لا تكاد تسمع أو تشاهد خبراً عن تجربة من تجارب كوريا الشمالية النووية، إلا وتجد المذيعة التي دائماً ما ترتدي لباساً زهرياً هي من يطل من شاشة التلفاز الرسمي للزعيم كيم وتخبر العالم بمغامرات الرئيس الكوري.. إنها الإعلامية المخضرمة ري تشون هي، فمن هي إذاً هذه المرأة التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية؟
"ري تشون هي"، التي تبلغ من العمر الآن 73 عاماً وتذيع الأخبار في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي منذ عام 1971، وُلدت لعائلةٍ فقيرة في مقاطعة غانغوون (وسط كوريا) في أثناء الاحتلال الياباني.
وقد درست الفنون المسرحية في جامعة بيونغ يانغ للمسرح والسينما قبل أن يختارها الحزب لتكون المتحدثة باسمه بسبب فقرها، الذي يعني بالتبعية أنَّ لها أجندةً شيوعية لا تشوبها شائبة، بحسب تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2017.
وكان أمراً حتمياً أن تُسند إذاعة خبر كإجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة والأقوى حتى الآن (وهي قنبلة هيدروجينية متقدمة لصاروخ بعيد المدى، حسب كوريا الشمالية) إلى ري تشون هي.
أمام خلفيةٍ افتراضية لجبل بايكتو، البركان الهامد على الحدود الصينية وموطن الأمة الكورية، ارتجفت "ري" من فرط الحماسة، وابتسمت ملء فمها وهي تعلن عن "النجاح المثالي" لاختبار القنبلة الهيدروجينية قبل أيام.
وكان ظهور "ري هو" آخر إنجاز في سجلها المهني اللافت للنظر.
عيَّنها التلفزيون المركزي بكوريا في عام 1971، ثم أصبحت مقدمة الأخبار الرئيسية بحلول عام 1974، ونجحت في تجاوز عمليات التطهير وخفض عدد الموظفين حولها في المحطة.
وتفيد التقارير بأنَّ طريقة إذاعة "ري" هي أحد الأسباب التي جعلت أسرة كيم تُعجب بها، فأسلوبها الإذاعي يتميز بمزيجٍ من المبالغة والدرامية، بحسب الصحيفة البريطانية.
عندما أُعلنت وفاة كيم إيل سونغ، في عام 1994، الذي كان يعدُّ أباً للأمة، بكت "ري". وبعد مرور 17 عاماً، وهي تعلن وفاة كيم جونغ إيل، والد الديكتاتور الزعيم الحالي، كانت تحاول أن تتمالك نفسها بوضوح كي لا تبكي.
تعيش "ري" في بيونغ يانغ، وكانت قد تقاعدت رسمياً في يناير/كانون الثاني عام 2012، لكنَّها عادت إلى شاشات التلفزيون الكورية الشمالية؛ للإعلان عن بعض أهم التطورات في نظام كيم جونغ أون.
تشمل هذه التطورات خبراً أُذيعَ في يناير/كانون الثاني 2016 يعلن أنَّ التجربة النووية، التي أُجرِيَت في موقع بونجي-ري للتجارب النووية بكوريا، هي أول قنبلة هيدروجينية تُصنَع في الشمال.