لم تُدرِّس جوديث تويسينغ لطلّابها فحسب، بل ألهمتهم أيضاً؛ فمعلّمة الصف السادس من مدينة يوما بولاية أريزونا الأميركية، قد أحدثت تأثيراً هائلاً على إحدى تلميذاتها قبل 21 عاماً.
وبحسب ما نقل موقع Fox2 Now، السبت 26 مايو/أيّار 2018، في نهاية العام الدراسي 1997، كتبت جوديث على بطاقة إحدى الطالبات "لقد كان ممتعاً أن تكوني معنا بالفصل. واظبي على العمل الجيد، وادعيني في حفل تخرّجك من جامعة هارفارد".
وفي هذا الأسبوع، تخرّجت الطالبة كريستين غليمر من جامعة هارفارد كطبيبة صحّة عامة.
كريستين، البالغة من العمر الآن 33 عاماً، كانت تبلغ 12 عاماً فقط في ذلك الوقت، إلا أنها احتفظت بالرسالة طيلة هذه الأعوام.
وقالت في حديث لشبكة CNN الأميركية "كان يعني الكثير بالنسبة لي أن أعرف أنه بخلاف أمّي هناك شخص يعرفني يؤمن على نحو وثيق بأحلامي وبقدرتي على تحقيقها".
وقالت كريستين التي كتبت رسالة شكر قبل تخرّجها إن جوديث كانت أوّل شخص يشجّعها في حياتها على دراسة الصحّة العامة.
وقالت في خطابها "جودي علّمتني عن الأحداث الجارية، والصحّة العالمية، وحقوق الإنسان. لقد كانت أوّل شخص ينقل لي محنة الناس الذين يعانون فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز".
وحاز ذلك الخطاب بسرعة على اهتمام مديري المدرسة الذين قرروا تكريم جوديث بدعوتها إلى حفل مدرسة هارفارد تشان للصحّة العامة لسنة 2018 دون أن تتحمّل أية نفقات.
وشكرت العميدة ميشيل ويليامز المعلّمة جوديث – وكل معلّمي الصحّة العامّة على العمل "الذي لا تُقاس أهمّيته" الذي ينجزونه.
وقالت ميشيل "أنت لا تقومين فحسب بالتدريس للشباب الصغار، أنت تلهمينهم، وتدفعينهم على طول طريق الإنجاز وخدمة الآخرين. وعملك هو ما يجعل عملنا ممكناً".
وكان ذلك مفاجئاً للمعلّمة جوديث التي شعرت "بالصدمة والتفاؤل والتواضع" عندما تلقّت دعوة جامعة هارفارد التي سلّمتها إليها شخصياً تلميذتها كريستين.
وقالت جوديث في مقابلة مع الشبكة الأميركية "لديّ توقّعات عالية لكل تلاميذي، لذلك سماعي لخبر تحقيق كريستين لهدفها لم يكن مفاجئاً على الأقل"، وأضافت قائلة "أنا أشعر بالتكريم أن هارفارد اخترتني لأروي قصّة كريستين، ورحلتها، وأقول إنني كنت جزءاً صغيراً من تلك الرحلة".
وتقول كريستين التي نالت درجة الماجستير في الصحّة العامة من جامعة كولومبيا إن جوديث كانت دائماً تشجع تلاميذها على التفكير في طرق لمساعدة الآخرين.
وقالت في حديثها مع CNN "لقد أطلقت الشرارة بداخلي أن مساعدة الآخرين آداةٌ قويّة. وعبر التعليم، بإمكانك خدمة السكّان المحتاجين، لن أنسى أبداً شغفها بالآخرين".
وبصفتها طالبة في فصل جوديث، كتبت كريستين 100 صفحة من الإعلانات، وأجرت مقابلة مع عمدة المدينة ووضعت تصوّرات كيف أن إعادة التدوير ستنجح في بلدتها قبل 15 عاماً من حدوثه فعلياً، ومساعدة الناس هو الشيء الذي تخطط للتركيز عليه.
وقالت "أود في المقابل من جنوب أريزونا أن تعمل في مجال الصحّة والسياسة وتطوير المجتمع"، وأضافت "أردت أن أتعلّم من أفضل المؤسسات في العالم حتّى أجلب المعرفة والمهارات التي جنيتها وأشاركها مع المجتمعات التي ترجع أصولي إليها".
أما جوديث التي قالت إن تلك التجربة قد أنعشت فيها الطاقة وحمّستها على أن تصبح معلّمة أفضل لطلابها، فقد أشادت بالعمل الجاد التي قامت به كريستين وتعتقد أن هذه هي البداية فقط لمستقبل عظيم.
وقالت المعلّمة "لا زال أمامها طريق طويل، أعرف أنه بتشبّثها وإخلاصها وشغفها لمساعدة البشرية، ستكون ناجحة للغاية وسنكون جميعاً في حال أفضل لمعرفتها".
وجوديث التي درّست لكريستين في الصف السادس تدرِّس الآن العلوم الاجتماعية للصفّين السادس والثامن.