إذا كتبت في محركات البحث أي اسم لفرقة عسكرية من دول العالم سواء في أوروبا أو أميركا، فقد تجد معلومات وفيرة عن تسليحها وعددها بل وميزانياتها، إلا أن هذا ليس هو الحال إذا بحث عن القوات العربية.
وإذا كانت المعلومات المتوفرة عن القوات العربية غامضة على شبكة الإنترنت، فإن المعلومات قد تكون أكثر غموضاً إذا تعلقت بقوات الحرس الرئاسية، حيث لا يعلم على وجهٍ دقيق أنواع التسليح والقوة العددية.
لكن رغم ذلك، يمكننا رسم صورة قريبة من الواقع إذا تلمسنا الأخبار المتناثرة على الإنترنت، والتي كشفت بعض أسرار أجهزة الحرس الرئاسية في الدول العربية، نتعرف عليها فيما يلي:
1- الحرس الملكي السعودي
هي قوات مكلفة بتأمين الملك وولي العهد وكبار الشخصيات من ضيوف الدولة، وكافة القصور والدواوين والضيافات الملكية، وكافة المناسبات التي يرعاها الملك وولي العهد.
يتكون الحرس الملكي السعودي من 30 ألف فرد ويتبع وزارة الحرس الوطني، وبحسب موقع Global Security فإن الجهاز مكون من عناصر قبلية مؤيدة للعائلة السعودية الحاكمة، وفي عام 1990 وأثناء الغزو العراقي للكويت، سيطر الحرس الملكي على النقاط ومراكز التحكم الاستراتيجية على الحدود السعودية مع الكويت.
ويتسلح أفراد الحرس الملكي السعودي بتشكيلة متنوعة من الأسلحة الخفيفة، مثل AK-47، وH&K G36، وH&K MP5 بجانب أسلحة أخرى، بالإضافة إلى المدرعات والمجنزرات وقطع المدفعية.
وتعتبر فرقة السيف الأجرب التي ذاع صيتها مؤخراً بعدما ألق القبض على 11 أميراً داخل قصر اليمامة في الرياض، أحد كتائب الحرس الملكي السعودي، وترتبط هذه الكتيبة بشكل مباشر بولي العهد محمد بن سلمان، وقد تم استحداثها عقب تولي الملك سلمان مقاليد الحكم.
ترتبط بولي العهد وقوامها 5 آلاف عسكري.. كل ما تودّ معرفته عن "قوة السيف الأجرب" https://t.co/4xE3pwPbA0 @sabqorg#الملك_يحاكم_الامراء_المتجاوزين#عاجل pic.twitter.com/JbKySuEVxx
— صحيفة سبق الإلكترونية (@sabqorg) January 6, 2018
ويزيد عدد أفراد هذه الكتيبة على 5000 عسكري من مختلف الرتب العسكرية، ويحمل جميع منسوبيها دورات عسكرية متقدمة، منها دورات الضفادع البشرية، والصاعقة، والمظلات، ومكافحة الشغب، وقناصة ومتفجرات، وتعود أصل تسمية كتيبة السيف الأجرب إلى اسم سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود، الذي يلقب سيفه بـ"الأجرب"، حيث قال فيه:
2- الحرس الجمهوري المصري
تعتبر قوات الحرس الجمهوري أحد نخب الجيش المصري والتي تم تأسيسها في عام 1955 على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبحسب الدستور فإن قائد قوات الحرس الجمهوري لا يتلقى تعليماته من القوات المسلحة وإنما من رئيس الجمهورية، وعادة ما يكون قائد الحرس الجمهوري في رتبة لواء أو فريق.
ولا تقتصر مهام قوات الحرس الجمهوري على حماية الرئيس فقط، وإنما حماية المنشآت والمؤسسات التابعة له كالقصر الرئاسي ومراكز القيادة والمطارات الرئاسية، بل وتوفير حرس الشرف والتأمين للضيوف الأجانب، ويضم الحرس الجمهوري المصري نحو 24 ألف جندي تقريباً، بجانب عدد من الأسلحة الثقيلة والدبابات، مثل M60 وM1A1 Abrams بالإضافة إلى مروحيات Mi-8 TPK،كما يتسلح أفراد الحرس برشاشات الـ HK-5 القصيرة.
ورغم أن الحرس الجمهوري المصري يتلقى تعليماته من الرئيس فقط، فإنه في انقلاب يوليو/تموز عام 2013، ألقى رئيس الحرس الجمهوري اللواء أركان حرب محمد أحمد زكي (والذي ترقى لاحقاً ليصبح فريق) القبض على الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، مخالفاً بذلك مواد الدستور والقانون.
3- الحرس الجمهوري السوري
تعتبر هذه القوات أحد أقوى الفرق السورية على الإطلاق وأحدثها تسليحاً، تأسست في عام 1976 بهدف حماية الرئيس والمسؤولين السوريين من هجمات المسلحين، وتبلغ أعداد هذه القوات نحو 25 ألف جندي، وتعتبر قوات الحرس الجمهوري السوري هي الوحيدة القادرة على دخول مركز العاصمة السورية دمشق.
