سمعتَ عنها كثيراً، لكن إلى أي مدى تعرف اليابان؟ هل لديك صورة البلد المتطوّر جداً لدرجة أن الشوارع تغسل نفسها بنفسها؟! وهل عمال النظافة يتقاضون نفس أجر الوزير بالحكومة؟
وماذا عن القطارات، هل مواعيدها دقيقة للغاية لدرجة أن إجمالي فترات تأخير القطارات خلال 2017 بجميع أنحاء البلد كانت 6 ثوانٍ فحسب؟
يمكنك أن تجد الأجوبة عن هذه الأسئلة على الشبكات الاجتماعية العربية هي "نعم"، بحسب حَسَن، الذي بدأ هاشتاغ "#خرافات_عن_اليابان"؛ لهدم تلك القصص الرائعة وغير الصحيحة.
#خرافات_عن_اليابان
صورة في أحد مدارس الصين يتم تعريفها وتقديمها على أنها في اليابان لتلاميذ أثناء حصة مزعومة للنوم! الحقيقة هنا:https://t.co/CP0n1iekIY ولترقد تلك الخرافة للأبد بجانب أخواتها ولندعو لها بالرحمة سويا…! ?♂️ https://t.co/NqMJcE4CYS— اليابان بالعربي?? (@nippon_ar) January 13, 2018
بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، 28 يناير/كانون الثاني 2018، يعمل حسن -الذي
يفضل عدم نشر اسمه بالكامل- لدى بوابة Nippon.com، وهي بوابة متعددة اللغات، تقول إنها مُخصصة لتقديم معلومات دقيقة عن مجتمع اليابان وثقافتها.
يقول حسن لـBBC: "لقد بدأت الهاشتاغ من حساب @nippon_ar الصادر باللغة العربية على تويتر، منذ ما يقرب عام، إلا أن الناس بدأوا يلاحظونه قبل عدّة أشهر فقط".
هذه هي #اليابان pic.twitter.com/MOxHnP4oQc
— اليابان بالعربي?? (@nippon_ar) December 28, 2017
وأضاف قائلاً: "عادةً ما نستخدم شخصيات كارتونية شهيرة كصور متحركة (GIF)؛ لجذب انتباه
الناس".
وفي تغريدة نالت انتشاراً واسعاً، أظهر الهاشتاغ صورة تقول إن وزير الطاقة الياباني اعتذر علانية عن انقطاع الكهرباء 20 دقيقة بالركوع المدّة نفسها.
ولكن في حقيقة الأمر، كانت الصورة للرئيس التنفيذي الجديد لشركة هوندا، وقد التُقِطت بأول مؤتمر صحفي له في عام 2015.
صحَّح حسن تلك الخرافة بإعادة نشر التغريدة المضللة والتعريف بموضوعها على نحو صحيح، وكان شعار شركة هوندا الظاهر في الخلفية هو أحد الأدلّة على روايته.
قال حسن في تغريدته: "لقد نالت التغريدة التي نشرت الخرافة 1200 إعادة نشر! فكم إعادة نشر ينالها التصحيح؟!".
وفي ردود أخرى على مثل هذه الشائعات؛ استُخدِم الهاشتاغ لشرح أن اليابانيين لا يستطيعون طباعة جواز سفر جديد في 3 دقائق (حتّى الآن)، كما أنه ليس بإمكان المدخنين في اليابان إشعال سجائرهم بالمطاعم إذا استخدموا أغطية مخصصة للتدخين.
وردّاً على هذه الشائعة الأخيرة، نُشِر على هاشتاغ #خرافات_عن_اليابان تغريدة، قيل فيها إن "هذه الصورة قد انتشرت على نطاق واسع على اعتبار أنها من اليابان، وهي لا علاقة لها باليابان تماماً!".
وأضاف قائلاً "إنها صورة مُعدّلة ببرنامج فوتوشوب ونُشِرت منذ عدة سنوات، من قِبل موقع أخبار ساخرة أميركي يقول إنك تستطيع تدخين الماريغوانا في أحد فروع ماكدونالدز بولاية كولورادو، ونفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية صحّتها".
لا تبدو تلك المعلومات الخاطئة من هذا القبيل وكأنها مستوحاة من السخرية والاستهزاء؛ بل إنها تبدو كأحد أعراض الاحترام المفرط لليابان في البلدان الناطقة باللغة العربية.
ليس من الغريب العثور على عبارات مثل "كوكب اليابان" على الشبكات الاجتماعية العربية، عندما ينشر المستخدمون "حقائق مرحة" تُعجبهم بشأن البلد.
ويعنون بتلك العبارة أن البلد متقدّم تكنولوجيا وثقافيا لدرجة أنه قد يكون على كوكب آخر.
ولكن بالنسبة لحسن، تخلق تلك التصوّرات حواجز زائفة بين الأمم؛ حيث يقول: "نحن نريد للعرب أن يشعروا بأن اليابان بلد عادي، وأن شعبها مثلهم، وبهم خيرهم وشرّهم".
