بدأ الناخبون في كاليدونيا الجديدة الإدلاء بأصواتهم، الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في استفتاء على الاستقلال، ولتحديد ما إذا كان ذلك أرخبيل فرنسا، الواقع في جنوبي المحيط الهادي، سيصبح أحدث دولة بالعالم.
وهذا أول تصويت على الاستقلال تشهده أراضٍ فرنسية منذ تصويت جيبوتي على الاستقلال عام 1977.
وتشهد المنطقة توترات عميقة منذ فترة طويلة بين السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال والمعروفين باسم "الكاناك"، وأحفاد المستوطنين الاستعماريين الذين ما زالوا موالين لباريس.
ولن يؤدي التصويت بالموافقة على الاستقلال إلى جرح كبرياء فرنسا فحسب، ولكنه سيحرم باريس أيضاً من أن يكون لها وجود في منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث تعزز الصين وجودها.
وكانت فرنسا في الماضي قوة استعمارية وصل نفوذها إلى الكاريبي والمنطقة الواقعة جنوبي الصحراء بإفريقيا والمحيط الهادي. واعترف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة لكاليدونيا الجديدة، في مايو/أيار 2018، بما وصفه بـ"آلام الاستعمار"، وأشاد بالحملة "المشرفة" التي يقودها "الكاناك" من أجل الاستقلال.
وتشير أحدث استطلاعات للرأي إلى أن من المتوقع أن يصوت الناخبون ببقاء الجزر جزءاً من فرنسا. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الاسترالي أشخاصا مصطفين أمام مراكز الاقتراع، وذكر مكتب المفوض الأعلى في العاصمة نوميا أن نسبة الإقبال بلغت 42 في المئة بحلول منتصف اليوم (بالتوقيت المحلي).
ويحق التصويت لنحو 175 ألف شخص من أصل 280 ألفا يعيشون في الأرخبيل. ووفقا لاستطلاعات جرت الأسبوع الماضي من المتوقع أن تأتي نتيجة التصويت لصالح البقاء جزءا من فرنسا.
على ماذا يعتمد اقتصادها؟
ويعتمد اقتصاد كاليدونيا الجديدة على مساعدات سنوية فرنسية قيمتها 1.3 مليار يورو (1.48 مليار دولار)، وكذلك على معدن النيكل الذي يشكل إنتاجها منه ربع الانتاج العالمي وعلى السياحة.
تبعد كاليدونيا الجديدة، التي اكتشفها المستكشف البريطاني جيمس كوك، أكثر من 16700 كيلومتر عن فرنسا وأصبحت مستعمرة فرنسية عام 1853. وتتمتع بالفعل كاليدونيا الجديدة وسكانها البالغ عددهم 280 ألف نسمة، بقدر كبير من الحكم الذاتي، ولكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم. وتبلغ مساحتها 18576 كم متر مربع.
ويتألف سكان الأرخبيل من نحو 40% من "الكاناك" السكان الأصليين، و27% من الأوروبيين، ويطلق الآخرون على أنفسهم اسم "المختلطين"، من أصول أخرى أو من دون انتماء، وهناك مهاجرون أصولهم جزائرية.
واحتمال الاستقلال عن فرنسا سيكون سابقة منذ استقلال جيبوتي في 1977، وفانوتو في 1980، المستعمرة السابقة الفرنسية-البريطانية، المجاورة لكاليدونيا الجديدة.