كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن تدخُّل مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، على خط الأزمة بين رئيس هيئة الرياضة بالسعودية تركي آل الشيخ والنادي الأهلي المصري وجماهيره؛ إذ طلب منه عدم سحب استثماراته من مصر مقابل عدم تكرار جماهير النادي الأهلي ما حدث مع المسؤول السعودي.
وقالت الصحيفة المقربة من حزب الله اللبناني إن آل الشيخ عقد عدة لقاءات في نيويورك مع مسؤولين مصريين، من بينهم مدير المخابرات عباس كامل في أثناء زيارته للولايات المتحدة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يحضر الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن كامل أقنع آل الشيخ بالعدول عن قراره سحب استثماراته من مصر، وطلب منه تهدئة اللغة التي يستخدمها في شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً له أنه لن يسمح بإهانته أو إهانة والدته في أيّ مباريات مقبلة، مرة أخرى.
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن آل الشيخ تراجع عن تهديده بسحب استثماراته من مصر، نزولاً عند طلب اللواء، لكن الأزمة الحقيقية في الوقت الحالي مرتبطة بقدرته على ضبط نفسه على شبكات التواصل، ولا سيما أن الأموال التي يدفعها على صورة هدايا وعطايا تستفزّ المصريين عندما يعلنها صراحة.
ويبدو أن تعليمات مدير المخابرات المصرية عباس إبراهيم قد صدرت بالفعل لمسؤولي النادي الأهلي المصري بعدم السماح بالإساءة لآل الشيخ.
وفي حديث لقناة النادي الأهلي التلفزيونية، قبل مباراة الفريق مع نظيره النجمة اللبناني المقرر إقامتها مساء الخميس، في إياب الدور 32 لبطولة الأندية العربية، قال رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب: "الجمهور هو داعم رئيسي لنا في كل شيء وغدا لدينا لقاء هام أمام النجمة ثم في الثاني من شهر أكتوبر المقبل أمام وفاق سطيف".
وأضاف: "ادعموا ناديكم ولاعبيكم وهذا ما اعتدنا عليه دائما منكم أن تكونوا محفزين للاعبين وأن تركزوا مع فريقكم".
وتابع الخطيب: "أرجو أن تبتعدوا عن أي شيء آخر والهتافات ضد الأشخاص أو الهيئات، جمهور الأهلي دائما هو سبب رئيسي في أن يُكبر ناديه ويدعم لاعبيه أثناء الأزمات".
وقبل عدة أيام، وجهت جماهير النادي الأهلي رسائل استهجانية إلى تركي آل الشيخ، على هامش مباراة للفريق في بطولة دوري أبطال إفريقيا.
إذ في الدقيقة الـ81، وبعد ضمان النادي الأهلي التأهل بتسجيله رباعية في مرمى فريق هوريا الغيني، تفرغت الجماهير لمهاجمة تركي آل الشيخ، والإعلامي مدحت شلبي، ثم قاموا بإرسال طلباتهم وصوتهم للمسؤولين في القلعة الحمراء.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُسَب فيها مسؤول عربي في المدرجات المصرية بهذا العنف، دون أن يتدخل الأمن أو يحاول ردَّ اعتباره بإسكات الجماهير أو ترهيبهم، الأمر الذي ربما يشير إلى أن بعض مؤسسات الدولة غير راضية عن فكرة الهجوم ومحاولة إسقاط النادي الأهلي التي يقوم بها تركي آل الشيخ في الساحة المصرية تحت غطاء "الاستثمار الرياضي".
وكان آل الشيخ قد كتب على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، بشكل مفاجئ، أنه يفكر في سحب استثماراته في الرياضة المصرية، حيث قال: "أفكر جدياً بالانسحاب من الاستثمار في الرياضة في مصر، هجوم غريب من كل جهة وكل يوم حكاية، ليه الصداع!".