مسجد الحسين ومقهى أم كلثوم والتعامل بالجنيه.. فلسطيني ينقل معالم مصر إلى غزة بوابة “معبر رفح”

على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية جنوب قطاع غزة تقف الأهرامات وتمثال أبو الهول ليجذب انتباهك فور وصولك إلى تلك المنطقة، بعدما بات حلم مواطن فلسطيني بإنشاء مدينة ترفيهية تضم أبرز المعالم المصرية في القطاع حقيقة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/08 الساعة 03:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/08 الساعة 03:24 بتوقيت غرينتش

على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية جنوب قطاع غزة تقف الأهرامات وتمثال أبو الهول ليجذب انتباهك فور وصولك إلى تلك المنطقة، بعدما بات حلم مواطن فلسطيني بإنشاء مدينة ترفيهية تضم أبرز المعالم المصرية في القطاع حقيقة.

"مدينة القاهرة " كما أطلق عليها هي مشروع دمج ما بين تعلق نضال الجرمي 45 عاماً بمصر وحبه لها وبين أن يصبح هذا الولع مصدر دخل له من خلال فتح أبوابها للزوار كمنتجع سياحي.

وتضم المدينة 11 زاوية، كل زاوية منها تحاكي صرحاً أو معلماً تشتهر بها قاهرة المعز فتجد الأهرامات ومبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون المصري "ماسبيرو" ومسجد الحسين ومقهى أم كلثوم وبرج القاهرة وزوايا تحمل أسماء محلات ومطاعم مصرية مشهورة فيها، أمام بوابة المدينة فتمثلت في بوابة معبر رفح البري.

وتعتمد الفكرة على تجسيد حقيقي للمعالم المصرية وليس مجرد تماثيل، فمسجد المدينة الذي يحمل اسم الحسين يؤمه زوار المدينة للصلاة فيه فعلياً والمقهى حقيقي يستقبل زبائنه على أنغام الأغاني المصرية لا سيما أغنيات كوكب الشرق، والمطاعم تبيع أكلات مشابهة لأكلات المطاعم الأصلية التي تحمل أسماءها.

حب مصر وراء المشروع


نضال الجرمي صاحب الفكرة قال لـ هافنغتون بوست عربي إن حبه لمصر الذي ورثه من والده إلى جانب زياراته المتكررة لها كان الدافع وراء اختيار المعالم المصرية لتجسيدها دون بقية الدول، مؤكداً أن إنشاء المدينة جاء نتيجة لسلسلة من الأفكار التي قام بتنفيذها خلال السنوات الماضية كبناء بعض المعالم على سطح منزله قبل سبع سنوات، مروراً بتزيين حارته التي يسكن بها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة العام الماضي لاستقبال شهر رمضان على الطريقة المصرية، وصولاً لتنفيذ ما وصفه بمشروع عمره "مدينة القاهرة".

ويضيف الجرمي "بناء هذه المدينة جاء بهدف خلق أجواء معايشة للثقافة المصرية بغزة، وإظهار مدى عمق العلاقة الفلسطينية المصرية، خاصة وأن الكثير من الغزيين محرومون من زيارة مصر بسبب إغلاق معبر رفح المتواصل أو بسبب صعوبة الحصول على الموافقة لدخولها من قبل الأجهزة الأمنية المصرية.

ويؤكد الجرمي أن استئجاره أرضاً ملاصقة للحدود المصرية جاء لإضفاء واقعية أكبر على مشروعه بما ينقل الزوار لأجواء مصرية حقيقة حيث يرى الجالس فيها إلى جانب تصميم المكان الأراضي المصرية التي لا تبعد سوى أمتار معدودة.

الأجواء المصرية حاضرة


تكلفة المشروع العالية دفعت نضال الجرمي إلى إقناع صديقه وسام مكاوي 24 عاماً بالفكرة قبل أن يبدأ الصديقان قبل شهرين فقط بالتخطيط والتنفيذ.

ويقول مكاوي "تابعنا بدقة سير العمل في المدينة كإتقان بناء الأشكال والمعالم بما يجعلها مطابقة إلى حد كبير للمعالم الأصلية، إلى جانب اعتماد الإضاءة والزينة المشابهة للشوارع والأحياء المصرية".

وبهدف إضفاء مزيد من الواقعية حرص الصديقان على أن يكون طاقم العمل في المدينة مكوناً من فلسطينيين من أصول مصرية، كما أن العملة المصرية هي المستخدمة في المكان داخل المكان، من خلال وجود بنك يتم من خلاله استبدال الشيقل بالجنيه، وتسليم الزوار ما يشبه جوازات السفر.

ذكريات زيارة مصر حاضرة لدى الزوار


ورغم أن العمل مازال مستمراً لتجهيز بعض الزوايا إلا أن نوعية المكان كانت الجاذبة لعشرات الزوار الذي وجدوا في المدينة فرصة لقضاء أمسيات شهر رمضان المبارك من المتوقع أن يتم افتتاح المدينة بشكل كامل قريباً.

رائد صالح أحد الزوار الذين قابلناهم قال للعربي بوست إن تصميم المكان يذكره بمصر التي أنهى دراسته الجامعية فيها عام 2011.
وحول أكثر ما جذب انتباهه في المكان قال رائد أن مقهى أم كلثوم وبرج القاهرة والأهرامات كانت من الأماكن التي يرتادها أثناء وجوده بمصر ونقلها لغزة أعاد إليه الكثير من الذكريات الجميلة التي قضاها هناك.

أما منذر أبو نحل الذي وقف أمام البنك الخاص بالمكان لتحويل عملته الى الجنيه المصري فقال "أكثر ما أعجبني في المكان واقعيته التي حرص أصحابه على الوصول إليها، خاصة من خلال التعامل بالجنيه المصري وتوظيف عاملين يتحدثون اللهجة المصرية" مضيفاً "رغم أني لم أتمكن من زيارة مصر في السابق إلا أن المدينة مكنتني من معايشة تلك الأجواء التي سمعت عنها من أصدقاء تمكنوا من زيارة مصر".

علامات:
تحميل المزيد