ويضيف: "نحن نؤمن بأن ثقافة اليابان لديها جوانب غنية، ولكن تلك الخرافات تعد تشويهاً".
ويوضح حسن أن الحقائق المزيفة حول اليابان على الشبكات الاجتماعية تنتشر أيضاً بلغات أخرى، مثل الفرنسية والإنكليزية. ولكنه يقول إنها تُنشر أكثر بشكل ملحوظ من قِبل المتحدثين باللغة العربية على المنصات الاجتماعية، مثل: تويتر وفيسبوك.
"هل هذه النافورة المنحوتة الرائعة في اليابان حقاً؟"، نشر أحد الحسابات الأردنية التي تنشر أخباراً تم التحقق من صحتها.
نافورة في اليابان تذهل العالم لغرابة تصميمها – فيديو#الرأي #الراي #منوعات pic.twitter.com/rLUqex9aAL
— الرأي – أخبار الأردن (@alrai) November 5, 2017
الإجابة "لا".. ففي حقيقة الأمر، هذا تصميم ثلاثي الأبعاد أخِذ من حساب الفنان الأميركي تشاد نيت على إنستغرام، بحسب حسن، الذي قال: "تلك النافورة، التي انتشرت صورتها على نطاق واسع لا توجد باليابان، ولا في العالم الحقيقي الذي نعيش فيه".
ومن بين الخرافات التي لم يظنها البعض هكذا، هو أنه لا يوجد "يوم للمعلِّم" في اليابان، يقوم خلاله الطلاب بغسل أقدام معلّميهم، حسبما ردَّ حسن على تغريدة عضو بالبرلمان في الكويت.
والآن، كيف يبدو تفاعل الناس مع تصويباته؟
يقول حسن إن الناس عادة ما يُصدمون بأن "حقيقة" قاموا بتضخيمها لم تكن في الواقع صحيحة.
لدى #اليابان الكثير من الإمكانات لتكون دولة عظمى أفضل في #الحقيقة مما يشاع عنها. وقد يكون هدف الإشاعات (التي تبدو إيجابية) هو تشويه صورتها عندما ينكشف كذب هذه ال #خرافات_عن_اليابان #اسأل_مجرب ?#لا_للبطاطا https://t.co/tuT6GcNjKV
— لا للبطاطا (@NoBatata) January 13, 2018
ويقول: "يقدّر الكثيرون عملنا، ويريدون المزيد من الحقائق الخاضعة للتحقق من صحتها بشأن البلد، ويتهمنا آخرون بتدمير صورتهم المثالية التي كانت لديهم عن اليابان".
وأضاف قائلاً: "لقد نشر حساب تويتر لإحدى القنوات العربية التلفزيونية الشهيرة صورة للقاء في الحزب الشيوعي الصيني كما لو أنها في البرلمان الياباني. فهذا هو مدى سوء المعلومات عن اليابان، وهذا هو سبب وجودنا".
لا تحسدوا كوكب اليابان، اليابانيون يُولدون بصحة جيدة، ولكن باختلاف جوهري في الكليتين.
تحتل اليابان المرتبة الثانية لأعلى معدلات إصابة بمرض الكلى المزمن في العالم، بنسبة إصابة تصل إلى 1 من بين كل 8 أشخاص. وفي الوقت الحالي، أثبت الباحثون أن هذا من الممكن أن يعود إلى بِنْية الكليتين لديهم عند الميلاد، بحسب موقع Sciencealert.
ظاهرة مواعدة طالبات الثانوية العامة في اليابان أصبحت مقلقة، على خلاف البلدان الأخرى. ففي اليابان المواعدة تعني خروج فتاة بزيها المدرسي الموحد مع رجالٍ في العقد الخامس أو السادس من أعمارهم؛ بل وأكبر حتى من ذلك، مقابل المال، وفق صحيفة واشنطن بوست.
قد تتضمن هذه المواعدة أحياناً أن يتمشَّى الاثنان في الحي، أو يتناولا مشروباً في حانة. وكثيراً ما يتضمن ممارسة الجنس، أو بعبارةٍ أخرى دعارة الأطفال، والقليل جداً من الناس يرون في هذا الأمر مشكلة.
واعترف رجلان للصحيفة بأنَّ الزي المدرسي الموحد واحد من أكبر عوامل الجذب؛ إذ قال صديقه، وهو رجلٌ في الـ40 من عمره: "يظهرن جذاباتٍ للغاية. تجعل الأزياء الموحدة، أولئك الفتيات أكثر جاذبية مرة ونصف مما هن عليه في الحقيقة".
ليست كل الأشياء التي نراها من الخارج جميلة كما تبدو لنا، فقد نكتشف عكس هذا التصور تماماً إذا أمعنا النظر فيها وتعرفنا أكثر عليها.