وتتكون هذه القوات من فرق وكتائب يقوده أغلبها ضباط ينتمون للطائفة العلوية بالإضافة إلى أفراد من عائلة الأسد، مثل بشار الأسد قبل أن يصبح رئيساً، وتتكون الكتيبة من 3 لواءات مشاة ميكانيكا، كل واحدة تتكون من كتيبة دبابات وثلاث كتائب مشاة ميكانيكية بالإضافة إلى ثلاث كتائب مظلات وقوات خاصة.
وكان الحرس الجمهوري السوري من أوائل القوات السورية التي استقبلت الأسلحة الروسية الحديثة، مثل دبابات T-72 MBTs، وقد لعب الحرس الجمهوري السوري دوراً في الحرب الأهلية اللبنانية وفي الدفاع عن لبنان أمام القوات الإسرائيلية الغازية في 1982.
وكانت أهم نجاحات الحرس الجمهوري السوري العسكرية في عام 2012، عندما استطاع منع المعارضة السورية من دخول دمشق، بعد أن تصدى لهم في المحاور الغربية والشرقية للعاصمة، كما استطاعوا حماية مطار المزة العسكري.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد، قد أمر بتشكيل لواء عسكري نسائي تابع للحرس الجمهوري مكون من النساء فقط، وقد أطلق عليه "لبؤات الدفاع الوطني".
4- الحرس الملكي الأردني
الحرس الملكي الأردني تأسس في عام 1920، ويتكون من نخبة الجيش الأردني، ومسؤول عن حماية الملك والأسرة الهاشمية، وتتألف قوات الحرس من عناصر قبلية من منطقة الضفة الشرقية بالأردن، وتخضع هذه القوات للملك بشكل مباشر.
وتشمل قوات الحرس الملكي الأردني، فرقة تشريفة عسكرية مكونة من جنود ذوي أصول شركسية، ولهم زي خاص بهم يشبه الزي التقليدي لسكان منطقة القوقاز، وينحدر أفراد تلك الكتيبة من نسل اللاجئين الشراكسة الذين أتوا إلى الأردن.
5- الحرس الأميري الإماراتي
تشكل الحرس الرئاسي الإماراتي في عام 2010 و2011، إذ تم توحيد الحرس الأميري في جهاز واحد بعد أن كانت لدى كل إمارة قوات حرس أميري خاصة بها.
وكانت ولاية الشارقة الإماراتية، تعرضت لمحاولة انقلاب في عام 1987، حيث قام الشيخ عبد العزيز بن محمد القاسمي، رئيس الحرس الأميري بالاستيلاء على الإمارة، مستغلاً غياب حاكم الإمارة وشقيقه سلطان بن محمد القاسمي.
وكان موقع Middle East Eye، قد كشف سابقاً عن أن الضابط الأسترالي المتقاعد مايك هندمارش والبالغ من العمر 59 عاماً هو قائد الحرس الرئاسي الفعلي حالياً، كما تندرج فرقة لمكافحة الإرهاب تحت جهاز الحرس الإماراتي، وتدعى "وحدة المهام الخاصة" أو "سوك" (SOC)، وقد أفادت بعض التقارير أن معظم هذه الفرقة مكون من المرتزقة.
مايك هندمارش
لا يعرف الكثير عن تسليح الحرس الإماراتي، إلا أنه في عام 2007 عمل الحرس على اقتناء مروحيات Black Hawk الأميركية بدلاً من مروحيات Puma الفرنسية.
6- الحرس الجمهوري اليمني
تأسس الحرس الجمهوري اليمني في عام 1964 بهدف تأمين دار الرئاسة وتنقلات الرئيس، آخر إحصاء له كان في عام 2005 وكان يبلغ حينها نحو 10 آلاف جندي يعتبرون النخبة في الجيش اليمني وتم تسليحهم بأفضل التجهيزات مقارنة ببقية الفرق العسكرية، وكان يقودها أحمد علي عبدالله صالح ابن الرئيس اليمني الراحل.
ورغم تشتت الجيش اليمني بين المتمردين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي عقب استيلاء الحوثيين على السلطة في 2014، فإن قوات الحرس الجمهوري دان أغلبها بالولاء لعلي عبد الله صالح الذي كان متحالفاً مع الحوثيين، والذي تم الإطاحة في الثورة اليمنية عام 2012.
وفي المواجهات الأخيرة بين صالح والحوثيين التي قتل على إثرها الرئيس اليمني، انهزم ما تبقى من قوات الحرس الجمهوري أمام ضربات الحوثيين المتوالية، وبعض هذه القوات كانت تدين خفية لقيادات حوثية قبل استيلاء الحوثيين على السلطة عام 2014، الأمر الذي سهل لهم الإمساك بمقاليد الحكم.
وتتكون هذه القوات من 17 لواء، منها صواريخ ومشاة آلية، بجانب دبابات من طراز T-72 وT-55، وترجح بعض المصادر أن أعدادها تتراوح بين 30 و60 ألف عنصر.