نشر موقع lavanguardia الإسباني قصة إنسانية لإحدى اللاجئات في مخيم للاجئين بكينيا، والتي اضطرت إلى الهرب مع أطفالها الخمسة من أجل بعض الفتات بعد حياةٍ صعبة قاستها.
بدأ الأمر بزواج الجنوب سودانية ماري ميالوكمن برجل يكبرها بـ22 عاماً؛ إذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها حين قرر والدها أن يزوجها أحد أصدقائه البالغ من العمر 35 عاماً، دون أن يسألها رأيها، ورغم رفض ماري أُجبرت على الزواج بهذا الرجل، والذي كان أول ما فعله معها هو أن اغتصبها.
ومع مرارة الحياة داخل منزلها، قررت الهرب وعبرت الحدود وصولاً إلى أوغندا، لكن أُلقي القبض عليها، ليتم إعادتها مرة أخرى إلى بلادها، حيث الحرب، وندرة الماء والغذاء، والـ6 ملايين جائع، ووباء الكوليرا الذي يحصد أرواح 60 شخصاً يومياً، ووفيات الأطفال التي تقدر بـ68 حالة بين كل 1000 طفل.
وبعد ذلك، تزوجت مرة أخرى، لكن بشابٍ أحبته، ولم تتمكن من الفرح بذلك؛ إذ اختفى زوجها فجأة أثناء عمله بمنطقة أخرى من البلاد، كما اختفى أفراد عائلتها بعده جراء الحرب، لتقرر الهرب مرة ثانية.
فأخذت أطفالها الخمسة وفرّت بهم إلى كينيا. وجدت هناك مكانها؛ مخيم للاجئين. أحد مئات المخيمات الموجودة في المنطقة، حيث وجدت قليلاً من الطعام لها ولأطفالها، وبعض الماء والكساء.
ورغم كل ما قاسته، لم تيأس ماري، وقررت دراسة المحاماة؛ إذ تريد أن تصبح محامية تدافع عن حقوق الإنسان، وربما سيكون أول من ستدافع عنه هي ماري نفسها. فهي دون أن تعي ذلك، أفقر امرأة في العالم، كما يقول أحد تصنيفات منظمة المجتمع المدني الأسترالية صندوق السلام الذي حدد أفقر 100 شخص في العالم.
فيما يلي ماري في الترتيب، بريم ياهدور لاما، هذا الرجل النيبالي هو ثاني أفقر شخص في العالم.
رغم أنه يعمل 10 ساعات يومياً في حمل الصخور على ظهره، إلا أنه يتقاضى 4 دولارات يومياً، فيما يعيش في كوخ في بوخارا، إحدى القرى الفقيرة، مع زوجته وأبنائه الثلاثة، وجل ممتلكاته كلها هي: ساعة يد، وملابس وسلة يحمل بها الحجارة.
ماري وبريم، لا ينتميان إلى أغنى 100 شخص في العالم، وليسوا مواطنين في الدول الأعلى دخلاً، إنهما في عالم آخر لا يملك الناس فيه أي شيء، حيث يوجد 800 مليون جائع، يعيش الواحد منهم بأقل من دولار يومياً، طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة.