كشف القضاء البريطاني عن أسرار جريمة هزت المملكة المتحدة ارتكبتها فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، ويُعتقد أنها أصغر قاتِلة في بريطانيا ترتكب جريمة مزدوجة مُخطط لها، لقتل والدتها وشقيقتها، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" الجمعة 9 يونيو/حزيران 2017.
ورفع القضاة الحظر المفروض على التحقيقات التي كشفت الكيفية التي نفذت بها الفتاة كيم إدواردز، وحبيبها لوكاس ماركام، جريمة القتل الوحشية في حق والدة الفتاة إليزابيث إدوادردز، 49 عاماً، وأختها كاتي أثناء نومهما في المنزل في بلدة سبالدينغ، بمقاطعة لينكولنشاير البريطانية أبريل/نيسان الماضي.
وتشبه قصة محاكمة الشابين القاتلين قصة بوني وكلايد (وهما زوجان أميركيان اشتهرا خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي بجرائمهما)، فقد مارسا الجنس، واغتسلا، ثم شاهدا أربعة أجزاء من سلسلة أفلام مصاصي دماء "للاحتفال" بعد ارتكاب الجريمة.
وظلَّت هُوية الشابين مجهولة طوال فترة المحاكمة في محكمة نوتنغهام الملكية في عام 2016 لصغر عمرهما، لكنَّ ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف في لندن، رفعوا القيود التي فُرضت على هُوية الجانيين. وقد حُكم على كيم ولوكاس بالسجن 20 عاماً بالحد الأدنى من شروط الاحتجاز، لكنَّ القضاة قللوا الحكم بعد ذلك إلى 17 عاماً ونصف لكلٍ منهما.
والقضاة الذين رفعوا الحجب عن أسماء الشابين هم: السير بريان ليفسون، والقاضي بليك، والقاضي لويس.
قتلٌ بدم بارد
وقال ليفسون: "في ضوء ملابسات هذه القضية، وعلى الرغم من أنَّ أعمار الجناة هي 15 عاماً فقط، إلا أنَّه لا يساورنا أدنى شك في أنَّ رفع الحجب يتماشى مع القانون، ويسير وفق شرعيته، ويُعَد قراراً مسئولاً ومدروساً، ويحقق التوازن بين مصلحة المستأنفين والمادة 10 من قانون حقوق الصحافة ومصالح الرأي العام".
وأعلن أنَّه نتيجةً لقرار المحكمة، فقد "صارت أسماء الشابين الآن قابلة للنشر"، بالإضافة للسماح بنشر كل الحقائق والملابسات التي أحاطت بالقضية.
وقال المُدعي العام بيتر جويس في محاكمة إدواردز إنَّ شقيقتها ووالدتها قد طُعنا عشر طعناتٍ في اعتداءٍ بارد، ومقصود، وقاسٍ داخل بيتهما في جادة داوسون.
وأخبر جويس أعضاء هيئة المحلفين أنَّ ماركام سار لمدة 30 دقيقة في سبالدينغ على طول قناة كورونيشن ليصل إلى منزل عائلة إدواردز، ثم طرق ثلاث مراتٍ على نافذة غرفة النوم، وهي إشارة الوصول المُتفق عليها مسبقاً.
ثُمَّ فتحت كيم نافذة الحمام لتسمح لماكارم أن يتسلق المنزل من سقيفة السطح، وأعطته نصائح تساعده على الحركة بهدوء حول المنزل.
وقال مارتن هولفي المُحقِّق المُشرِف على القضية من شرطة لينكولنشاير -بحسب صحيفة الغارديان-: "لقد كانت جريمة قتل إليزابيث وكاتي إدواردز مروعة ووحشية، وقد صدمت البلاد بأكملها لأنَّ حدثين عمرهما 14 عاماً، استطاعا أن يرتكبا جرماً كهذا".
وأضاف: "وأنا متأكد الآن من أن صدمة كهذه ستصبح أكبر بمعرفة أنَّ ابنة إليزابيث هي المسؤولة عن التخطيط لارتكاب الجريمة مع حبيبها".
وأكمل: "والشهادات التي قِيلت في المحكمة وفُرِضت قيودٌ على نشرها، يمكن الآن نشرها، وهي تحتوي على تفاصيل الأعمال والسلوكيات الباردة المروعة التي قام بها كيم إدواردز ولوكاس ماركام بعد قيامهما بالجريمة".
وأوضح: "لقد بقي الشابان في المنزل لمشاهدة التلفاز، وتناول الطعام، بينما ترقد أجساد الضحايا في الأعلى، ولم يظهرا أي ندم حين ألقى أفراد الشرطة القبض عليهما في النهاية، ولا حتى في أثناء التحقيقات".
وأضاف: "لسوء الحظ، ستجذب هذه المعلومات الجديدة المُفصَح عنها في القضية الانتباه إلى سبالدينغ مجدداً، وأود أن أشير مرةً أخرى إلى مشاعري التي أظهرتُها مسبقاً، وأشكر المجتمع على تعاونه في القضية وإظهار التعاطف والاحترام لشجاعة عائلة الفقيدتين إليزابيث وكاتي، فقد واجهت العائلة محنة قاسية، ومعاناةً إضافية بمعرفة أنَّ مرتكب الجريمة المروعة هو أحد أفراد العائلة".