حتى النباتات تتعاون ويشعر بعضها ببعض!.. الأشجار لها حياة سرية لم نتصورها من قبل

كما كنا نتخيل في صغرنا أو نشاهد في أفلام الكارتون، فإن للأشجار والنباتات حياة سرية وتجمعها علاقات اجتماعية، كما يفترض كتاب لأحد المسؤولين عن غابة في ألمانيا.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/06 الساعة 01:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/06 الساعة 01:10 بتوقيت غرينتش

كما كنا نتخيل في صغرنا أو نشاهد في أفلام الكارتون، فإن للأشجار والنباتات حياة سرية وتجمعها علاقات اجتماعية، كما يفترض كتاب لأحد المسؤولين عن غابة في ألمانيا.

إذ نشر بيتر وليبين، المسؤول عن إحدى الغابات في ألمانيا، كتاباً مثيراً للاهتمام باللغة الفرنسية، في يناير/كانون الثاني 2017، يكشف فيه عن الحياة الاجتماعية الشائعة بين النباتات، والتي ستغير نظرتنا عن هذا العالم، لنتعلم من النباتات دروساً في المشاركة والتواصل.

وهنا، نبين لك أبرز ما ورد في كتاب بيتر وليبين حول عالَم النبات، والتي ينبني أغلبها على دراسات علمية، حسبما أوضح الكاتب.

تتكاتف وتتعاون


شجرة مثل شجرة الزان، تحتاج إلى أن تكون جذورها محاطة بجذور غيرها؛ إذ إنها لا تمتص الماء فقط من الأرض؛ بل تتبادل الغذاء مع غيرها من الأشجار، وتدرك تلك الأشجار جيداً أنها ستكون أقوى في التعامل مع الطقس أو هجوم الفطريات إذا اتحدت.

وينطبق هذا الحال أيضاً على هجوم الحشرات؛ إذ لا تسمح الشجرة لمثل هذه اليرقة الصغيرة بأن تتغذى على أوراقها، حيث تبدأ في إنتاج غازات تطرد الحشرات، وتبدأ الأشجار المجاورة بإنتاج الغازات نفسها تحسباً للهجوم.

كما تساعد الأشجار المريض منها للتعافي بسرعة؛ إذ تمده بالغذاء من خلال الجذور، ولا تتوقف مطلقاً حتى تسترد الأشجار عافيتها أو تموت، وقد لاحظ وليبين أن الجذع الذي قد يبدو ميتاً قد يعيش بفضل تضامن الأشجار من حوله، عدة سنوات.

تتربى على الصعاب

تتمثل مشكلة الغابات الطبيعية، في أن الأشجار الصغيرة لا تجد مساحة أو ضوء الشمس الكافيين اللذين تحتاجهما للنمو، لكنها رغم ذلك تنمو جيداً دون تدخل بعوامل خارجية.

وقد بين العلم السبب، في أن الأشجار الضخمة تفسح مساحة للصغيرة التي تنمو تحت ظلالها لتحصل على 3٪ من أشعة الشمس، وهو الحد الأدنى الذي تحتاجه من أجل عملية التمثيل الضوئي.

هذا التقييد في السماح للضوء بالمرور إلى البراعم، سماه وليبين "الأسلوب التربوي"؛ إذ ثبت علمياً أن كمية الضوء القليلة تسمح للأشجار بالنمو ببطء في بداية حياتها، لكن ذلك يطيل حياتها.

تشعر


نوعاً ما، تفهم الأشجار والبذور فكرة تعاقب فصول السنة؛ إذ لا تغامر البذور لتخرج من التربة مثلاً في صقيع الشتاء، فعلى الرغم من أنها تكون تحت طبقة رقيقة من التربة ومن السهل اختراقها، فإنها لا تفعل ذلك؛ لشعورها بانخفاض درجة الحرارة في الخارج، والذي سيؤثر على نموها بالتالي.

وعلى صعيدٍ آخر، تجد بذور شجر القضبان والتي تكون على سطح التربة، الحيلة لحماية نفسها حتى يحين الوقت المناسب لخروجها إلى العالم في ظروفٍ ودرجة حرارة مناسبة، وهو ما يضمن بقاءها آلاف السنين.

قليل من الاحترام للأشجار!

ورغم كل هذا، تجد الإنسان يتعامل مع الأشجار بكثير من الجهل وعدم الاحترام، ويتعامل معها باعتبارها جماداً وليست كائناً حياً رغم إدراكنا ذلك.

لذا، يرحب وليبين بتبني سياسة تربية الحيوانات والطيور وتغذيتها لاستهلاك لحومها مع النباتات، ويقول: "نحن بحاجة لمعاملة الأشجار كما نتعامل مع الحيوانات، ونتجنب معاناتها التي لا داعي لها".

فيما يؤكد أن الأشجار ليس لديها عقل، ولا تستطيع التنقل وتغيير حياتها، لكنها تشعر بالألم، وتمتلك ذاكرة، كما تعيش الأشجار الآباء والأمهات مع أطفالها وتتعاون فيما بينهم، وعلينا ألا نقطعها دون تفكير، وألا نفسد تربتها وبيئتها باستخدام الجرافات.

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الفرنسية لـ"هاف بوست". للاطلاع على النسخة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد