طوَّر العلماء "رحماً اصطناعياً" اطلقوا عليه اسم Biobag، يمكنه أن يحافظ على حياة الأطفال الذين يعيشون خارج الرحم.
الجهاز -الذي يبدو مباشرةً مثل أجهزة الخيال العلمي- تم اختباره بنجاح على صغار الخراف الوليدة.
هو كيس مغلق بإحكام مصنوع من مادة البولي إثيلين، يوجد بداخله سائل يشبه السائل الذي يحيط بالجنين داخل رحم أمه، وموصول به أنبوب لتوصيل الأكسجين كالحبل السري.
ويمكن أن يكون متاحاً للتجربة على الأطفال المولودين قبل أوانهم في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
ومن أبرز السلبيات الموجودة بالحضانات التقليدية، أن الطفل يتنفس من خلال رئتيه الصغيرتين ناقصتي النمو، لكن وجوده بتلك الحضانة يسبب له التهابات الرئة التي تعتبر مشكلة شائعة، وتسبب الوفاة للرضع المولودين قبل الأوان، وهو ما يهدف الرحم الاصطناعي إلى تفاديه.
ويقول الدكتور ألان فليك، مدير مركز أبحاث الجنين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا بالولايات المتحدة "يُمكن أن يفيد النظام الجديد للحضانات الحالات المرضية الشديدة التي يعاني منها الرضع المبتسرين من خلال تقديم تكنولوجيا طبية غير متوفرة حالياً".
وأوضح أن لدى هؤلاء الرضع حاجة ماسة إلى جسر بين رحم الأم والعالم الخارجي، فإذا كنا نستطيع تطوير نظام خارج الرحم لدعم النمو ونضج الأعضاء لبضعة أسابيع فقط، يمكننا أن نحسن بشكل كبير من النتائج بالنسبة للأطفال حديثي الولادة.
واستُخدمت في التجربة ستة من الحملان المولودين قبل الأوان في اختبارات أحدث نسخة من الجهاز، والتي تطورت من خزان زجاجي إلى تصميم Biobag على مدى ثلاث سنوات.
وقال الباحثون الذين يكتبون في مجلة نيتشر كوميونيكيشن إن الحيوانات التي أجريت عليها التجربة تتنفس وتبلع بشكل طبيعي، وفتحت أعينها، ونما صوفها وتطورت أعصابها والأعضاء تعمل بشكل صحيح.
ورغم أن الجهاز يعتبر تطوراً كبيراً في مجال حديثي الولادة، فإن الدكتور فليك يؤكد أنه لا توجد تكنولوجيا "حتى في الأفق" يمكن أن تحل محل رحم الأم في المراحل المبكرة من نمو الجنين.