تتأهب مدينة "نويبع" في محافظة جنوب سيناء المصرية (شمال شرق)، لمنافسة إسرائيل والأردن سياحياً، بعد إعلان القاهرة إقامة منطقة حرة بها على مليون متر مربع، لتنشيط حركة التجارة والسياحة.
وفي 31 مارس/آذار 2018، وافقت الحكومة المصرية على إقامة منطقة حرة في مدينة "نويبع" على مساحة 226 فداناً (949.2 ألف متر)، بتكلفة 40 مليون جنيه (2.279 مليون دولار)، بعد توقف إنشاء مناطق حرة في البلاد منذ 2005.
مختصون في القطاع السياحي، قالوا إن إقامة منطقة حرة في نويبع "تزيد فرص نمو الحركة السياحية، وتجذب رؤوس أموال جديدة للمنطقة، شريطة إزالة المعوقات أمام المستثمرين".
اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، قال في تصريحات صحفية، إن المنطقة الحرة (التي تقع ضمن نطاق محافظته) ستوفر 14 ألف فرصة عمل مباشرة.
وأضاف أن المنطقة ستخدم مشروع "نيوم" مع السعودية والأردن، دون تحديد موعد للانتهاء من إنشائها.
ومن المقرر أن تقام المنطقة الحرة، على مساحة مليون متر مربع خلال عامين، وتقدر تكلفة تجهيز بنيتها التحتية نحو 40 مليون جنيه (2.27 مليون دولار)، وفقاً لفودة.
ويصل عدد المناطق الحرة في مصر إلى 11 منطقة، وتسهم بنحو 24% من إجمالي صادرات البلاد.
منافسة الجوار
سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري "نويبع-طابا" (مستقلة)، قال إن إقامة منطقة حرة "سيسهم في زيادة الحركة السياحية والتجارية وتوفير فرص عمل بالمدينة".
"سليمان" أضاف: "لدينا 75 كم من الشواطئ، قادرة على المنافسة لكافة المقاصد السياحية المجاورة.. نويبع قادرة سياحياً على سحب البساط من تحت أقدام إيلات في إسرائيل والعقبة في الأردن".
وزاد: "ما تمتلكه نويبع من مقومات سياحية تفتقده الجارتان".
وتقع مدينة نويبع على مساحة 5 آلاف و97 كم، وتطل على خليج العقبة، وتبعد 85 كم عن شمال مدينة دهب (شمال شرق) و465 كم من قناة السويس.
معوقات الاستثمار
وحسب "سليمان"، عزفت البنوك الوطنية في مصر على مدار السنوات الماضية عن تمويل المشروعات السياحية في نويبع؛ ما تسبَّب في تعثر المستثمرين عن استكمال مشروعاتهم وإغلاق معظمها".
وتابع: "على الدولة إزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين في نويبع بالتزامن مع الخطة التي أعلنت عنها لتنمية سيناء".
ووفقاً لقانون الاستثمار الجديد يحصل المستثمرون في المنطقة الحرة الجديدة على إعفاء ضريبي بنسبة 50% لمدة 3 سنوات، كما يمكن لمجلس الوزراء المصري أن يجدد هذه الحوافز لمدة ثانية.
الوضع الراهن
تعاني منطقة نويبع، مثلها مثل المقاصد السياحية في جنوب سيناء من تراجع الحركة السياحية، بسبب حظر السفر الذي فرضته دول أوروبية عليها منذ سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015.
سليمان زاد: "تراجع الحركة السياحية وانخفاض الإيرادات على مدار السنوات الماضية، تسبَّبا في إغلاق نحو 28 فندقاً بمدينة نويبع.. 7 فنادق فقط عاملة بالمدينة الآن.. نسبة الإشغال بنويبع وطابا متدنية للغاية".
ويبلغ إجمالي عدد الفنادق في نويبع نحو 70 فندقاً، منها 35 فندقاً تحت الإنشاء.
هزات متتالية
هاني جاويش، نائب رئيس جمعية مستثمري نويبع-طابا (شمال شرق)، ومالك أحد الفنادق هناك، قال "نويبع منطقة حدودية تعرضت لهزات متتالية أثرت عليها سياحياً واقتصادياً".
"جاويش" أضاف: "الانتفاضة الفلسطينية والإرهاب، وثورة 25 يناير، أبرز هذه الهزات".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2004، هزَّت مدينتي نويبع وطابا، عدة انفجارات إرهابية متزامنة، أسفرت عن مصرع 7 مصريين و24 إسرائيليا، وإصابة 135 آخرين، كما أسفرت عن تدمير عشرة طوابق من فندق هيلتون طابا.
وفي 16 فبراير/شباط 2014، قتل 4 أشخاص وأصيب 12 آخرون في هجوم إرهابي على حافلة كانت تقل سياحاً كوريين جنوبيين في منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل.
إيلات والعقبة
وتقع إيلات على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر، بين مدينة العقبة الأردنية من الشرق وطابا المصرية من الغرب، ويبلغ عدد الفنادق بها نحو 51 فندقاً حسب بيانات وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ووفق جاويش، تمتلك العقبة وإيلات مطارات ومشروعات متكاملة؛ ونويبع "قادرة على منافستهما مع إقامة المنطقة الحرة، ودعم المشروعات السياحية المتوقفة".
وتابع: "سعر الغرفة للفرد في نويبع وطابا يتراوح بين 250 جنيهاً (14.2 دولار) إلى 300 جنيه (17 دولاراً) بفنادق الأربع والخمس نجوم للمصريين، ونحو 15 دولاراً للأجانب".
وزاد: "الأسعار في إيلات لا تقل عن 65 دولاراً للغرفة الفندقية في الليلة الواحدة، وفي العقبة 5 أضعاف سعر الغرفة في نويبع".
طوق نجاة
ومطلع مارس/آذار الماضي، اتفقت مصر والسعودية على تطوير أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي المطلة على البحر الأحمر من الجانب المصري، ضمن مشروع "نيوم".
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع نيوم، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويقام على أراض من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات في قطاعات بينها الطاقة والنقل والإعلام تقدر بـ500 مليار دولار.
وتابع جاويش: "انتهاء العمليات العسكرية في شمال سيناء (شمال شرق)، سيكون له مردود إيجابي على عودة الحركة السياحية لنويبع وطابا".
وفي 9 فبراير/شباط الجاري، أعلن الجيش المصري انطلاق خطة "المجابهة الشاملة" بعنوان "سيناء 2018" بتكليف رئاسي، تستهدف مواجهة "عناصر مسلحة" بسيناء وعدة مناطق أخرى في البلاد.