عرب تقدموا للحصول على جنسيتها.. انطلاق أولى خطوات بناء دولة “أسجارديا” الفضائية

قد تبدو فكرة وجود دولة في في الفضاء خيالية إلى أبعد الحدود، ولكن هذه الدولة قد تصبح قريباً واقعاً،

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/09 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/09 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش

قد تبدو فكرة وجود دولة في في الفضاء خيالية إلى أبعد الحدود، وكأنها مستوحاة من أفلام الخيال العلمي، ولكن هذه الدولة قد تصبح قريباً واقعاً، بل وأقدم آلاف الشباب من حول العالم على التقدم للانضمام إليها ومنهم عرب.

فقد احتضنت مجموعة من العلماء الدوليين هذه الخطة الطموحة التي تم الإعلان عنها لأول مرة عام 2016، وتكفل أحد الأثرياء الروس بدعم هذا المشروع مالياً.

قبل الحديث عن أولى خطوات هذه الدولة نحو الفضاء لا بد من التعريف بها.

الدولة تحمل اسم Asgardia وهي نواة لمجتمع حر، يبقى فيه سكانها على الأرض، لكنهم سيحملون جنسية هذه الدولة في الفضاء.



فريق العلماء القائم على مشروع هذه الدولة وعلى رأسهم عالم روسي يدعى إيغور أشربيل، سبق وأن كشفوا أنهم ينوون التقدم لعضوية الأمم المتحدة، بعلم ونشيد وطني خاصين بتلك الدولة!.

إيغور أشربيل

وفي هذه الأثناء، من المتوقع أن تخطو هذه الأمة أولى خطواتها نحو الفضاء في أواخر العام 2017، من خلال إطلاق أول قمر اصطناعي صغير الحجم لتخزين البيانات.

ويعد هذا القمر الاصطناعي اختباراً لفكرة تخزين البيانات على المدى الطويل في المدار حول الأرض.

ومن المرجح حسب تقرير نشرته صحيفة Daily Mail أن تمهد هذه الخطوة الطريق لتقنية تخزين البيانات خارج كوكب الأرض فضلاً عن العيش خارجه والاستقرار في هذه الدولة العائمة في الفضاء، والتي قد تكون أيضاً ملاذاً ضريبياً لرجال الأعمال .

استلهم هذا الاسم من تسمية "مدينة السماء" التي يحكمها الملك أودين في إحدى الأساطير القديمة لدى سكان شمال ألمانيا.

وستكون هذه الدولة الفضائية ذات سيادة كاملة وستكون في المستقبل عضواً في الأمم المتحدة.

من جانب آخر، يتألف فريق عمل مشروع أسجارديا من خبراء في مختلف المجالات، قادمين من كافة أنحاء العالم.

ويقود هذا الفريق الدكتور أشوربيلي، وهو عالم روسي ومؤسس الوكالة الدولية لأبحاث الفضاء في العاصمة النمساوية فيينا.

ومن خلال تأسيس هذه الأمة الفضائية، يأمل الخبراء الذين يعملون على هذا المشروع في تطوير تكنولوجيات الفضاء في المستقبل بعيداً عن الحصار الذي تفرضه الحكومات على كوكب الأرض، والتعقيدات التي يشهدها العالم.

طلبات المواطنة




وإثر الإعلان عن هذه الفكرة، فتحت دولة أسجارديا باب الطلبات للحصول على المواطنة الافتراضية عبر موقعها الرسمي.

وقد وعدت بالموافقة على أول 100 ألف طلب يتم تقديمه، وأكدت أن هؤلاء لن يفقدوا حقهم في المواطنة على كوكب الأرض.

الجدير بالذكر أن عدداً من الشباب العرب تقدم للحصول على طلب الانضمام لهذه الدولة منهم، أكثرهم من مصر والمغرب وسوريا وعدة بلدان أخرى.

