انقل عقلك الرقمي إلى جسد دمية جنسية!.. 3 وصفات للخلود بين يديك

إذا كنت من الحالمين بإكسير الحياة، فالخلود أصبح الآن بين يديك، حسب ادِّعاء الباحث في علوم المستقبليات د. إيان بيرسون.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/18 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/18 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش

داعب حلم الخلود البشر منذ وُجد الإنسان على ظهر الأرض، وحاول كثيرون تفادي شبح الموت أملاً في حياة أبدية، ونُسجت حول هذا الحلم قصص وروايات ومعالجات سينمائية لا تنسى.

نذكر من هذه المحاولات ما نشر في تقرير على موقع "عربي بوست"، ما ابتدعته الحضارة الإغريقية، التي ابتكرت ما يُعرف بـ"حَجَر الفلاسفة" على سبيل المثال، والذي كان يُعتقد أن مالكه سيحيا إلى الأبد، وكذلك "التفاح الذهبي" في الثقافة النرويجية، وأكل لحم حورية البحر عند اليابانيين.

إذا كنت من الحالمين بإكسير الحياة، فالخلود أصبح الآن بين يديك، حسب ادِّعاء الباحث في علوم المستقبليات ذي السمعة المرموقة بالأوساط الأكاديمية د. إيان بيرسون، الذي تحدَّث لجريدة The Sun البريطانية عن اعتقاده بشأن قرب تحقيق البشر هذا الحلم المنشود.

إذ يقول بيرسون: "إذا كان عُمرك دون الأربعين في أثناء قراءتك هذا المقال، فمن الأرجح أنك ستعيش إلى الأبد ما لم تُصب بمرضٍ قاتل".

ودلَّل العالم البريطاني على صحة نظريته بعدد من الطرق ما دام بإمكاننا الصمود حتى عام 2050، منها نقل ذاكرتك بالبرمجة الرقمية إلى جسد دمية جنسية لا يبلى!

أما إذا تُوفيت قبل ذلك الموعد، فقد تكون جزءاً من آخر جيل من البشر يموت بأمراض الشيخوخة.

الطريقة الأولى: تجديد أعضاء جسدك



يقول الدكتور بيرسون: "هناك الكثير من الناس المهتمين بالحياة الأبدية. لطالما حلم الناس بذلك، ولكن الأمر الفارق الآن هو أن التكنولوجيا تتطوَّر بسرعةٍ كبيرة، بات كثيرٌ من الناس يعتقدون أن بمقدورهم حقاً العيش إلى الأبد".

يواصل بيرسون حديثه، موضحاً أن إحدى طرق إطالة العمر تتمثَّل في استخدام التكنولوجيا الحيوية والطب؛ "لتجديد خلايا الجسم وتجديد شبابه".

ويضيف: "لا يود أحدٌ أن يقضي أبديته في سن الـ95 عاماً، ولكن إذا تمكنَّا من تجديد شبابك لتعود صبياً بعمر 29 أو 30، فقد ترغب حينها في الأمر".

يمكن تطبيق ذلك بطرقٍ عدة. إحدى تلك الطرق هي استخدام الهندسة الوراثية التي تمنع (أو تعكس) تقادم الخلايا (الشيخوخة).

فبدلاً من الشيخوخة، يمكنك استبدال أعضاء الجسم الحيوية بأعضاءٍ أخرى جديدة.

ويعكف كثيرٌ من العلماء في جميع أنحاء العالم على محاولة تخليق أعضاء بشرية باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد مُحمَّلة بالخلايا الحية، الأمر الذي قد يلغي فكرة الحاجة لمتبرعين بالأعضاء البشرية ذات يوم.

الطريقة الثانية: العيش في أجسادٍ مُبرمَجة بالذكاء الاصطناعي



ويعتقد الدكتور بيرسون أنه من المرجَّح أن نجد لحَيواتنا امتداداً عبر طريقة مختلفة، ألا وهي الرجال الآليون.

