في إقليم نونافوت شمال كندا، توفي أب بينما كان بصدد حماية أطفاله الثلاثة من هجوم دب قطبي، وقد أشاد الكثيرون بالدور البطولي الذي لعبه الأب في رفع الخطر عن أطفاله.
ووفقاً لشرطة الخيالة الكندية الملكية، كان آرون جيبونز (البالغ من العمر 31 عاماً) في منطقة شهيرة لصيد الأسماك والحيوانات، تقع بالقرب من قرية أرفيات على الشواطئ الغربية لخليج هودسون الثلاثاء 3 يوليو/تموز 2018، عندما كان في مواجهة دب. ولم يكن جيبونز مسلحاً عندما تعرض للهجوم.
صرح عم جيبونز، غوردي كيدلابيك، خلال حوار أجراه مع صحيفة Winnipeg Free Press أن جيبونز "كان يستمتع بيومه مع أولاده على جزيرة صغيرة، ولكن عندما بدأ الدب بمطاردة أحد أطفاله، أخبرهم بالعودة إلى القارب ووقف بين أبنائه والدب ليحميهم".
وقد أوصل أبناءه، الذين ما زالوا في سن المدرسة، بأمان إلى القارب، حيث قاموا بدورهم بطلب المساعدة من خلال جهاز اللاسلكي. وقد كان كيدلابيك من بين الذين سمعوا النداء ووصفه بأنه "مفجع". وأفادت الشرطة أن "جيبونز فارق الحياة في مكان الحادث. لقد مات بطلاً".
حالة صدمة
على إثر ذلك، تم إطلاق النار على الدب وقتله من قبل أشخاص آخرين كانوا يتجولون في منطقة مجاورة، ولكن ترك الهجوم "أرفيات" (التي تعتبر قرية صغيرة تضم حوالي 2600 شخص) في حالة صدمة. وأشار النائب المحلي، جون ماين، خلال مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة الكندية CBC، إلى أنه "أمر محزن حقاً للغاية. نحن مجتمع صغير وعندما يحدث شيء كهذا، فإنه يؤثر على المجتمع بأكمله".
من النادر أن تهاجم الدببة الناس، حيث وقع آخر هجوم مميت من قبل الدببة القطبية في المنطقة منذ 18 سنة في قرية رانكين إنلت، التي تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال أرفيات. وقد صرحت إدارة البيئة في نونافوت أن "الضباط المسؤولين عن حفظ البيئة سيحققون في ملابسات الهجوم لتحديد ما إذا كان عمر الدب أو حالته الصحية من العوامل التي دفعته لشن هذا الهجوم".
الدببة تقترت من التجمعات السكانية
أرفيات تقع في نطاق مجموعة الدب القطبي في خليج ويسترن هودسون، التي تضم حوالي 840 دباً، وفقاً لتقديرات سنة 2016. وفي السنوات الأخيرة، أبلغ صيادون محليون وشيوخ في المجتمع عن ارتفاع مشاهدات الدببة القطبية، الذين يقتربون من المجمعات السكانية ويبدون غير خائفين من الناس".
من جهته، رجح الصندوق العالمي للطبيعة، الذي دخل في شراكة، منذ شهر سبتمبر/أيلول لسنة 2010، مع منطقة أرفيات لإطلاق برنامج لرصد محيط المجمعات السكنية، أن يكون تنامي أعداد الدببة بسبب تغير المناخ. وقد أوضح مدير أبحاث القطب الشمالي، بول كرولي، في حوار أجراه مع هيئة الإذاعة الكندية سنة 2016، أن "الجليد البحري يستغرق وقتاً طويلاً ليتشكل كل فصل، ما يعني أن الدببة تقضي المزيد من الوقت على الساحل. ويعد تغير المناخ عاملاً من عوامل ارتفاع أعداد الدببة في المنطقة بصفة نسبية، فضلاً عن عوامل أخرى مستقطبة على غرار مكبات النفايات".
إجراءات إحترازية
خلال يوم الأربعاء، طرح كيدلابيك، عم جيبونز، مبادرة تنص على القيام بجولات للدببة القطبية المتمركزة في تشرشل ومانيتوبا اللتين تقعان على بعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب أرفيات، تهدف لجعل الدببة يتأقلمون مع وجود البشر. وقد صرح كيدلابيك: "ستُعرض صور للسائحين وهم يلمسون دباً من خلال السياج بينما سيقوم أشخاص آخرون بجولات على القدمين بالقرب من الدببة".
وتابع كيدلابيك: "ومن ثم، يهاجر الدببة من مانيتوبا، حيث يتم تنظيم الجولات، نحو المجمعات السكنية الشمالية على غرار أرفيات". ويتوقع كيدلابيك أن تساعد الجولات على تفسير سلوك الدببة المتغير، مشيراً إلى أنه قبل 10 أو 15 سنة، كانت الدببة تهرب من صوت سيارة أو دراجة ثلجية لكن اليوم، لا تخاف الدببة أبداً، وتتجول في الأماكن المجاورة للسكان، ولا تهرب، وتظل تسير في الطريق إلى جانبك. لقد فقدت الدببة أي شعور بالخوف من البشر".
جدير بالذكر أن إدارة البيئة رفضت التعليق عن وجود أي صلة محتملة بين جولات الدب القطبي والهجوم.