رفضت الطالبة السويدية، إلين إرسون، الجلوس على مقعدها على متن الطائرة في مطار غوتنبرغ، قبل أن يتم إنزال الرجل الذي من المقرر ترحيله إلى أفغانستان.
وتمكنت إحدى الطالبات الناشطات من منع ترحيل طالب لجوء أفغاني من السويد، بعد أن رفضت الجلوس على مقعدها حتى يتم إنزاله من على متن رحلة في مطار غوتنبرغ.
ووفقاً لتقارير الصحافة السويدية، اشترت إلين إرسون، التي تذكر صفحتها على فيسبوك أنها طالبة في جامعة غوتنبرغ، تذكرة سفر لرحلة تنطلق من مدينة غوتنبرغ إلى تركيا، بعد أن علمت هي ومجموعة من النشطاء المهتمين بقضايا اللجوء أنه من المقرر ترحيل شاب أفغاني على متنها.
وعندما وصلت إرسون إلى الطائرة، أطلقت بثاً مباشراً لاحتجاجها باللغة الإنكليزية، وقد حظي الفيديو بأكثر من مليوني مشاهدة، الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، وفق ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية.
Deportation from Gothenburg to Afghanistan
Gepostet von Elin Ersson am Montag, 23. Juli 2018
وفي ظل ردود فعل متباينة من الركاب، بين تعاطف وعداء، تظهر اللقطات إرسون وهي تكافح للحفاظ على رباطة جأشها.
وقد قالت الشابة في الفيديو: "لا أريد أن يخسر رجل حياته لمجرد أنك لا تريد أن تفوت رحلتك. لن أجلس حتى ينزل هذا الشخص من على متن الطائرة".
وفيما حاول المضيفون منعها عن التصوير قالت إرسون: "أنا أفعل ما بوسعي لإنقاذ حياة أحدهم. وطالما أن هناك شخصاً واقفاً، فلا يمكن للطيار الإقلاع بالطائرة. كل ما أريد القيام به هو إيقاف الترحيل ثم سألتزم بالقواعد هنا. إن كل ما أقوم به يعد قانونياً تماماً، كما أنني لم أرتكب جريمة".
وعندما حاول أحد الراكبين الغاضبين، أخذ هاتفها، قالت له: "ما هو الأهم بالنسبة لك؟ حياة شخص أم وقتك؟"، وواصلت قائلة: "أريده أن ينزل من الطائرة؛ لأنه لن يكون آمناً في أفغانستان. أحاول تغيير قوانين بلدي؛ لأنها لا تعجبني، فليس من العدل إرسال الأشخاص إلى الجحيم".
وبعد مواجهة شابها التوتر، ورفضت خلالها سلطات المطار استخدام القوة لإخراج إلين، دخل الركاب في موجة تصفيق عندما تم إنزال طالب اللجوء من الطائرة.
وأكدت شركة "Swedavia"، التي تدير مطار لاندفيتر في مدينة غوتنبرغ، أن أحد طالبي اللجوء الأفغاني قد غادر الطائرة برفقة ثلاثة أفراد من قوات الأمن، ومن ثم تبعتهم إيرسون.
وسلّط هذا الاحتجاج الضوء على معارضة المواطنين السويديين لنظام اللجوء الصارم في السويد.
أما الحكومة فتواصل طرد طالبي اللجوء في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو إجراء انتخابات في سبتمبر/أيلول، كما تحارب الهجرة واللجوء بشدة، خاصة مع ظهور الديمقراطيين السويديين، المنتمين لليمين المتطرف، بقوة في صناديق الاقتراع.
وتم، خلال هذا الشهر، إنزال رجل أفغاني من رحلة قبل مغادرتها مطار غوتنبرغ، بعد أن احتج بصوت عالٍ على متنها.
وبعد أن قامت حركة طالبان بتفجير فندق في كابول في يناير/كانون الثاني الماضي، مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً، وتفجير قنبلة تسببت في مقتل أكثر من 100 شخص، أوقفت السويد لفترة وجيزة عمليات الترحيل إلى أفغانستان.
لكن مجلس الهجرة السويدي يؤكد في تقييمه أن البلاد آمنة لملتمسي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم.
وذكر المجلس أنه يُتوقع تسليم عشرات الآلاف من قضايا الترحيل إلى الشرطة مع استمرار البلاد في معالجة قضايا اللجوء العالقة بعد طلب حوالي 163 ألف شخص اللجوء إلى السويد سنة 2015.
ومنذ ذلك الحين، صعّبت السويد على اللاجئين إجراءات الدخول إلى البلاد؛ لذلك تراجعت طلبات اللجوء بشكل كبير.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الرجل المقرر ترحيله الإثنين 23 يوليو/تموز 2018 قد اختفى، لكن شبكة Deutsche Welle أفادت بأنه لا يزال رهن الاحتجاز، وسيتم ترحيله في وقت قريب.
إقرأ أيضاً..
ترحّمت على مي سكاف، فجُنّ جنون موالي النظام السوري.. أمل عرفة تتعرض لشتائم وانتقادات وتردّ مجدداً