الحذر الدائم إزاء ما يشاهده الأطفال في أفلام الكرتون أمر واجب؛ فظهور محتوى غير لائق أصبح أمراً متكرراً، وهو ما حدث مؤخراً مع شركة إنتاج فيديو صينية، أُجبرت على الاعتذار بعدما أنتجت فيلم كرتون للأطفال تظهر به شخصية Peppa Pig وغيرها من الشخصيات المحببة في مشاهد عنيفة ومزعجة.
الشركة الصينية Guangzhou Yinjun Trading Company، قالت إنها أهملت تقدير الأثر والضرر الذي سيلحق بالأطفال بسعيها وراء تحقيق أعلى المشاهدات لموقعها من خلال إنتاج نسخ مثيرة للقلق من شخصيات كرتونية شهيرة ومحبوبة، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
فالفيلم الكرتوني يُظهر تجسيداً فجاً لشخصيات الأطفال المحبوبة؛ إما في مشاهد عنيفة وإما أخرى ذات إيحاءات جنسية، وقد تم تحميله على قنوات ترفيه الأطفال بالإنترنت عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أحد مقاطع الفيديو يُظهر الأميرة إلسا من فيلم ديزني الشهير Frozen يُقطع رأسها بغية استخراج إحدى أسنانها، وكذلك ظهرت ميني ماوس في مشهد آخر وهي تقطع أذن ميكي بالمقص.
عمد المكتب الوطني لمكافحة المنشورات غير القانونية إلى إيقاف العمليات كافة في مكتبي الشركة الصينية المذكورة للإنتاج الكرتوني، وقد اكتشف أن الشركة تنشر روابط لمقاطع الفيديو المصورة التي تنتجها عبر حساب Happy Disney الخاص بها على موقع Weibo، وهو شبكة اجتماعية صينية مشابهة لتويتر.
ومنذ ذلك الحين، قدمت الشركة اعتذارها عن "مقاطع الفيديو الفظيعة" واعترفت بـ"أننا كنا نصنع مقاطعنا المصورة وفي أذهان فريقنا دافعٌ واحدٌ؛ هو زيادة أعداد المشاهدات والزيارات لموقعنا، بيد أننا أهملنا تقدير الضرر والتأثير الناتج عن هذه المقاطع التي تضم مشاهد رعب، وكيف لها أن تترك أثراً في الأطفال الصغار.
نشعر بالذنب حيال الضرر الذي قد تتسبب فيه المقاطع المصورة، ونعبر هنا عن اعتذارنا العميق للأطفال ولآبائهم وأمهاتهم".
وتعد شركة Guangzhou Yinjun Trading Company أولى الشركات المتلقِّية لعواقب الحملة الحكومية المدفوعة بغضب الآباء والأمهات الصينيين، فقد لجأ الآباء والأمهات إلى الشبكات الاجتماعية لتحذير الآخرين من آثار المحتوى المقلق والمزعج الذي اكتشفوه في مقاطع الكرتون المصورة.
تأتي الخطوة بعد حملة شنَّها موقع يوتيوب، المحظور في الصين، على محتوى عالمي مشابه العام الماضي؛ ورغم أن الشركة الصينية المعاقَبة لا يُعرف لها صلات بمقاطع اليوتيوب تلك، فإن المحتوى يبدو متشابهاً.
من جهتها، قامت كبرى الشركات الإعلامية الرقمية الرئيسية في البلاد، ومنها: Tencent Video، وYouku، وSohu، وiQiyi بإصدار بيان وعدت فيه بإزالة المقاطع المصورة المسيئة وحجب الحسابات التي تحملها.