في شوارع حلب تنتشر أنابيب مميزة الشكل مثبتة في الأشجار ومليئة بالطعام والماء للقطط الموجودة في الشوارع، والتي كانت تقتات في الماضي على النفايات وتخلف وراءها مناظر سيئة في مبادرة هي الأولى من نوعها في سورية.
المبادرة أطلقها فريق "رفق" الحلبي، ونشروا حتى الآن حوالي 50 أنبوباً، ويحضرون لـ 50 أخرى بناء على طلب وتوصية من أشخاص أحبوا الخطوة وقرروا المشاركة بها، كما توضح ديالا الغشيم صاحبة المبادرة.
المتطوعون نفذوا خطوتهم من حوالي الشهر والنصف واختاروا الأحياء الراقية في حلب، من أجل ضمان تقبل الناس لمبادرتهم بسهولة أكبر ولحماية أنابيبهم من التلف، وهم ينوون توسيع مشروعهم كي يمتد إلى بقية الأحياء حتى الشعبية منها في خطوة لاحقة.
تصاميم جميلة
الأنابيب وضعت بالقرب من منازل أعضاء فريق "رفق" كي يتمكنوا من مراقبتها بشكل دائم كما تشرح ديالا، ولتأمين محتوياتها يومياً من الماء والطعام، وفي الوقت نفسها اختاروا أماكن تتواجد فيها القطط عادة.
تصاميم الأنابيب اختاروا لها أشكالاً مميزة بهدف خلق ثقافة جديدة بين الناس وترك أثر إيجابي بينهم، وفي الوقت نفسه تعمدوا انتقاء أنواع ملائمة من الطعام تباع عادة في المحلات المخصصة للحيوانات وتكون جافة حتى لا تنبعث منها الروائح الكريهة وتتسبب في انتشار الحشرات.
عبداللطيف سقا شاب عمره 16 سنة، هو المتطوع المسؤول عن تركيب الأنابيب ومنذ وضع أولها أبدى المارة والجيران تحمسهم للخطوة وبادر آخرون بتقديم يد العون من خلال مراقبة كمية الماء الموجودة في الأنبوب وملئها في حال فرغت باكراً.
خدمات العلاج أيضاً
تعترف ديالا بأن مبادرتهم تعرضت للانتقادات كما تعرضت للمديح، فالحرب لم تهدأ بعد في سوريا والكثيرون خسروا مصادر دخلهم ولقمة عيشهم، ولكنها تدافع عن مشروعها بالتأكيد أنهم وغيرهم يعملون من أجل الإنسان ولكن لا أحد يعمل من أجل الحيوان في البلد.
مبادرة "رفق" انطلقت منذ حوالي 3 سنوات ولا تهتم فقط بتوفير الطعام وإنما بتقديم العلاج للقطط والحيوانات الأليفة أيضاً، وفي سنوات تطوعهم الماضية قدموا المساعدة للعديد من القطط والجراء وحتى الطيور التي تمكنت من استعادة عافيتها وعرضوها إما للتبني أو أعادوها لأحيائها الأصلية التي أتت منها.
وتحلم ديالا وفريقها أن يصبح الاعتناء بالحيوان وعدم إيذائه ثقافة عند السوريين، موضحة أن معاناة هذه الكائنات سببها اعتداء الأطفال عليها أو البشر عموماً من خلال تحويلها إلى وسيلة للتسلية واستعراض القوة عليها.