أجبرت شابة في الـ 16 من عمرها على الزواج، وهربت من بيت الزوجية إلى بيت خالتها لرغبتها في مواصلة الدراسة لتصبح معلمة.
وبعد 3 أعوام، تحايلت أسرتها عليها لتعود للمنزل، ثم قاموا بإعادتها إلى بيت زوجها، وبعد 6 أيام فقط، قرر الزوج اغتصابها لامتناعها عن ممارسة الجنس معه، ليقوم بذلك بالاستعانة بـ 4 من أقاربه، ضربوها ثم أمسكوا بها وكتموا صوتها بوسادة، ليغتصبها الزوج.
في اليوم التالي، حاول اغتصابها مرة أخرى، فسددت له عدة طعنات بسكين المطبخ، ثم ذهبت إلى بيت أسرتها وأخبرتهم بما حدث، ليقوموا بتسليمها إلى قسم الشرطة على الفور، لتودع في سجن للنساء منذ مايو/أيار 2017، حتى حكم بإعدامها!
هكذا كانت رواية الفتاة السودانية نورا حسين حامد (19 عاماً)، التي أيدت محكمة الاستئناف في السودان حكماً بإعدامها، الخميس 11 مايو/أيار 2018.
https://twitter.com/After_Romeo/status/993579538079731713
وذلك بعد رفض أسرة القتيل عبدالرحمن حامد الدية والتعويض المالي، وأصرت على تنفيذ حكم محكمة جنايات الأوسط أم درمان، حيث أدينت بـ"القتل العمد"، بحسب جريدة "الراكوبة" السودانية.
فيما رفضت المحكمة أخذ قضية الاغتصاب بعين الاعتبار لكون الزواج تم بشكل شرعي، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ويظل أمام محامي الفتاة 15 يومًا فقط للاستئناف على الحكم.
غضب منظمات حقوقية
أثارت قضية نورا غضباً حقوقياً واسعاً، إذ طالبت ياسمين حسن، من منظمة "المساواة الآن" بإلغاء الحكم، وقالت إن "السودان مجتمع ذكوري، تجبر فيه الفتيات على الزوج في سن العاشرة، والرجال فيه أوصياء على النساء"، مؤكدة أن الفتاة ضحية لهذا النظام، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
فيما طالبت منظمة العفو الدولية بإلغاء عقوبة الإعدام بحق الشابة كونها "ضحية والحكم الصادر ضدها لا يمكن احتماله"، وأضاف نائب المدير الإقليمي للمنظمة سيف ماغانغو "إن عقوبة الإعدام هي الأكثر قسوة ولا إنسانية وإهانة. وتطبيقها على ضحية، لا يشير سوى إلى فشل السلطات السودانية في إدراك العنف الذي عانت منه".
كما وزعت منظمات غير حكومية مثل "آفاز" و"تشانج"، ومبادرة "لا لقهر النساء" السودانية التماسات للعفو عن نورا، وأقاموا حملات عبر الشبكات الاجتماعية لجمع توقيعات للعفو عنها.
بالإضافة إلى ذلك أقام عدد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية حملات تحت هاشتاغ #savenoura #JusticeForNoura للدعوة للإفراج عن الفتاة، وإسقاط حكم الإعدام.
"ولا زول من اسرتي زارني في السجن.
حتى خالتي في سنار.كنت أهرب زمان لبيتها. ما زارتني.
عندي 4 اخوة وأخوات. وأمي وأبي.
مفتقداهم.
قضيت 12 شهر، ما اعرف، يمكن أكثر، في السجن. ما شفتهم.
ما زعلانة منهم بسبب العملوهو فيني. نفسي يكونو كويسين"
نورا حسين#savenoura#JusticeForNoura— حمور زيادة (@Hammour_Ziada) May 8, 2018
An easier route to help #SaveNoura is to convince the rapist's family to forgive her; since she is also a victim. The court will have no say if they do. Write about it and stop attacking the family and pray for all. Help educate the society.#JusticeForNoura #SudanHumanRights pic.twitter.com/kKfRnU9rMg
— Khalid Taha (@KhalidmeTaha) May 10, 2018
This death penalty ruling in #Sudan is ATROCIOUS. #JusticeForNoura #SaveNoura 🙏🏼 Here's her petition:https://t.co/7aiHeVqfqZ
— Charlet Takahashi Chung (@CharletChung) May 11, 2018
وقد أكدت منظمة الأمم المتحدة للمرأة أن العنف ضد النساء والفتيات يعتبر سائداً في السودان، إذ لم توقع الخرطوم على اتفاقية للقضاء على أشكال التمييز ضد المرأة.
يذكر أن السودان يحتل المرتبة 165 من أصل 188 بلداً على مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، فيما يتعلق بالصحة والتعليم والمشاركة السياسية وفرص العمل، بحسب موقع "العربية.نت".