صارت سلسلة متاجر جون لويس للتجزئة أول من يزيل لصاقات "للأولاد" و"للبنات" من ملابس الأطفال المعروضة لديها.
وبحسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، 1 سبتمبر/أيلول 2017، أزالت سلسلة المتاجر البريطانية أيضاً هذه العلامات من أقسام ملابس الأطفال لديها، لتجنب "تعزيز الصور النمطية حول الجنسين".
وبدلاً من ذلك؛ صارت اللصاقات الجديدة التي لا تتصف بالتمييز الجنسي تقول "أولاد وبنات" أو "بنات وأولاد"، وأصبحت جميع الملابس المملوكة للعلامة التجارية للفئات العمرية من سن حديثي الولادة وحتّى سن 14 عاماً، بما في ذلك الفساتين والتنّورات، تشمل لصاقات تشير إلى صلاحيتها للجنسين.
وكان الاستثناء الوحيد من ذلك هو زي المدارس الموحد، والذي سينال قريباً اللصقات الموحدة للجنسين.
وقد جلبت سلسلة المتاجر أيضاً بعض الأزياء الجديدة التي لا تخص جنساً دون آخر، بما في ذلك البنطلونات والسراويل والفساتين التي تحمل صور الديناصورات، وألعاب الجنود، ومراكب الفضاء.
وقد أظهرت صورٌ لمجموعتها الأخيرة فتيات يرتدين البناطيل الزرقاء والصفراء، فيما يرتدي الأولاد سترات باللونين الأحمر المرجاني والوردي.
وأشاد آباء وأمهات بعلامة جون لويس التجارية على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب حراكها نحو الملابس المحايدة للجنسين، ولكن سلسلة المتاجر قد واجهت أيضاً اتهامات بالمخاطرة بتبني نهج التوجيه السياسي على نحو أبعد مما ينبغي، وبأنها مُنقادة للنشطاء.
وقالت كارولين بيتيس، رئيسة قسم ملابس الأطفال في جون لويس: "نحن لا نريد تعزيز القوالب النمطية للجنسين ضمن مجموعات جون لويس، ونريد بدلاً من ذلك توفير المزيد من الخيارات والتنوع لعملائنا، حتى يتمكن الآباء والأمهات أو الطفل من اختيار ما يريدون ارتداءه".
وقالت متاجر جون لويس، إنها تراجع أيضاً محتويات موقعها الإلكتروني، الذي لا يزال يشمل خيارات ملابس الأولاد، وملابس الفتيات، على نحو منفصل.
انتقادات سابقة للتمييز
ويأتي ذلك بعدما واجه العديد من التجار انتقاداً عنيفاً على إثر مجموعات الملابس التي تتسم بالتمييز على أساس الجنس، إذ تعرَّض متجر كلاركس للانتقاد الشديد جراء تسمية مجموعة أحذية المدارس المخصصة للفتيات باسم "الفتاة الدمية الجميلة"، في حين سُميت مجموعة الأولاد "القائد".
وقد انتُقِدت تلك الفجوة عندما روّج إعلان لمجموعة الأزياء الجديدة، مشيراً إلى الفتيات بأنهن "فراشات اجتماعيات" وإلى الأولاد بأنهم "علماء صغار".
وتعرّضت كذلك متاجر أسدا البريطانية للسخرية، نظراً لبيع قمصان الأولاد بشعارات مثل "عالم المستقبل"، و"الأولاد سيظلون أولاداً"، و"نجم روك آند رول"، في حين أنها وضعت شعارات مثل "صخرة الفرسان" و"الصخرة الجميلة" و"أهلاً أيتها اللطيفة" على مجموعتها المخصصة للفتيات.
البعض مُعجبون للغاية بالخطوة
جاءت الردود على الخطوة التي اتخذتها متاجر جون لويس بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتبت لورين آبفيل، المؤسسة المشاركة ورئيسة التحرير التنفيذية لمجلة الأمومة "أحسنتم صنعاً يا جون لويس. أحب رؤية هذه اللصاقات المحايدة جنسياً".
