يعتبر الصعود للطائرة بالنسبة للأشخاص ذوي الوزن الزائد بمثابة جحيم حقيقي، حيث يتعرَّض هؤلاء الأشخاص دائماً إلى سوء المعاملة من قبل شركات الطيران.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني، على سبيل المثال، قام طاقم طائرة رايان إير بإنزال أحد الركاب، على خلفية سمنته المفرطة. وللأسف لا يعدُّ هذا النوع من التمييز بمثابة سابقة غريبة، بحسب تقرير صحيفة Slate الفرنسية.
خلال سنة 2016، وضعت "خطوط هاواي الجوية" نظاماً جديداً لتوزيع المقاعد، حيث تم تحديد أماكن الركاب حسب أوزانهم، بهدف تحقيق التوازن على الطائرة. وتعتبر هذه السياسة المتبعة من شركات الطيران محل استهجان من قبل الإعلام منذ وقت طويل. وقد قرر راكبان، إثر هذه الحادثة، تقديم شكوى في حق وزارة النقل في الولايات المتحدة الأميركية من أجل ممارسة التمييز ضدهما.
من جانبها، أوردت آن صوفي جولي، رئيسة التجمع الوطني لجمعيات البدناء، في تصريح لصحيفة لا كروا خلال سنة 2013، أن "رفض السماح لبعض الأشخاص بالسفر على متن بعض الطائرات يعد من الممارسات المنتظمة، ولا يرتبط دائماً بأسباب أمنية".
خلال سنة 2015، قدَّمت شركة خدمات الدفع عن طريق بطاقات الائتمان "ماستركارد"، طلباً للحصول على براءة اختراع لتطوير نظام يمكن أن يُحدث ثورة على مستوى تحديد مقاعد الركاب في الطائرة. فمن خلال بيانات الشراء المسجلة، يمكن لشركة ماستركارد تحديد وزنك وحجمك.
من جهتها، أوضحت مجلة The Economist البريطانية، أنه من خلال هذا النظام، يمكن بعد ذلك مد شركات الطيران وشركات النقل الأخرى بهذه النتائج، حتى تعمل على إسناد المقاعد وفقًا لحجم المسافرين المستقبليين. ولكن لسائل أن يسأل، ألن تكون هذه التقنية بمثابة وسيلة أخرى لإذلال الأشخاص الذين يعانون من السمنة؟
في هذا الصدد، نقلنا شهادة محررة مدونة "يور فات فريند"، بشأن المحنة التي يتعرض لها الراكب البدين على متن الطائرة. وصرحت المحررة أن "الرحلات الجوية نموذج
مصغر لما يحدث لي في الكثير من الأحيان، نظراً لأنني شخص بدين. فبالنسبة لمعظم شركات الطيران أنا سمينة، بل سمينة للغاية، ولا يمكنهم تقبّلي في معظم الأحيان. وبالتالي، لا بد أن أجعل نفسي أصغر حجماً، أقلص من نفسي إلى ما لا نهاية، بينما يقاوم جسدي بعناد. لكنني لم أكن أبداً نحيفة بما يكفي لجعل الآخرين أكثر راحة".
جني أرباح بأي ثمن
منذ سنة 2010، وضعت العديد من شركات الطيران، ومن بينها الخطوط الجوية الفرنسية "كيه إل إم"، "ضريبة" على الوزن الزائد. ففي حال كانت الرحلة مكتملة العدد، واحتاج الراكب إلى مقعد آخر فيتوجب عليه دفع 75% من ثمن المقعد الجديد، بالإضافة إلى سعر التذكرة الفعلي. في المقابل، إذا كانت الرحلة غير مكتملة العدد لا تلزم شركات الطيران زبائنها بشراء مقاعد إضافية على موقعها على الإنترنت.
يقدر حجم المقاعد بين مسندي الذراع بقرابة 45 سنتيمتراً بالنسبة للدرجة الاقتصادية، أي أن خصر الراكب لا بد أن يكون 135 سنتيمتراً، في حين أن حجم المقعد يصل إلى 53 سنتيمتراً بالنسبة للدرجة الأولى، مما يعني أن قياس خصر الراكب يجب ألا يتجاوز 200 سنتيمتر.
يحيل القسم الفرعي ضمن الموقع الإلكتروني لشركة الخطوط الجوية الفرنسية، تحت عنوان "الركاب ذوو الحجم الضخم"، إلى أنه "إذا كان حجمك يتجاوز هذه المعايير، تطلب منكم الخطوط الجوية الفرنسية حجز مقعد إضافي".
خلال سنة 2016، قدَّمت شركة إيرباص طلباً للحصول على براءة اختراع، بهدف صنع مقاعد تتناسب مع الركاب الذين يعانون من البدانة المفرطة. وحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تتسع هذه المقاعد "لشخصين سمينين أو ثلاثة أشخاص بالغين أو شخصين بالغين وطفلين". وسيتعيَّن على الأشخاص ذوي الوزن الزائد دفع مبالغ إضافية للحصول على هذه المقاعد.
عموماً، لا تعد جميع شركات الطيران بهذا السوء، حيث تتبع شركة طيران كندا استراتيجية مختلفة. ففي الواقع، تمكن هذه الشركة الركاب ذوي الوزن الزائد الذين لديهم شهادة طبية في الغرض من الاستفادة من المقعد الثاني.