تقدم الدفاع عن الفتاة السودانية المحكوم عليها بالإعدام، نورا حسين، باستئناف ضد الحكم الصادر بإعدامها على خلفية قتلها زوجها لاغتصابها دون إرادتها وبمساعدة أقاربه، وهو الأمر الذي ينفيه أقارب الزوج القتيل بحجة أنها زوجته.
وفي الاستئناف المقدم، ذكر فريق الدفاع تعرض نورا (19 عاماً) لجروح قطعية وعضات، كما ورد في مذكرة الاستئناف تحطم السرير نتيجة العنف الذي تعرضت له، نقلاً عن موقع شبكة CNN الأميركية.
فيما قدموا تقريراً طبياً يكشف طبيعة الجروح التي تعرضت لها خلال محاولة الاغتصاب، إذ توجد آثار عضات على كتفها، بالإضافة إلى جروح قطعية على ذراعها.
كما يقول محامو المتهمة بأن زواجها باطل من الأساس وفقاً للقانون السوداني، باعتبار أن العقد كان يجب أن يكون أمام قاضٍ، نظراً لأن عمرها كان دون 18 عاماً.
وقالت المتهمة إنها تعرضت للترهيب والتخويف من قبل الضباط أثناء سجنها وخلال التحقيقات الأولية التي اعترفت فيها بقتلها لزوجها أثناء محاولة اغتصابها بمساعدة رجال آخرين، فيما عبر فريق الدفاع عن نورا عن خوفه من تعرضها لمضايقات في السجن.
فيما ذكر موقع "العربية.نت" أن أصول نورا تعود إلى قبيلة في إقليم دارفور، وعائلة زوجها القتيل أغنى وأقوى نفوذاً من عائلتها.
حكم بالإعدام على فتاة تحت سن الـ 20
Tricked into marriage, raped and disowned. Do not execute Noura for self-defense against the man who raped her. Sign the petition & retweet with the hashtag #JusticeForNoura https://t.co/le79elOjMH pic.twitter.com/IlSEOpXvqj
— Help Refugees (@HelpRefugees) May 24, 2018
وكانت محكمة سودانية قضت بإعدام الشابة بتهمة قتل زوجها، بعدما اغتصبها بمساعدة بعض أقاربه، في حين أدانت منظمات حقوق الإنسان الحكم وطالبت بإلغائه.
وأقر القاضي في محكمة أم درمان الحكم بإعدام، نورا حسين، بعدما رفضت عائلة القتيل الدية. وتبلغ نورة من العمر 19 عاماً، وقد أجبرت على الزواج وهي في سن 16 عاماً، وحاولت الهروب من بيت الزوجية، لأنها كانت ترغب في مواصلة الدراسة لتصبح معلمة، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الجمعة 11 مايو/أيار 2018.
كيف وقع القتل؟
This is urgent.
19 yr old Noura is due to be executed in Sudan within days for fighting back against her rapist.
Over a million people have signed, and the petition is being taken to Sudanese embassies worldwide
Add your name here: https://t.co/YYHqe5IrM5#JusticeForNoura pic.twitter.com/AUJWJrrK8F
— Change.org UK (@UKChange) May 23, 2018
أشارت BBC إلى أن نورا هربت إلى بيت خالتها، ولكن بعد ثلاثة أعوام عادت إلى بيت والديها بعد التحايل عليها، ثم أعادها أهلها إلى بيت زوجها.
وقالت نورا إنه بعد ستة أيام من رفضها له "استأجر زوجها بعض أقاربه الرجال فأمسكوا بها ليغتصبها". وعندما حاول فعل ذلك في اليوم التالي، على حد تعبيرها، طعنته بسكين فأردته قتيلاً، وهربت إلى بيت أهلها، الذين سلموها إلى الشرطة.
وأشارت الفتاة بحسب ما نقلت عنها وسائل إعلام سودانية، إلى أن زوجها استعان بشقيقه وأبناء عمومته واغتصبها أمامهم بعدما ألقوها عنوة في السرير، فيما قام أحد أقارب الزوج بإمساكها من يديها وقدميها.
وقررت المحكمة إدانة نورا بجريمة القتل العمد الشهر الماضي، وصدر أمس الخميس الحكم رسمياً بإعدامها شنقاً.
إدانة حقوقية للحكم
القضية تشغل الرأي العام السوداني والعديد من المنظمات المدنية والناشطين المهتمين بقضايا المرأة وحقوق الإنسان.
كما تضامن معها عدد من المشاهير، بينهم عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل.
I, Naomi Campbell, urge the Sudanese government to pardon rape victim Noura Hussein and show the world, that women who are brutally raped, are the real victims. #JusticeForNoura ?? pic.twitter.com/M101615hxm
— Naomi Campbell (@NaomiCampbell) May 18, 2018
وقد أدانت منظمة العفو الدولية، الحكم بالإعدام على نورا، وقال نائب المدير الإقليمي للمنظمة، سيف ماغانغو، في بيان إن نورا "ضحية، والحكم الصادر ضدها قاسٍ لا يمكن احتماله"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف أن "عقوبة الإعدام هي الأكثر قسوة ولا إنسانية وإهانة. وتطبيقها على ضحية، لا يشير سوى إلى فشل السلطات السودانية في إدراك العنف الذي عانت منه".
Gathered in solidarity with Noura in Nairobi.#JusticeForNoura pic.twitter.com/7iKTH6p2GH
— AmnestyEasternAfrica (@AmnestyEARO) May 19, 2018
وطالبت العفو الدولية السلطات السودانية بإلغاء الحكم الذي وصفته بـ"الظالم"، والتأكد من حصول نورا على الحق بمحاكمة جديدة وعادلة.
كما أعربت الأمم المتحدة على لسان رافينا شمداسني، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء الحكم.
وقالت شمداسني:
وأضافت: "لدينا معلومات تفيد أن زواج نورا حسين القسري واغتصابها والأشكال الأخرى من العنف الجنسي بحقها لم تؤخذ في الاعتبار من قبل المحكمة لتخفيف العقوبة، وإن أبسط الضمانات لمحاكمة عادلة لم تحترم في هذا الملف".
ودعت السلطات لاتخاذ حالة نورا حسين في الدفاع عن النفس، مع احترام دقيق لضمان توفير محاكمة عادلة أساسي.
Nairobi supports #JusticeForNoura pic.twitter.com/8LM0N6we3i
— Mewahib Yagoub (@Mewahib) May 19, 2018
ومن جانبها، قالت ياسمين حسن، من منظمة "المساواة الآن" التي تطالب بإلغاء الحكم، إن "السودان مجتمع ذكوري، تجبر فيه الفتيات على الزواج في سن العاشرة، والرجال فيه أوصياء على النساء".
وتضيف أن "نورة فتاة مشاكسة كانت تريد مواصلة الدراسة، وكانت تريد تحقيق أشياء جميلة في الحياة، ولكنها وقعت في فخ نصب لها، فهي ضحية هذا النظام".
ويجيز القانون السوداني زواج الأولاد الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، وفي الأعوام الأخيرة صعَّدت منظمات غير حكومية ونشطاء، الحملات ضد ظاهرة الزيجات القسرية المنتشرة كثيراً في السودان.