اكتشف علماء الآثار المشرفون على عمليات التنقيب في أطلال طروادة، التي تعد مستوطنة قديمة واقعة غرب تركيا، على هيكل عظمي يُعتقد أنه بقايا آخر من عاش في المدينة.
وبحسب صحيفة hispanatolia الإسبانية، يرجّح علماء الآثار أن الهيكل العظمي الذي تم العثور عليه هو بقايا آخر سكان مدينة طروادة القديمة الواقعة في الشمال الغربي التركي.
طروادة المدينة التي يبلغ عمرها 5 آلاف سنة!
ويسلط هذا الاكتشاف، الذي عثر عليه فريق علماء الآثار المشرفين على عمليات التنقيب في أطلال طروادة، الضوء على تاريخ هذه المستعمرة القديمة التي تعود جذورها إلى نحو 5 آلاف سنة.
ويتكون فريق علماء الآثار من 40 عضواً، يعملون في الوقت الراهن بالمستوطنة القديمة الواقعة في محافظة جنق قلعة التركية.
ويزور هذه المدينة مئات آلاف السياح سنوياً، كما تم الاعتراف بها موقعاً للتراث العالمي لـ"اليونيسكو" خلال سنة 1998.
وأكّدت وسائل إعلام تركية أن هذا الهيكل العظمي الذي تم العثور عليه هو بقايا آخر شخص عاش خلال عهد الإمبراطورية البيزنطية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه البقايا عُثر عليها بأرض كانت تُستعمل في ذلك الوقت كمقبرة.
بالإضافة إلى ذلك، عُثر على هذا الهيكل العظمي، من قِبل علماء الآثار خلال عمليات التنقيب، بمقربة من الباب الجنوبي للمدينة، وحول منطقة "المدينة القديمة" (السوق والمركز الحضري في ذلك الوقت).
ماذا وُجد مع الهيكل العظمي؟
من جانبه، أورد أستاذ علم الآثار في جامعة تشاناكالي 18 مارس التركية، رستم أسلان، ورئيس قسم التنقيب عن الآثار، أنه عُثر إلى جانب الهيكل العظمي على قطعة من التراكوتا أو ما يُعرف بالطين النضيج.
وجسدت هذه القطعة الأثرية تمثال دردانوس، كما تم العثور على بصمة مطبوعة عليها.
ووفقاً للفحوصات الأولى، تبين أن قطعة التراكوتا تعود إلى نحو 2.300 سنة.
وتجسد هذه القطعة، في الميثولوجيا الإغريقية، تمثال ابن زيوس وإلكترا ومؤسس مدينة دردانوس، أي مدينة طروادة.
ويظهر في هذه القطعة صورة ملك طروادة على ظهر حصان، والتي كانت تعد نوعاً من الهدايا التذكارية أو التماثيل التي يتم بيعها خلال العهد البيزنطي لزوار مدينة طروادة.
طروادة تعرّضت لزلزالين سنة 500 ميلادية!
أشار الأستاذ أسلان إلى أنه "خلال سنة 500 ميلادية، شهدت مدينة طروادة زلزالين كبيرين؛ ما أدى إلى بقاء المدينة مهجورة عدة سنوات بعد هذه الكوارث الطبيعية.
علاوة على ذلك، كانت هذه المدينة عبارة عن مستوطنة من القرن الـ11 إلى القرن الـ13، أي خلال عصر روما الشرقية (البيزنطية)".
وأكد الباحث أنه يتم العمل في الوقت الراهن على تنظيف هذه الآثار، التي يرجَّح أنها هيكل آخر سكان طروادة الذين عاشوا خلال منتصف القرن الـ13.
طروادة عبر التاريخ!
تاريخياً، كانت مدينة طروادة القديمة مأهولة بالسكان منذ بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وقد أسهمت عمليات التنقيب التي أُجريت إلى غاية هذا الوقت في إعادة بناء تاريخ مدينة طروادة.
كما قُسم تاريخ احتلال المدينة إلى 10 مراحل. وقد امتدت المراحل الأربع الأولى خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد.
كما توصلت أبحاث علماء الآثار إلى أنه خلال مرحلة طروادة الرابعة شهدت المستوطنة نوعاً من الازدهار.
في حين تؤكد الآثار التي تم العثور عليها، أن فترة طروادة السابعة هي المرشحة لتكون الفترة التي عاش فيها هوميروس.
أما فترة طروادة العاشرة، فتمثل الحقبة البيزنطية للمدينة.
كما تؤكد بقايا هذا العصر، النادرة إلى نوع ما، أن المدينة كانت في هذه الفترة عبارة عن مستوطنة صغيرة قبل أن تصبح مهجورة.
