هل تكذب أميركا؟ علماء يذكرون أسباب رفضهم وجود الأطباق الطائرة

رغم التقارير الإخبارية عن برنامج الأطباق الطائرة السري في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، من المؤسف أن نقول إنه ليس من المُرجَّح أن تهبط علينا الكائنات الفضائية قريباً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/26 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/26 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش

رغم التقارير الإخبارية عن برنامج الأطباق الطائرة السري في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، من المؤسف أن نقول إنه ليس من المُرجَّح أن تهبط علينا الكائنات الفضائية قريباً.

لقد أذهل برنامج البنتاغون، الذي يُدعى "برنامج التحقيق في التهديدات الجوية المتطورة"، الذي أجرى تحقيقاتٍ في حالات رؤية أجسام طائرة غامضة تتحرَّك بطرق مستحيلة، محبي الأطباق الطائرة الأسبوع الماضي بتقريرين نُشِرا في صحيفة نيويورك تايمز ومجلة بوليتيكو الأميركيَّتَين.

ونُشِرَ مع التقريرين مقاطع فيديو لطيارين عسكريين يُعبِّرون عن دهشتهم من رؤية أجسام في شاشات قمرة القيادة، وكان هذا الخبر بمثابة مُتَنَفَّسٍ للقرَّاء للمخاوف الأرضية كالموت والضرائب.

وكتب جون بودستا، عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، تغريدةً يطلب فيها من عضو مجلس الشيوخ الأميركي، هاري ريد أن "يكشف الستار" عن الأمر.



لكنَّ خبراء الخداع البصري أظهروا تحفُّظاً أكبر، ربما يُلخِّصه تصريح نيل ديغراس تايسون، عالم الفيزياء الفلكية، لشبكة CNN الأميركية، إذ قال: "اتصلوا بي حين تتلقون دعوةً لتناول العشاء من كائن فضائي".

ومنذ عقود، خدع السراب الكثيرين، الذين وصفوه بأشياء مثل: "الأضواء الخضراء"، و"الانعكاسات"، و"الأشباح".

ويتكوَّن هذا الخداع البصري من طبقات الهواء المختلفة، التي يشبه أثرها أثر العدسات. ويحتفظ أندرو يونغ، عالم الفلك في جامعة ولاية سان دييغو، بأرشيفٍ للمؤثِّرات البصرية، يشرح بالتفصيل طبيعة تلك الملاحظات كما تراها الأعين والكاميرات وتسجيلات الفيديو.

على سبيل المثال، تنتج "أشباه الشموس"، وهي انعكاساتٌ شمسيةٌ شديدة السطوع، عن بلورات الثلج الطافية في الهواء. والأشكال الدائرية أو المسطحة لتلك الانعكاسات قد تبدو كالأطباق الطائرة.

لكنَّ جوزيف شو، خبير البصريات بجامعة ولاية مونتانا الأميركية، قال في تصريح لموقع BuzzFeed الإخباري إنَّ ظاهرة السراب لا تُفسِّر كل الحالات التي ترد في الأخبار.

وقال: "التقارير التي تذكر أنَّ طيارين رأوا أجساماً تتحرَّك بسرعةٍ في اتجاهاتٍ مختلفة، تبدو مختلفةً عن سائر التقارير"، هي ومزاعم سقوط "سبائك" من الفضاء جَمَعَها البنتاغون. لكنَّ هذا لا يعني أنَّ تلك الأجسام جاءت من خارج غلافنا الجوي.

وقال جو نيكل، كاتب التحقيقات في "مركز الاستعلام" (منظمة أميركية غير ربحية)، الذي يُحقِّق في تقارير رؤية أطباق طائرة منذ عقدين، "بالتأكيد يجب على القوات الجوية الأميركية أن تحاول اكتشاف الظواهر التي يذكرها الطيارون. لكن أن نُقرِّر فوراً أنَّ أي شيء غير مفهوم قادم من الفضاء، فهذا تفسير غير محتمل إطلاقاً".

وقد بدأ البنتاغون التحقيق في الظواهر الجوية غير المفهومة، على الأقل منذ بداية الحرب الباردة، وتحديداً منذ "حادثة روزويل" عام 1947، إذ تحطَّم بالون مراقبة عسكري للقوات الجوية، ضمن مشروع "موغول"، وسقط في صحراء نيو مكسيكو.

