يأمل باحثو جامعة ولاية أوريغون الأميركية الذين تمكنوا من التقاط لقطةٍ نادرة للحوت الأزرق بواسطة طائرة من دون طيار وهو يلتهم سرباً من سمك الكريل، أن يساعدهم الفيديو على فهم أكبر حيوان على وجه الأرض بشكلٍ أفضل.
الفيديو الذي حصل عليه العلماء بعد مراقبتهم للحوت من ساحل نيوزيلندا، يظهره وهو يفتح فكيه ليلتهم أسراباً كبيرة من أسماك الكريل، التي تُعدُ مصدراً رئيسياً لغذائه.
فيما تعلق على اللقطة عالمة البيئة البحرية لي توريس، بالقول: "نرى هذا المشهد في كثير من الأحيان من القارب، لكن الطائرة مكَّنتنا من تصوير المشهد بشكلٍ مختلف؛ إذ نرى هنا الحيوان وهو يلاحظ وجود ذلك العدد الهائل من أسراب الكريل، ومن ثم يستدير على جانبه، ويضرب بأذنابه، ويفتح فمه مندفعاً إلى الأمام باتجاهها".
وتستطرد توريس قائلةً إنَّ الفيديو كشف الكيفية والماهية التي تقرر بها الحيتان الزرقاء الحصول على غذائها؛ إذ يحتاج هذا المخلوق الضخم إلى كمية هائلة من الطاقة لمجرد فتح فمه في أثناء السباحة عبر المحيط.
وتضيف في الفيديو الذي نقلته النسخة الأميركية لموقع "هاف بوست": "في كل مرة يفتح فيها الحوت الأزرق فكيه، يضطر إلى التوقف عن فعل أنشطة أخرى عديدة؛ لذلك يتعين على تلك الحيوانات تقرير ما إن كان الأمر يستحق أن تفتح فمها من أجله".
فيما يُظهر مقطع آخر في الفيديو حوتاً يقترب من أسرابٍ أخرى مماثلة من سمك الكريل، لكنَّه يقرر أنَ الأمر لا يستحق بذل الجهد، ويستأنف السباحة خلال السرب مباشرةً عوضاً عن تناول وجبة خفيفة.
هذا، وتشدد توريس على أنَّه "في خضم كل هذا النشاط، فإنَّ تلك الحيوانات بحاجة إلى أن تكون قادرة على العثور على طعامها وغذائها بكفاءة. ومن ثم، فإن كيفية عثورها على الطعام ونوعيته وكميته ستساعدنا في معرفة أعداد الحيتان حول العالم، وما إذا كانت نشاطات البشر تؤثر عليها أم لا".
جديرٌ بالذكر أنَّ الحيتان الزرقاء مُصنَّفة كحيوانات مهددة بالانقراض منذ عام 1964، وتم ذلك في القائمة الحمراء التي أصدرها الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة لأول مرة للأنواع المهددة بالانقراض.
وعلى الرغم من أنَّ الحيتان قد تعافت في بعض المناطق، إذ انخفضت أعدادها بنسبة 70% على الأقل، وربما بنسبة تصل 90% على مدى الأجيال الثلاثة الماضية.
وقد ساعدت القوانين الجارية، مثل قانون حماية الثدييات البحرية، في حث البشر على المحافظة عليها، إلا أنَّ تلك المخلوقات لا تزال مهددة تحت وطأة التقدم البشري حتى في المناطق النائية.
إذ شكَّلت طرق الشحن والتنقيب عن الوقود الأحفوري تهديداتٍ لأنشطة الهجرة الموسمية، والتربية، والتغذية الخاصة بتلك الكائنات الضخمة.