“لو كان موجوداً لرأيته من المرة الأولى”.. لماذا تبحث عن مفاتيحك دائماً في المكان الخطأ؟

تخيل أنك تبحث عن مفاتيح منزلك، وأنت تعرف أنها يمكن أن تكون على مكتب من اثنين، سطح الأول نظيف ومرتب، بينما يتناثر على سطح المكتب الآخر أوراق وحامل أقلام وكتب وفناجين قهوة. ما هي أسرع وسيلة للعثور على مفاتيحك؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/19 الساعة 06:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/19 الساعة 06:28 بتوقيت غرينتش

تخيل أنك تبحث عن مفاتيح منزلك، وأنت تعرف أنها يمكن أن تكون على مكتب من اثنين، سطح الأول نظيف ومرتب، بينما يتناثر على سطح المكتب الآخر أوراق وحامل أقلام وكتب وفناجين قهوة. ما هي أسرع وسيلة للعثور على مفاتيحك؟

من الواضح أن البحث على سطح المكتب الفارغ مضيعة للوقت، لأنه من السهل العثور على مفاتيح على مكتب فارغ على الفور، فيما تكون استراتيجية البحث المُثلى قضاء كل وقتك في البحث على المكتب الفوضوي غير المرتب.

لكن، موقع The Conversation يؤكد أن ما نقوم به في الواقع مختلف تماماً.

إذ أجريت تجربة لاختبار كفاءة بحث الإنسان عن طريق التلاعب في الخلفية لجعل الهدف الذي يبحث عنه يختفي فجأةً ​​من نصف شاشة أحد الكمبيوترات ليظهر في النصف الآخر، فيما تمت مراقبة حركات أعين المشاركين باستخدام كاميرا بأشعة تحت حمراء عالية السرعة.

وبحسب النتائج المنشورة في دورية The Royal Society B، تبين أن معظمنا لا يستخدم النهج الأمثل على الإطلاق، وهو البحث في الجانب الفوضوي لأن البحث في الجانب المُرتب لن يجدي نفعاً، لأنه لو كان موجوداً لظهر أمام أعيننا.

إذ وجه الـ 28 شخصاً موضع التجربة ما يقرب من نصف حركات أعينهم إلى الجانب السهل، وأدت تلك الحركات غير اللازمة من العين لإبطاء البحث إلى حد كبير.

ومن المثير للاهتمام، وجود الكثير من الفروق الفردية، إذ ركز بعض المراقبين بحثهم على الجانب الصعب، بينما ركز البعض الآخر على الجانب السهل، فيما قسّم البعض انتباههم بين الاثنين.

ولكن لماذا ينظر الناس إلى الجانب السهل، على الرغم من أن ذلك لا يقوم إلا بتعطيلهم عن الوصول لهدفهم؟ يمكن أن يكون ذلك -كما في مثال المفاتيح على الطاولة- بسبب عدم منهجية الناس في البحث في الأماكن التي توفر معظم المعلومات، أو لمجرد قيام الناس بالكثير من حركات العين غير الضرورية على جانبي الشاشة، دون استراتيجية واضحة للبحث.

لماذا نبحث في الجانب الأسهل؟


لمعرفة الدافع وراء ذلك، قام القائمون على الدراسة بإعداد مزيج من شاشات العرض السهلة والصعبة بعضها على شاشة واحدة والبعض الآخر منقسم على شاشتين. وكانت مهمة المشاركين تحديد ما إذا كان هناك خط يميل بـ 45 درجة أم لا في التجربة الموضحة بالأسفل.




وتبين تخصيص الناس قدراً غير متناسب من الوقت في البحث على الشاشات المنقسمة، ويشير هذا إلى أن الناس سيئون في اختيار النظر في الأماكن التي تقدم لهم معظم المعلومات، بدلاً من مجرد القيام بحركات لا داعي لها بأعينهم.

ومع ذلك، وجدنا أن المشاركين قاموا بالعديد من حركات العينين أكثر من اللازم، على الرغم من أنهم لا يحتاجون لتحريك أعينهم على الإطلاق لرؤية الهدف على خلفية سهلة، ولكن قام الناس -في المتوسط- بعمل سبع حركات بأعينهم قبل أن يقولوا ما إذا كان الهدف هناك أم لا.

هذه النتائج ذات آثار هامة لتحديد كيفية أداء البشر للبحث البصري، إذ تزعم إحدى النظريات الهامة في هذا الصدد أن الأداء البشري (والعديد من الأجناس الأخرى) يتسق مع استراتيجية "البحث الأمثل عن الطعام"، والتي تقول بأن العثور على هدف يتم من خلال القيام بأقل عدد ممكن من حركات العين عن طريق الحساب السريع للأماكن التي ستوفر أكثر المعلومات.

فيما يقترح نموذج بديل أن استراتيجية البحث العشوائي يمكن أن تحقق مستويات مماثلة من الأداء في ظل الظروف المناسبة، ويتنبأ هذا النموذج بشكل صحيح بالنتائج على مستوى المجموعات في هذه التجربة الجديدة.

ولكن هذا لا ينطبق عندما نأخذ بعين الاعتبار كيف يتصرف الأشخاص بشكل فردي، فبعض الأفراد لديهم حركات أعين تتطابق مع الاستراتيجية المثلى بشكل قريب للغاية، بينما يمكن وصف آخرين بأن حركات أعينهم "عشوائية".

لكن البعض الآخر يمكن وصف حركاتهم بأنها معادية للحالة المُثلى: إذ قضى هؤلاء الناس تقريباً كل وقتهم في البحث في الجانب السهل. وبالنظر إلى المجموعة الواسعة من الاختلافات بين الناس تبين أنه لا يمكن وصف البحث البصري من خلال نموذج واحد فقط، لذا يسعى الباحثون لفهم الفروق الفردية في استراتيجيات البحث، لتكون قادرة على تشكيل نماذج مكتملة أكثر ودقيقة لفهم كيفية بحث البشر.

وفي الوقت الحالي، من الناحية العملية، تشير نتائجنا أن معظمنا يُضيع الكثير من الوقت في البحث عن الأشياء، ولنكون أكثر كفاءة، لا ينبغي علينا أن ننظر إلى الأسطح الفارغة، ولكن علينا توجيه بحثنا للمواقع التي تحتوي أكبر قدر من الفوضى.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع The Conversation. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد