استقطب المتنافسون طوال القامة، والأنيقون، والذين يتنافسون في مسابقة الجمال هذه، آلاف المشاهدين من مختلف أنحاء العالم، تجمَّعوا جميعاً للتحديق في "جمالهم الطبيعي الأصيل".
واجتمع هؤلاء المتنافسون، القادمون من دول الخليج المختلفة، في السعودية للتنافس فيما بينهم للحصول على جوائز بلغت قيمتها 31 مليون دولار. وسيُحكَم على المتنافسين في هذه المسابقة وفق معايير ترتبط بصورةٍ أكبر بالجَمَال، بما في ذلك طول أهدابها، وحجم عيونها، وشكل شفاهها، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ويُغطي مجرى الركض الخاص بالمسابقة 12 ميلاً (19.3 كم) من صحراء رماح، وهي محافظة ضمن منطقة الرياض. لكنَّ المتنافسين في هذه المسابقة ليسوا عارضي أزياء، بل إبل جميلة وحيدة السنام من كافة الألوان والسلالات.
إذ يشارك هذا الشهر، أبريل/نيسان 2017، أكثر من 50 ألفاً من الإبل في مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، الذي كثيراً ما يُشار إليه بمسابقة "ملك جمال الإبل".
وتُعَدُ المسابقة، التي تنطلق في 15 أبريل/نيسان، بمثابة مهرجانٍ سنوي بدأ عام 1999، حينما قرَّرت مجموعة من البدو المحلِّيين أنَّهم يريدون تنظيم مسابقةٍ لاختيار أجمل جَمل.
وقال طلال بن خالد الطريفي، المُتحدِّث باسم المهرجان، لصحيفة "عرب نيوز"، إنَّ المسابقة استمرت في الحصول على دعمٍ من الأسرة السعودية المالِكة، وتبرز الآن باعتبارها حدثاً ثقافياً رئيسياً، وذلك بمشاركة 1390 شخصاً من رعاة الإبل من دول الخليج المختلفة.
ووفقاً لموقع "العربية نت" الإخباري، فقد أعلن المُنظِّمون إصدار 1000 تأشيرة سفر للأشخاص الراغبين في مشاهدة الإبل من مختلف أنحاء العالم. وعادةً توفر الجمال، المعروفة بـ"سفن الصحراء"، للبدو مصدراً للطعام، والكساء، ووسيلةً للمواصلات.
معايير الجمال
وتتراوح أنواع الإبل المشاركة من الإبل الوَضحى البيضاء والإبل المغاتير الداكنة، إلى الإبل الحُمر الحمراء والبُنية اللون. وسيتم اختيار الأجمل من بين آلاف الإبل المتنافسة وفق معايير مختلفة، تشمل حجم رأس الجمل، وما إذا كانت شفتاه تُغطيان أسنانه، وطول رقبته، واستدارة وارتفاع ووضعية سنامه، وحجم عينيه، وطول أهدابه، ومدى تدلّي أنفه، وما إذا كانت أذناه منتصبتان للخلف.
ويمكن للزوَّار شراء، وبيع، وعرض إبلهم، وكذلك السعي للحصول على المشورة المهنية حول رعاية الإبل وأساليب امتطائها. وتُقام المزادات وعمليات التجارة الخاصة بالإبل في خيمةٍ فاخرة لكبار الشخصيات.
وبحسب بيانٍ صحفي، ووفقاً لقواعد تنظيمية صارمة، يُسمَح للإبل الأصيلة فقط بالتنافس، وبالرغم من أنَّ رعاة الإبل من خارج السعودية يمكنهم المشاركة في المسابقة، إلّا أنَّه لابد من الإبقاء على الجمل داخل المملكة.
وتُخصَّص فرق من البيطريين لرصد الحالة الصحية للإبل، ويُدخِلون رقاقةً صغيرة داخل كلٍ منها لمتابعة الجمل خلال المسابقة، وكذلك لجمع البيانات، والمسوح، والأبحاث ذات القيمة عن الإبل في مختلف أنحاء المنطقة.
وأظهرت النتائج أنَّ الإبل المُشارِكة الأكثر رواجاً في مسابقة 2017 هي سلالة المغاتير، وهي إبل يتدرَّج لونها من الأصفر الداكن إلى الأسود، ذات شكلٍ نموذجي يتناسب مع المناطق العربية.
ولا يجب على رعاة الإبل أن يعرضوا جمالهم بـ"جمالها الطبيعي الأصيل" فحسب، بل كذلك أن يُقسِموا أنَّ عُمر الجمل وملكيته صحيحة.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.