بعد أن تحدثت تقارير عن انتساب الملكة البريطانية إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكيف أن جدتها كانت أميرة مسلمة عاشت بالأندلس، ظهرت شجرة تفصيلية للعائلة التي جاءت منها الملكة إليزابيث، ما يضفي المزيد من الدراما على القصة التي لا يمكن أخذها بجدية.
فقد نشرت صحيفة The Daily Mail البريطانية شجرة عائلة الملكة بتصميم إنفوجرافيك تضمَّن ما قالت إنه سلسلة نسب الملكة الذي ينتهي بالرسول محمد.
مجلة The Economist أشارت إلى عناوين تصدَّر مؤخراً جاء فيها: "يجب أن تطالب الملكة إليزابيث بحقها في حكم المسلمين".
واستعرضت تقارير قالت إنه قد تم تداولها من الدار البيضاء إلى كراتشي، تتحدث عن أن ملكة بريطانيا من نسل النبي محمد، مما يجعلها ابنة عم ملوك المغرب والأردن، فضلاً عن آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
وتقول المجلة إن هذا الادعاء، الذي قُدم لأول مرة منذ عدة سنوات، أثار اهتماماً متجدداً.
وتستند المجلة البريطانية في تقريرها، إلى ما نشرته صحيفة مغربية تسمى "الأسبوع" في شهر مارس/آذار 2018، حيث تتبعت نسب الملكة إلى ما يرجع إلى 43 جيلاً.
وقالت إنها وجدت سلالتها تمتد عبر إيرل كامبريدج-حاكم كامبريدج- في القرن الرابع عشر الميلادي، عبر إسبانيا المسلمة في العصور الوسطى، ثم إلى السيدة فاطمة، ابنة النبي محمد.
وتشير المجلة إلى أنه قد تم التحقق من صلاتها بالنبي محمد في السابق من قِبل علي جمعة، الذي شغل منصب مفتي الديار المصرية.
وفي كتاب Burke's Peerage، الذي يحتوي على أسماء النبلاء والمميزين والأسر المالكة البريطانية، يتمحور الأمر حول أميرة مسلمة تُدعى زايدة "Zaida"، هربت من بلدتها، إشبيلية، في القرن الحادي عشر عندما هجم عليها الأمازيغ، وانتهى بها الأمر في البلاط المسيحي للملك ألفونسو السادس، ملك قشتالة. وغيَّرت اسمها إلى إيزابيلا، وتحولت إلى الديانة المسيحية وحملت بابن ألفونسو، سانشو، الذي تزوج أحد أحفاده لاحقاً إيرل كامبردج. إلا أن أصول الأميرة زايدة في حد ذاتها مثيرة للجدل؛ إذ يعتقد البعض أنها ابنة المعتمد بن عبّاد، الذي يعود نسبه إلى النبي. بينما يقول آخرون إنها تزوجت من عائلته.
تباينت ردود الفعل تجاه الأصول المسلمة المزعومة للملكة في العالم العربي. وحذر البعض من أن ذلك قد يكون مؤامرة خادعة لإحياء الإمبراطورية البريطانية بمساعدة المسلمين. وقد لاحظوا أن قناة بي بي سي العربية عرضت قصة سلالة الملكة.
من الناحية الأخرى، يرحب آخرون بالخبر؛ إذ يقول عبد الحميد العوني، الذي كتب المقال في جريدة "الأسبوع" المغربية: "إنه يبني جسراً بين ديانتينا ومملكتينا". وقد دعت تقارير أخرى الملكة بألقاب مثل السيدة أو الشريفة، وهي ألقاب مُخصصة لمن ينسبون إلى النبي.
وتشير المجلة البريطانية إلى أن الأمير تشارلز، نجل ملكة بريطانيا، مفتون بالإسلام. يقول أحد أصدقائه المسلمين: "ربما كانت هناك أوقات أراد فيها الزواج بأكثر من زوجة واحدة".
ويقدم تشارلز الرعاية والدعم لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، حيث يرحب بالجمهور بالتحية الإسلامية، "السلام عليكم". ويقال إنه يريد حفل تتويج متعدد الأديان، وأن يوصف باعتباره "مدافعاً عن الإيمان"، وليس فقط "الإيمان المسيحي".