كيف كانت أول الصور الملوّنة في التاريخ؟ وبأي الطرق كانت تُعد؟ قد تبدو الإجابة مُدهشة، خاصة وإذا عرفت أن البطاطا كانت هي الأداة.
ستأخذك أقدم الصور المُلوّنة في العالم، والتي أُعِدّت باستخدام نشا البطاطا إلى عصر آخر فقد صنع رواد عصرهما الأخوان أوغست ولويس لوميير، تاريخاً في عام 1907، عندما حوّلا عالم التصوير الأبيض والأسود إلى الألوان، باستخدام اختراعهما الجديد الذي أُطلق عليه اسم "تقنية أوتوكروم لوميير".
وبحسب ما تشير صحيفة The Independent، يوم 2 فبراير/شباط 2018، كان التصوير الفوتوغرافي الملوّن قبل ذلك في مراحلة الأولى، وكانت عملية اتمامه معقّدة وتفتقر إلى الإتقان.
إلا أن تلك التكنولوجيا الحديثة التي ابتكراها قد عصفت بالعالم لتُصبح أول طريقة حيوية لخلق الصور بالألوان.
وكانت تلك العملية التي تستغرق وقتاً طويلاً للغاية تشمل تغطية قرصٍ زجاجيٍ بطبقة رقيقة من نشا البطاطس مصبوغاً بألوان الأحمر والأخضر والأزرق لإعداد فلتر، بحسب تقرير صحيفة The Independent البريطانية.
وبعد إضافة طبقة رقيقة من مادة سائلة حساسة "مُستحلب"، تُقلب اللوحة ويتم تعريضها للضوء لفترة طويلة. ثم يُطبع الضوء المنعكس عبر النشا المصبوغ على الصورة لتضاهي ما هي عليه في الحقيقة.
وبعدما صارت تقنية أوتوكروم قابلة للنقل، أصبح اختراع الأخوين يعني أن المصوّرين بإمكانهم السفر بجميع أنحاء العالم، والتقاط صورٍ لثقافات لم تُرى بالألوان من قبل أبداً.
وكانت صور الوجوه، مروراً بصور أطفال يلعبون في الصحراء، وصولاً إلى صور التجارب القاسية للحرب العالمية الأولى هي أول الصور التي أمكن رؤيتها تضاهي الحقيقة.
واعتمد بعض المصورين الأكثر تأثيراً في العالم تلك الطريقة، مثل ألفين لانغدون، الذي استخدمها لتخليد الأسماء المشهورة في التاريخ بما في ذلك الفرنسي هنري ماتيس، والمؤلف مارك توين، والكاتب المسرحي جورج برنارد شو.
والتقط آخرون صوراً لعجائب الدنيا بدءاً من أهرامات مصر، مروراً ببرج قلعة القدس، وصولاً إلى تتويج ملك كمبوديا، مونيفونغ، في عام 1928.
تتويج ملك كمبوديا
ورغم براعة تقنية أوتوكروم لوميير، إلا أنها قد أصبحت أقل استخداماً منذ عام 1931، عندما طوّرت شركة كوداكروم طريقة أكثر كفاءة للتصوير الفوتوغرافي الملوّن.