“ما الذي أتى بك إلى هنا؟! لا توجد لديكم حرب الآن”.. ردٌّ غير إنساني على شاب سوري تقدم لإحدى الوظائف بألمانيا

طلبُ الشاب قوبل بالرفض من جانب توكيل السيارات، وقالوا إنه لا يستوفي شروط الوظيفة

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/25 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/25 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش

تقدَّم شاب سوري بطلب للحصول على وظيفة متدرب في أحد توكيلات بيع السيارات في مدينة فارشتاين بولاية شمال الراين-وستفاليا في ألمانيا، وكان الرد بالرفض الذي تلقاه أقرب للإهانة.

لجأ الشاب (26 سنة)، إلى ألمانيا قبل عامين، وتعلَّم اللغة الألمانية، كما يستعد لاجتياز اختبار المستوى الأعلى، وقام بمعادلة شهادته الثانوية في ألمانيا، وتم الاعتراف بها، وكذلك رخصة القيادة الخاصة به.

وفي حديثه لموقع Migazin، قال إن مكتب العمل الاتحادي وافق على اعتماده وتسجيله لديه، وأنه حظي باستحسان مستشار التوظيف هناك، وبدا أن كل شيء يسير على ما يُرام.

فوجئ بأنه يجب أن يعود إلى سوريا


طلبُ الشاب قوبل بالرفض من جانب توكيل السيارات، وقالوا إنه لا يستوفي شروط الوظيفة.. ثم كانت هذه العبارة في خطاب الرفض: "ننصحك بالعودة إلى بلادك، ما الذي أتى بك إلى هنا؟! لا توجد لديكم حرب الآن، وبلدكم تحتاج إلى من يبنيها".

وأضاف الشاب للموقع الإخباري أنه لم يكن يتصور قط أن يحدث أمرٌ كهذا، هل هذا طبيعي في ألمانيا؟

وتوضح النسخة الألمانية من "هاف بوست" أنه وعلى الرغم من الهزيمة التي تلقتها ميليشيات "الدولة الإسلامية" (داعش) وإضعاف قوتها العسكرية في سوريا، فإنه من المتوقع القضاء عليها بحلول نهاية فبراير/شباط 2018، مضيفة أن هذا لا يعني انتهاء الحرب، خاصة بعد أن باءت مفاوضات السلام التي تم تمديدها حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول 2017 بالفشل.

اعتذار من شركة بيع السيارات


قال توكيل بيع السيارات رداً على الانتقادات على موقع فيسبوك: "نحن نعتذر بشدة عن الطريقة السيئة والمحتوى المهين الذي تضمنه الرد من قِبل شخص مسؤول من شركتنا على مقدِّم الطلب، ونتفهم الانتقادات كافة الموجهة لإدارة الشركة ونتحمل المسؤولية كاملة".

كما قاموا بتقديم اعتذار بشكل شخصي للشاب مقدِّم الطلب، ودعوته إلى إجراء مقابلة مع الإدارة بالشركة.

وبعد عدة ساعات، قدّم الرئيس التنفيذي للشركة، كارستن بودي، اعتذاراً آخر وقال "لقد فوجئت عندما علمت بمحتوى الرسالة، وهذا لا يعكس موقفي الشخصي ولا قِيم الشركة على الإطلاق، خاصةً أنني قمت شخصياً بتشجيع مقدم الطلب على تقديم طلبه إلينا من قبل حتى يقدمه".

وأضاف بودي أنه يأمل "أن نستفيد من هذه الواقعة بشكل إيجابي، ولفت الانتباه إلى حقيقة أن التعايش والتكامل لن يتحقق إلا إذا تعاونت الشركات الكبيرة والصغيرة في ذلك".

وأكد قائلاً: "إننا لا نقوم بهذه الاجراءات من أجل الحفاظ على سمعة شركتنا فحسب، ولكن من أجل تأكيد قيم مجتمعية هامة، وأؤكد أن شيئاً مثل هذا لن يتكرر مرة أخرى تحت قيادتي".

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الألمانية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد