يعاني مسلمو مدينة ميونيخ الألمانية من أزمة كبيرة في شهر رمضان، إذ إن المساجد المخصصة للعبادة والصلاة قليلة في المدينة.
إذ أكد أحد أبناء الجالية المسلمة في ألمانيا ويدعى، إركان إينان، لموقع Bayerischer Rundfunk الألماني أن المشكلة لم تظهر مؤخراً، بل تأزمت مع غلق عدد من المساجد في الآونة الأخيرة، جراء الاكتظاظ الذي كانت تشهده مع غياب معايير الأمان والسلامة التي تتخذها المدينة لمواجهة الحرائق وما إلى ذلك.
وأضاف في تصريحاته: "كما تعمقت الأزمة على خلفية توافد العديد من اللاجئين، وهو ما مثل تحدياً بالنسبة للسلطات في مدينة ميونيخ، التي لم تعد مطالبة بتوفير أماكن للسكن فقط، بل أيضاً أماكن للعبادة".
الكنيسة والمسارح أماكن للصلاة
ولقلة أعداد المساجد، عمد عدد من الشباب المسلمين إلى البحث عن حلول بأنفسهم، وطلب المساعدة من أتباع الديانات الأخرى والمؤسسات العامة الألمانية، لتقدم لهم الطائفة اليسوعية في ميونيخ قاعة الأبرشية التابعة لكنيسة القديس ميخائيل لأداء الصلاة.
كما قدمت لهم السلطات المختصة إحدى قاعات مسرح Kammerspiele للتجمع وأداء الصلاة، وهو ما اعتبره إينان مثالاً على الحرية والانفتاح الإيجابي في مدينة ميونيخ.
لكن الموقع الألماني يعود ويؤكد أن تلك المبادرات ليست حلاً كافياً، فعلى سبيل المثال، يوجد في وسط المدينة كنائس ومعابد يهودية، بينما لا توجد مساجد بشكل رسمي لأداء الصلاة، لذا يسعى عدد من الشباب إلى بناء مركز إسلامي تعتمد فيه اللغة الألمانية للتعريف بتلك الفكرة.
مسجد واحد كبير أم عدة مساجد متفرقة؟
أكد مصطفى ياكاك، وهو طبيب يبلغ من العمر 30 سنة، ويترأس المجلس الإسلامي في ميونيخ، أن فكرة بناء مسجد واحد جيدة، لكنها قد لا تكون مناسبة مع اتساع الجالية الإسلامية والتنوع الكبير بينها وتعدد الثقافات، التي رأى أنه من الصعب أن تجتمع تحت سقف مسجد واحد فقط.
ورأى الطبيب المسلم ضرورة انتشار العديد من المساجد الصغيرة المتفرقة داخل المدينة.
جدير بالذكر، أن عدد المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بين 4.4 و4.7 مليون مسلم، وهو ما يعني أن المسلمين يشكلون ما نسبته 5.4 إلى 5.7% من سكان ألمانيا، إذ يبلغ تعداد سكان ألمانيا نحو 81.4 مليون نسمة، وذلك اعتباراً من نهاية العام 2015، بحسب تقرير المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.