أول قمر اصطناعي تابع لأسجارديا



وسيتم إرسال أول قمر اصطناعي تابع لأسجارديا في سبتمبر/أيلول 2017، ومن المثير للاهتمام أن من أول المشاريع التي ترتبط بهذه الفكرة، ابتكار درع واق من أجل حماية البشرية من الشظايا والقمامة المتناثرة في الفضاء و المتأتية من النيازك.

وسيمثل إطلاق هذا المشروع بداية سلسلة من المحاولات التي سيقوم بها هذا الفريق الغريب بغية تأسيس دولة مستقلة خارج الحدود الفيزيائية والقانونية لكوكب الأرض.

سيحمل القمر الاصطناعي ضمن إحدى الرحلات التابعة للوكالة الدولية للفضاء في أيلول/سبتمبر المقبل، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن اللجنة الفيدرالية للاتصالات في الولايات المتحدة.

وقد ذكرت دولة أسجارديا في الطلب الذي تقدمت به لإرسال القمر الاصطناعي أن "هذه الحمولة هي عبارة عن مواد صلبة تتمثل أساسا في شرائح لتخزين البيانات. وسيتم ضخ البيانات التي سيتم تحديثها لاحقاً، في هذه الشرائح باستمرار بينما يتحرك القمر الاصطناعي في مداره".

والجدير بالذكر أن هذا القمر الاصطناعي الصغير لن يتجاوز حجمه 10 إلى 20 سنتيمتراً، أي تقريباً بحجم قطعة من الخبز، في حين سيكون وزنه حوالي 2.3 كيلوغرام.

كما سيثبت اثنان من المجسات المستعملة لمراقبة الجسيمات في الفضاء على متن هذا القمر الاصطناعي، بهدف القيام باختبارات تكنولوجية مهمة جداً لتحقيق مآرب فريق عمل أسجارديا.

وفي هذا الصدد، ذكر الفريق على موقعه الرسمي أن "هذه البيانات التي سيجمعها القمر الاصطناعي ستمكننا من رسم خريطة للتدفق الشمسي، وتحديد خريطة الإشعاعات الشمسية التي تستقبلها المجسات داخل هذا القمر".

ومن المرتقب أن يكشف فريق العمل عن المزيد من المعطيات بشأن إطلاق هذا القمر الاصطناعي، خلال مؤتمر صحفي في هونغ كونغ في 13 حزيران/يونيو.

وفي مؤتمر صحفي عقد في باريس في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016، أكد مؤسس وممول هذه الفكرة، أشوربيلي، أنه يؤمن بأن تأسيس دولة في الفضاء، قد يمثل فرصة للكثيرين للتحرر من قوانين وقيود البلدان الموجودة على الأرض.

يهدف هذا المشروع لتأسيس إطار جديد لتنظيم الملكية والمواطنة في الفضاء، من خلال إنشاء أمة جديدة بالكامل.

تطوير ابتكارت غير مسبوقة




وسيعمل العلماء على تطوير ابتكارات غير مسبوقة؛ مثل إنشاء درع ضخم يحمي البشرية من المخاطر الموجودة في الفضاء مثل الجسيمات التي تسبح فيه والكوارث الطبيعية كالنيازك، فضلاً عن الإشعاعات الشمسية القوية.

وفي هذا السياق، يقدر العلماء وجود حوالي 20 ألف جسم من صنع الإنسان يسبح في الفضاء في شكل قمامة، منها سفن فضائية قديمة، وبقايا صواريخ وأقمار اصطناعية. كما تمثل بعض العوامل الطبيعية خطراً على وجود الإنسان على سطح الأرض، على غرار نيزك "تشيليابنسك" الذي سقط على بلدة روسية في 2013 وأدى لجرح 1100 شخص وتدمير 4000 مبنى.

من جهته، صرح الدكتور أشوربيلي، أن "فكرة المشروع تقوم على ثلاثة أسس، وهي الفلسفية والقانونية والعلمية التكنولوجية، وسيكون مبدأ هذه الدولة في الفضاء المحافظة على السلام وتجنب نقل الصراعات من كوكب الأرض إلى هذا المكان الجديد".

علامات:
تحميل المزيد