وكتبت إحدى المتسوّقات وتُدعى إستر بيدل، من مدينة نيوكاسل، تغريدة قالت فيها "أهنئكم يا جون لويس على مجموعتكم المحايدة جنسياً من ملابس الأطفال".
ونشرت مُستخدمة تُدعى جوديث بيرن، من دائرة ريبيل فالي بمقاطعة لانكشاير البريطانية، تغريدة شملت صورة لفستان يحمل علامة "الأولاد والبنات"، وكتبت "شكراً يا جون لويس. ملابس محايدة ملائمة لكل الأطفال".
آخرون مُنزعجون
مع ذلك، أشار منتقدون إلى أن أقسام ملابس الكبار تميز بين الجنسين، وتساءلوا لماذا لا ينبغي أن تفعل أقسام ملابس الأطفال الأمر نفسه.
وقال النائب البرلماني من تيار المحافظين، أندرو بريدجن "ليست لدي فكرة عما دفع جون لويس لفعل ذلك".
وأضاف قائلاً "لصاقات وعلامات الأولاد والبنات تخبر بالمعلومات. أعتقد أن إزالتها قد تكون أمراً محيّراً جداً للزبائن، يبدو أن التوجيه السياسي يواصل المسيرة، ونقطة الجدل هو ما إذا كان يمضي في الاتجاه الصحيح أم لا. أنا لا يمكنني رؤية العديد من الزبائن يشترون فستاناً لولد يبلغ من العمر ست سنوات".
وقال كريس ماكغوفرن، من حملة التعليم الحقيقي "متاجر جون لويس شهيرة وتحظى بالإعجاب، وليس لدي شك أن تخلّصها من اللصاقات المشيرة للجنس هو أمر حسن النيّة. وبشكل منفصل، لن تكون هناك مشكلة أن يقدم أحد تجار التجزئة ملابس موحدة للجنسين، ولكن باتباع هذه الموضة بألا يكون هناك تمييز بين الجنسين، فأنا أخشى أنهم يدعمون حراكاً أوسع يحير الأطفال ويثير قلق البالغين على الصغار".
وتابع قائلاً "هناك ظاهرة اجتماعية خطيرة تحدث بسرقة الهوية الجنسية، والتي تقول إنه لا يوجد فرق بين الأولاد والبنات، في حين أن هناك فرقاً بالتأكيد".
الشركة ترد
جون لويس قالت من جانبها إنها استشارت المجموعة الناشطة "دعوا الملابس تكون ملابس- Let Clothes Be Clothes" قبل التغييرات، وقالت المجموعة "نحن نعتقد أن جون لويس هي أول متاجر التجزئة التي تزيل علامات ولصاقات تشير إلى الجنس في السوق".
وأضافت قائلة: "إنه خبر رائع، ونأمل أن تسير متاجر أخرى ومواقع إلكترونية للتسوّق في نفس الاتجاه في الوقت الراهن. فالقميص ينبغي أن يكون مجرّد قميص، ليس قميصاً للفتيات فقط أو للأولاد فقط".
وتابعت "متاجر الملابس الراقية المستقلة كانت أكثر نشاطاً في إعداد مجموعات محايدة جنسياً، ولكننا نأمل أن تمتد مجموعات الأزياء الموحدة للجنسين إلى جميع الشرائح السعرية. فما زلنا نرى العديد من متاجر السوبر ماركت على سبيل المثال تستخدم شعارات تتسم بالقوالب النمطية على ملابسها".
تحدّي الوردي والأزرق
بينما تواصل جون لويس بيع بعض الأزياء التقليدية بالألوان الوردية والزرقاء، صار لديها الآن أيضاً مجموعة تشير إلى أنها "صُممت خصيصاً بوضع الأولاد والبنات في الاعتبار".
وتحمل مجموعتها Artroom babywear على سبيل المثال، رسوماً موحدة للجنسين تروق لجميع الأطفال، بما في ذلك سترة للأطفال طُبعت عليها حيوانات السفاري.
وقالت الشركة "نحن نصمم مطبوعات ورسوماً معاصرة مثيرة، ونأمل أن يحبها جميع الأطفال".