فيقول مُفسِّراً: "قبل أن نتمكَّن من إصلاح أجسادنا بمدةٍ طويلة، وتجديد خلاياها كما يحلو لنا، سوف نكون قادرين أولاً على ربط عقولنا بالعالم الآلي جيداً؛ إذ سنصبح أحياء بالفعل بداخل خدمات الاستضافة السحابية".

ويستطرد قائلاً: "سيوجد العقل البشري داخل خدمات الاستضافة السحابية بشكل أساسي، وسيصبح كذلك قادراً على استخدام أي روبوت (نظام أندرويد) قد ترغب في العيش به في العالم الحقيقي".

ويرى كذلك أننا في غضون 50 عاماً من الآن، قد نصبح قادرين على استئجار أي روبوت في أي مكانٍ بالعالم، "تماماً كاستئجارنا السيارات"، وتحميل وعينا فيه.

فيقول: "إذا أردت قضاء المساء في أستراليا والذهاب إلى دار الأوبرا بمدينة سيدني، فيمكنك استخدام الروبوت للقيام بذلك".

يعني ذلك أنه حتى مع موت جسدك البشري، ستظل قادراً على استخدام عقلك الرقمي، المُخزَّن على الحاسب الآلي، والعيش في العالم باستخدام أجساد آلية شديدة الواقعية.

على جانبٍ آخر، يكشف بيرسون عن مستقبل المحاكاة الرقمية للبشر، فيقول: "إن الحالة الراهنة للدمى الجنسية بدأت في التطوُّر كي تبدو شبيهةً بالبشر إلى حدٍّ ما. امنحها 30 عاماً أخرى من التطوير وستصبح شديدة الشبه بهم".

ويوضح: "يمكنك أخذ أي جسم آليّ، والذي سيصبح شبيهاً بالبشر، وتحميله بأي عقلٍ تريد. يمكنك أن تشارك جسداً آلياً واحداً مع شخص آخر، أو امتلاك واحد لنفسك، أو حتى امتلاك عشرات الأجساد".

ويضيف: "يمكنك حتى أن تحظى بأجسادٍ من أعمارٍ وأجناسٍ مختلفة، بعضهم شيوخ أو شباب، إناث أو رجال، كما يُحتَمَل ظهور أجناس جديدة بحلول عام 2050 أيضاً؛ ومن ثم ظهور أنواع أخرى عديدة يمكنك اختيارها".

يوضح بيرسون أن علينا الانتظار حتى الفترة بين 2045 و2050 قبل أن نكون قادرين على تخليق هذه الروابط القوية التي تصل العقول بالآلات، ويقول إن التكلفة ستكون عالية جداً في البداية.

من ذلك المنطلق، يتضح أن أول من سيستخدم الأجساد الآلية ليصبحوا خالدين هم الأثرياء، لكن "التكلفة ستنخفض تدريجياً بعد ذلك".

ذات يومٍ سيموت جسدك، ربما ستصدمك حافلة أو يصيبك مرض قاتل، لكن ذلك لا يهم؛ لأن عقلك سيظل موجوداً. وسيصبح بإمكانك استخدام جسد آلي بدلاً من جسدك العضوي الذي فقدته لتوِّك.

أما بالنسبة للأفراد العاديين ذوو الأجور اليومية، فمن المُحتَمَل أن يضطروا إلى الانتظار فترة أطول.

إتاحة الخلود عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية

بحلول عام 2060، سيتمكن الناس أمثالك وأمثالي من شراء الخلود. وبحلول عام 2070، سيقدر ذوو الأجور المتواضعة في البلدان الفقيرة على شرائه.

وسوف تتوافر للجميع فرصة للتمتُّع بالخلود؛ الشكل الإلكتروني منه بالتحديد.

وبعد 10، و15، و20 عاماً، ستنخفض التكلفة لمئات الدولارات بدلاً من ملايين.

