وجد طائر الأطيش الوحيد من نوعه والذي يعيش في جزيرة تقع بالقرب من ساحل نيوزيلندا والذي حظي باحتفاء كبير، ميتاً محاطاً بالنسخ الأسمنتية التي يُعتقد أنه حسبها عائلته وأصدقاءه.
عاش الطائر الذي اشتهر باسم نايجل "بلا رفقة" حياته على حافة جرف مهجور في جزيرة مانا غير المأهولة ولم يكن برفقته سوى 80 طائر أطيش مزيفاً، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وجد جسده بجانب طائر أطيش أسمنتي معين يعتقد المراقبون أنه كان يظنه شريكته. حاول نايجل إبهار النسخة الأسمنتية عام 2013 كفعل تودد، مما دفعه لبناء عش من أعشاب البحر والطين والأغصان لها.
أغري نايجل بالعيش في الجزيرة قبل خمس سنوات من قبل مسؤولي الحياة البرية الذين وضعوا النسخ المزيفة على الجرف في سبتمبر 1997، وأذاعوا نداءاتها عبر نظام صوتي على أمل تأسيس مستعمرة جديدة.
كان نايجل أول طائر أطيش يستقر في جزيرة مانا من 40 عاماً وأمل مراقبو الحياة البرية أن تأتي المزيد من الطيور، لكن أياً منها لم يتبع الطائر الذي اكتسب لقباً بين معجبيه هو "الطائر الأكثر وحدة في العالم".
وفي صدفة قدرية قاسية، لوحظت 3 طيور أطيش جديدة على الجزيرة العام الماضي في ليلة عيد الميلاد أي بعد 20 عاماً من وضع المستعمرة الأسمنتية، وظن الجميع أن نايجل سيحظى أخيراً برفقة من اللحم والدم.
نشرت مجموعة أصدقاء جزيرة مانا، التي أبقت معجبي نايجل على اطلاع بآخر اكتشافاته ومغامراته خلال السنوات الماضية منشوراً قالت فيه "أخبار حزينة من الجزيرة.. نايجل طائر الأطيش الأول في جزيرتنا مات فجأة".
وجاء في المنشور، "فاز نايجل بمحبة أعضاء مجموعة أصدقاء جزيرة مانا وزوارها حيث عاش هناك وحيداً.. ونأمل أن يبقى الوافدون الجدد في الجزيرة ويتناسلوا فيها".
هكذا سيتعاملون مع جسده
تعد الجزيرة نفسها محمية علمية وتخضع لمشروع استعادة وترميم تلعب فيه الطيور البحرية دوراً أساسياً في النظام البيئي. إذ تقدم فضلاتها مصدراً غنياً للعناصر الغذائية وتمثل جحورها منازل للحيوانات البرية الأخرى.
وجد جسد نايجل من قبل كريس بيل، الحارس الذي يعمل بقسم مراقبة الحياة البرية بنيوزيلاندا والذي يعيش في الجزيرة وحيداً أيضاً.
وقد أخبر موقع أخبار نيوزيلاندا قائلاً إنه من المحزن جداً أن نفقد طائر الأطيش الأقدم مباشرة بعد وصول ثلاثة طيور جديدة إلى المستعمرة.
قال بيل "تبدو هذه مثل نهاية حزينة للقصة، فقد مات في بداية شيء عظيم. أشعر بالحزن بالتأكيد. لقد جلس هنا عاماً بعد عام مع رفيقته الإسمنتية، لم يكن من المفترض أن تنتهي القصة هكذا. لكان من الجيد لو استطاع الصمود سنوات قليلة أخرى ووجد شريكة حقيقية وتناسل منها".
نشرت مجموعة أصدقاء جزيرة مانا قصيدةً تخلد بها ذكرى نايجل تقول فيها "حصدنا النباتات الضارة، وطلينا ونشرنا الروث، كان أملنا أن تجد الشيء الحقيقي. وصل ثلاثة مستجدين إلى الجزيرة، هدية عيد الميلاد، لكنك رحلت فجأة".
نقل جسد نايجل إلى جامعة ماسي لتحديد سبب الوفاة.
ليس من المعلوم بعد أين سيدفن جسد نايجل لكن أحد المعجبين في مجموعة أصدقاء جزيرة مانا اقترح حرق جثته والاحتفاظ برماده في جرة أسمنتية تصنع على شكله.