقتنا أصبحت أقوى في الفترة الأخيرة".
جاءت هذه الكلمات مؤخراً على لسان سيرينا ويليامز بطلة التنس، متحدثةً عن صداقتها القوية مع ميغان.
وفي هذا إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ ميغان تصر على إبقاء علاقتها مع أصدقائها القدامى.
ويبدو أنَّ نجوم الرياضة والمشاهير تحت إشرافها ينضمون تدريجياً إلى دائرة المقربين من العائلة الملكية، جنباً إلى جنب مع الأثرياء والأقارب الذين شكلوا هذه الدائرة دائماً.
فنظرةٌ واحدةٌ إلى قائمة المدعوين للزفاف الملكي تُظهر بوضوح كمَّ التغيير الذي أحدثته ميغان في نوعية الحضور.
وسيرينا كانت واحدة فقط من بين عددٍ من مشاهير صناعة الترفيه الذين حضروا الزفاف في كنيسة سانت جورج.
وشملت القائمة أيضاً آخرين مثل الممثل إدريس إلبا، والممثل والمذيع جيمس كوردن، وملكة البرامج الحوارية الأميركية أوبرا وينفري، التي قضت نصف يومٍ تمارس اليوغا مع دوريا والدة ميغان في أثناء تحضيرات يوم الزفاف، وكذلك كان من بين الحضور جورج وأمل كلوني.
ويُقال إنَّ الثنائي كلوني قريبان للغاية من الثنائي الملكي الجديد، وإنَّهما استضافا ميغان وهاري في الفيلا الفخمة الخاصة بهما، المطلة على بحيرة كومو بإيطاليا، في أغسطس/آب 2018
وهي تستعين بفريق من خارج القصر الملكي يضم أصدقاءها الشخصيين
من بين تصرفات ميغان ماركل التي تثير الارتباك في البلاط، استمرارها في الاعتماد على فريق مستشاريها غير الرسمي.
يتكون هذا الفريق من مجموعةٍ من الأصدقاء المقربين المتفانين في مساعدتها بجميع جوانب تحوّلها إلى الحياة الملكية، بدايةً من ترتيب زفافها وحتى تنظيم خزانة ملابسها في جولتها الملكية الأولى.
من هؤلاء الممثلة ليندساي روث (36 عاماً)، فهي واحدةً من أقرب أصدقاء ميغان وأقدمهم منذ أن درستا معاً في صف الأدب بجامعة نورثوسترن الأميركية في ولاية إلينوي.
وظهرت ليندساي مؤخراً في منطقة كينسنغتون.
تجدر الإشارة إلى أن ليندساي ابتكرت شخصيةً مبنيةً على ميغان في روايتها What Pretty Girls Are Made Of الصادرة عام 2015.
وأصبحت تستشيرهم حتى في الفعاليات الرسمية
ويأتي بعد ليندساي بالتأكيد صديقة ميغان المقربة، مصممة الأزياء، جيسيكا مولروني ذات العلاقات الواسعة، المقيمة بكندا.
وأصبحت جيسيكا مقربةً أكثر من ميغان منذ أن التقتا في موقع تصوير مسلسل Suits منذ سنوات.
ويُعتقد أنَّ جيسيكا قدمت مساعدةً قيمةً لميغان في أثناء التحضير للزفاف، على الرغم من أنَّ ميغان وهاري كانت لديهما شركتان رائدتان في تنظيم المناسبات لتقديم المساعدة لهما.
واتصلت بها ميغان لمناقشة تفاصيل اليوم كافة، بدايةً من ثوب الزفاف وصولاً إلى الزهور والتقاط الصور.
بعد ذلك بعدة أشهر، عادت جيسيكا مرةً أخرى لمساعدة دوقة ساسكس في اختيار أزيائها لجولة أستراليا.
في هذه الأثناء، أدت دوريا، والدة ميغان، دوراً استراتيجياً.
فقد زارت ابنتَها مرتين خلال فصل الصيف، وأقامت في بيتٍ يستأجره الدوق والدوقة بمنطقة كوتسوولدز، ويقال إنَّها ستنتقل للإقامة ببريطانيا حالما يولد حفيدها.
وبعد كل هذا، ها هي وزوجها يقرران استئجار بيت ريفي بعيد عن المدينة
يعبر اختيار دوق ودوقة ساسكس بيتهما الريفي كثيراً عن طبيعة هذين الزوجين الجديدين.
في البداية، كان هناك اعتقاد بأنَّ الملكة قد أهدت الزوجين كوخ يورك الخاص والمنعزل، الواقع في مقاطعة ساندرينغهام بنورفولك.
ولكن، تبين أن الزوجين وقَّعا عقداً، مدته عامان، لتأجير بيتٍ على مساحةٍ بلغت 400 فدان في منطقة كوتسوولدز، بالقرب من فندق سوهو فارم هاوس الشهير، حيثُ التقطت لهما صورٌ عدة مرات.
وكانت ميغان قد شوهدت هناك في زياراتها لبريطانيا قبل أن تنتقل للإقامة الدائمة فيها.