إلقاء القمامة، وغسل الملابس، وترتيب الغرفة.. العديد من الأطفال يساعدون في الأعمال المنزلية. وهذا شيء جيد. فبحسب دراسة أجرتها جامعة منيسوتا الأميركية، فإن الأطفال الذين يشاركون في الأعمال المنزلية بسن 3 أو 4 سنوات، يكونون أكثر نجاحاً في المستقبل من غيرهم.
في حديثه مع صحيفة Berliner Kurier، يقول طبيب الأطفال روبرت ديرنيك "إذا تم الوثوق بأحد الأشخاص منذ الصغر ليكون له تأثير في حياة الآخرين، فإن هذا الشخص يتخذ القرارات بشكل أفضل عندما يكبر".
وهذا هو ما تؤمن به كذلك الأميركية إيسينس إيفانس؛ بل إنها اتخذت بالفعل خطوات عملية لإعداد ابنتها للتعامل مع متطلبات الحياة، إذ طلبت من ابنتها أن تشارك في دفع الإيجار، وهي لا تزال في سن الخامسة فقط.
"تحصل ابنتي كل أسبوع على 7 دولارات"
في منشور لها على فيسبوك، تحكي الأم بفخرٍ عن طريقتها المثيرة في تربية ابنتها:
"تحصل ابنتي كل أسبوع على 7 دولارات كمصروف جيب. وضَّحتُ لها إنه في (العالم الحقيقي) تُصرف معظم المرتبات على الفواتير، ولا يتبقى منها إلا القليل جداً، ولكي تفهم وتشعر بهذا كان عليها أن تدفع لي 5 دولارات، عبارة عن:
1 دولار مقابل إيجار السكن
1 دولار لفواتير المياه
1 دولار للكهرباء
1 دولار لاشتراك التلفاز
1 دولار للطعام
وبالدولارين المتبقيَين يمكنها أن تفعل ما تريد".
تقول إيفانس إن دافعها لهذه الفكرة، هو أن الأطفال عندما يدفعون فواتيرهم الخاصة، يفهمون القيمة الحقيقية للمال، بالإضافة إلى أن هذا يجعلهم يتعلمون تحمُّل المسؤولية، وكلما كان هذا في سن مبكرة كان أفضل.
وما لا تعرفه ابنتها، هو أن هذه الدولارات الـ5 لا تضيع عليها؛ إذ تجمع ايفانس "ما تُحصّله" من ابنتها في حساب ادخار منفصل، يمكنها الاستفادة منه عندما تبلغ 18 عاماً.
وفي عيد ميلادها الـ18، سوف يكون لديها رأس مال جيد قدره 3380 دولاراً.
تهدف إيفانس في طريقة تربيتها، إلى أن تشرح لابنتها كيف يسير العالم في الواقع؛ وذلك لحمايتها من مواجهة صدمات ومفاجآت سيئة في المستقبل.
وفي نهاية منشورها، تشجع الأمهات على اتباع هذه الطريقة. وقد نالت الفكرة إعجاب أكثر من 218 ألف شخص.
وكتب أحد المستخدمين على فيسبوك: "أعتقد أن هذه فكرة جيدة. كنت أتمنى لو علمني والدي دفع الفواتير في وقت مبكر. الآن أملك سيارة، ولديَّ منزل، ولكن دون أي مساعدة. كان هذا سيساعدني كثيراً على فهم الحياة بشكل أكثر واقعية".
وفي تعليق آخر لإحدى الأمهات، كتبت: "عمل رائع! لا تلتفتي إلى التعليقات السلبية. لقد رأيت آباءً يدللون أطفالهم، ويعطونهم كل ما يريدون، وكانت العواقب سيئة للأسف. لم يعرفوا أو يتعلموا شيئاً عن الحياة الواقعية. والآن، إذا عجزوا عن الحصول على أي شيء، اختلسوه، لينتهي بهم المطاف في السجن. أرى أنها فكرة جيدة جداً".
قام أكثر من 306 آلاف شخص بمشاركة المنشور، فيما أعلن العديد من الآباء والأمهات عن قرارهم تنفيذ الفكرة.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الألمانية لـ "هافينغتون بوست"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.