وقد نشرت منظمة "ماك روك" غير الربحية تغريدةً تقول فيها: "في المرة القادمة التي تقرأ فيها مقالاً يستند إلى معلومات تحصلوا عليها من خلال "قانون حرية المعلومات"، نشكر باحث الأطباق الطائرة المحلي، الذي ساعد على إقرار القانون بشكله الحالي".



وقال جون بايك، المُحلِّل الأمني، ومدير موقع GolbalSecurity.org، إنه مع اقتراب نهاية الحرب الباردة، في عهد "ملفات إكس"، ارتبطت تقارير وجود أجسام طائرة غامضة ببدايات تصميم الولايات المتحدة لمقاتلات وطائرات حربية سرية.

ويعتقد بايك أن التاريخ الطويل من التقارير الكاذبة، التي بدأت منذ الستينيات، إلى الاعتقاد أنَّ "المهتمين بالأطباق الطائرة كان لديهم وقت فراغ أكثر مما ينبغي".

هناك سبب آخر للتشكيك في برنامج البنتاغون للأطباق الطائرة، وهو أنه صدر برعاية هاري ريد، عضو مجلس الشيوخ من ولاية نيفادا، ومُنِحَ عقد تمويله لشركة "بيغلو إيروسبيس"، التي يمتلكها روبرت بيغلو، الذي يشتهر بإيمانه بوجود الأطباق الطائرة.

وقد ظهر ذلك مجدداً في التقارير الإخبارية بصفته عملاً خاصاً تحت رئاسة مدير البرنامج السابق، لويز إليزوندو، يدعمه توم ديلونغ، عازف غيتار فرقة "بلينك 182". وقد عرَّف إليزوندو نفسه في التقارير بصفته مؤمناً بوجود الكائنات الفضائية.

وقد نشر UFO Newz، وهو الحساب المعني بأخبار الأطباق الطائرة، تغريدةً يقول فيها إنَّ مسؤولاً سابقاً في برنامج الأطباق الطائرة بالبنتاغون قال: "ربما لا نكون وحدنا".



وقال ستيفن أفترغود، عضو اتحاد العلماء الأميركيين، لبازفيد: "أظن أنه من المهم أن نلاحظ أنَّ البرنامج قد نشأ برعاية عضو مجلس الشيوخ، ريد، وأحد أصدقائه الذين انتخبوه. لو كانت وزارة الدفاع مهتمة حقاً بالموضوع، أعتقد أنها كانت لتنشئ البرنامج بنفسها".

وأكَّدَت لاورا أوتشوا، المُتحدِّثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، أنَّ الوزارة ألغت البرنامج، الذي تصل ميزانيته إلى 22 مليون دولار، عام 2012. وقالت لاورا: "قررت الوزارة أنَّ هناك قضايا أخرى لها أولوية التمويل، وكان هذا التغيير من مصلحة الوزارة".

وأضافت لاورا أنَّ هذا لا يعني أنَّ الحكومة قد توقَّفَت عن البحث عن الفضائيين، وقالت: "وزارة الدفاع تأخذ على محمل الجد كل التهديدات القائمة والمحتملة لشعبنا وممتلكاتنا ومهمتنا، وتتخذ التصرُّف اللازم كلَّما تلقت معلومات موثوقاً به".

البنتاغون يخصص ميزانية لرصد الأطباق الطائرة


عندما تعلم أن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية السنوية البالغة 600 مليار دولار، كان يخصص بها مبلغ كان من شبه المستحيل اكتشافه، قدره 22 مليون دولار، أُنفِقَ على البرنامج المتقدم لرصد التهديدات الجوية الفضائية، فإن الأمر ليس مزاحاً، بل هو جدير بالاهتمام.

تقرير نشره موقع "عربي بوست"، ذكر أنه لسنوات حرص البنتاغون على إخفاء هذا البند المالي، الذي ينفق على البرنامج شديد السرية.

فعلى مرِّ سنوات، كان البرنامج يُحقِّق في تقارير متعلقة بأجسام طائرة مجهولة، وفقاً لبعض مسؤولي وزارة الدفاع، ومقابلاتٍ شخصية مع بعض الذين شاركوا في البرنامج، وسجلاتٍ حصلت عليها النيويورك تايمز.

علامات:
تحميل المزيد