الجدير بالذكر أنه من الممكن تقديم "الخلود" كجزءٍ من خدمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية؛ إذ قد تصبح قادراً على شراء عروض مميزة باشتراكٍ خاص، أو يمكنك التمتُّع بوجودٍ أساسي عبر إحدى الشبكات ويُسمَح لك باستخدام جسد آلي من خلالها.

وعلى الرغم من كل هذا، يؤكِّد بيرسون أننا سنضطر إلى الحد من عدد الأجساد التي يمكن للناس امتلاكها، فيقول: "قد تمنحك هيئة الخدمات الصحية واحداً بلا مقابل، ولكن قد يقتصر الحد الأقصى على اثنين أو ثلاثة أجساد لا أكثر".

ويضيف: "سيودُّ الأثرياء الذين يستطيعون تحمُّل التكلفة، الحصول على أطنان من الأجساد المختلفة غالباً، وفي حال أصبح عقلك مُخزَّناً عبر الإنترنت، فليس هناك ما يمنعهم من مضاعفته ملايين المرات".

ويتابع: "لن تود العيش بعالمٍ يعج بالملايين من الأثرياء يتجوَّلون، حيث يمكنهم وحدهم تحمُّل تكلفة الأمر دون من سواهم. وسنحتاج للحد من عدد الأجساد الآلية؛ بسبب تأثيرها على البيئة. خذ كل سكان المملكة المتحدة على سبيل المثال: ما إن يتِح الاقتصاد لكل واحد منهم فرصة امتلاك 10 أجساد، سيرتفع عدد سكان الدولة إلى 600 مليون".

الطريقة الثالثة: العيش في عالمٍ افتراضيّ



ولكن، إذا سكنت عقولنا الفضاء الرقمي، فهل سنحتاج للأجساد الآلية من الأساس؟ فوفقاً للدكتور بيرسون، يمكننا جميعاً العيش بسعادة، في محاكاة حاسوبية آنذاك.

يقول: "يمكنك قضاء معظم وقتك في الواقع الافتراضي عبر الإنترنت، بأي مكان في العالم وعبر أي جهاز حاسب آلي بالطبع".

ويضيف: "إذا كنت متصلاً بالشبكة طوال الوقت، فيمكنك التمتُّع بحياةٍ رائعة عبر الإنترنت. ستصبح افتراضية تماماً؛ لذا يمكنك الحصول على أي شيء تريد. حتى وإن كان 72 عذراء إذا كان هذا هو دافعك. وكل ذلك ممكن؛ لأن الأمر كله محض خيال".

ويتابع قائلاً: "صحيح أن بإمكانك الاستمتاع قدر ما تشاء بالواقع الافتراضي، ولكنك ستظل لديك الرغبة في العودة للعالم الحقيقي من وقتٍ لآخر. يمكنك إيصال عقلك بملايين العقول الأخرى، والتمتُّع بذكاءٍ غير محدود، والوجود بأماكن عدة في اللحظة نفسها".

الفيصل: الصمود لأجل الحياة الغالية


إن أصعب ما في الأمر هو أن علينا النجاة إلى أن تصبح التكنولوجيا متاحةً على نطاقٍ واسع.

في ضوء ذلك، يخبرنا بيرسون بأنه "بحلول عام 2050، ستقتصر إمكانية الخلود على الأثرياء والمشاهير فقط، أما معظم من يعيشون على دخول الطبقة الوسطى ودخول الطبقة العاملة المقبولة، فعلى الأرجح سيصبحون قادرين على تحمُّل التكلفة بحلول ستينيات الألفية الثالثة، حالهم كحال أي شخص سيبلغ التسعين أو ما دونها عام 2060".

ويضيف: "إذا كنت قد وُلِدت في وقتٍ ما من عام 1970 فصاعداً، فمعنى ذلك أن عمرك 48 أو أقل هذا العام. من ثم، أي شخص دون الخمسين حالياً تظل أمامه فرصة جيّدة للخلود، وأي شخص دون الأربعين سيُتاح له الخلود بالتأكيد. على الأرجح، سيعيش أغلبكم -أيها القراء- إلى الأبد".