دعوات ذهبية وضيوف مميزون لحضور افتتاح نادي ترامب للغولف في دبي.. هذه قيمة الاشتراك!

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/18 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/18 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش

يتزين منتجع ترامب في دبي بأفضل الحُلل استعداداً لحفل الافتتاح المبهر. هناك، يقوم أحد العمال بوضع لمسات من طلاء الذهب على لافتة تحمل شارة عائلة الرئيس الأميركي. كما أُرسلت الدعوات المنقوشة بالذهب إلى المدعوين.

وتكهنت وسائل الإعلام المحلية بأن الأسرة الحاكمة في الإمارات ستكون من بين الضيوف في حفل الافتتاح، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ومن المتوقع أن يحضر أبناء الرئيس الأميركى ترامب، إريك ودونالد الابن، حفل افتتاح نادي الغولف الدولي الذي يحمل العلامة التجارية لوالدهما في يوم السبت 18 فبراير/شباط 2017، وهو ما يعد أول افتتاح لمنشأة تحمل اسم ترامب منذ تنصيبه الشهر الماضي، وأول منتجع غولف لترامب في العالم العربي.

في مدينة دبي ذات الطموحات الضخمة التي تلبي متطلبات عائلة ترامب، سيكون الحدث بالتأكيد خالداً في الذاكرة. وبالتأكيد سيميل الضيوف الأثرياء، الذي دفع كل واحد منهم ما يقرب من 10 آلاف دولار رسوم العضوية السنوية، إلى معانقة أبناء ترامب تحت حراسة فريق من وكلاء جهاز الخدمة السرية الأميركي.

ويصل أبناء ترامب إلى دبي في ظل انقسام الشرق الشرق الأوسط حول سياسات أبيهم، فهناك غضب عارم من حظر السفر المجمد الآن الصادر ضد اللاجئين والمواطنين من سبعة بلدان ذات أغلبية مسلمة. وهناك قلق بشأن تراجع ترامب عن دعم الولايات المتحدة الطويل لفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة.

لكن في دولة الإمارات، وبعض الدول الأخرى التي تعد من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة فى المنطقة، كان هذا الحقد مستتراً، فقادتهم إما فضلوا الصمت إلى حد كبير أو يدعمون سياسات الرئيس ترامب الاستثنائية. ورغم احتمال دخول إدارة الرئيس ترامب في علاقات سياسية ودبلوماسية متوترة مع منطقة الشرق الأوسط، إلا أن مصالحه التجارية مزدهرة بالمنطقة.

من جانبه، قال نيال ماكلوغلين، نائب الرئيس الأول لشركة داماك العقارية، وهي شركة العقارات الفاخرة التي تتخذ من دبي مقراً لها والتي يستضيف مجمعها السكني ملعب الغولف الخاص بترامب: "أصبحت العلامة التجارية لترامب أقوى، والآن لا يوجد كثيرون لا يعرفون العلامة التجارية لترامب".

تجدر الإشارة إلى أن ترامب ترك إدارة إمبراطوريته التجارية لأولاده، لكنه في نفس الوقت رفض تصفية ملكيته. وهذا يعني أنه سيستفيد من ذلك حال نجاح نادي الغولف والشركات التابعة له، ما يخلق تضارباً في المصالح.

ووفقاً لتقرير لجنة الانتخابات الفيدرالية في العام الماضي، حصل ترامب على مبلغ يتراوح بين واحد إلى 5 ملايين دولار من داماك العقارية. إلى جانب ذلك، تعتزم شركة ترامب تحقيق المزيد من المكاسب في هذا البلد من خلال اتفاق العلامات التجارية والتشغيل لملعب الغولف على أساس أداء الإيرادات، على الرغم من أن ماكلوغلين لم يقدم أرقاماً محددة.

من خلال ناطحات السحاب البراقة ومراكز التسوق الراقية، تقف دبي عادة على قوائم المدن التي تلقى فيها لعبة الغولف شعبية كبيرة. وصُمم ملعب الغولف الذي يتضمن 18 حفرة من قبل جيل هانس الذي صمم أيضاً ملعب الغولف بدورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو دي جانيرو. كما يحتوي النادي البالغ مساحته 32 ألف قدم مربعة منتجعاً صحياً فاخراً، ومتجراً للغولف و5 مطاعم راقية، بما في ذلك مطعم ومقهى فيفث أفنيو. ويمكن مشاهدة برج خليفة، أطول مبنى في العالم، من ملعب الغولف.

ووفقاً لصحيفة أخبار الخليج (Gulf News) المحلية، فإن مطعم "ترامب ستيكيز" لن يكون مدرجاً على القائمة، لكن ستكون هناك بعض مشروبات العنب من حقول الكروم بفرجينيا الخاصة بترامب.

وقالت الصحيفة إن النادي يحتوي على "ما يكفي من الذهب ليناسب حتى أكثر المقيمين تشدداً في دبي. فالأشياء المذهبة والرخامية منتشرة في كل مكان – من اللوحات إلى السلالم والمصاعد وصولاً إلى مدخل غرف تغيير الملابس، حيث سيكون من الصعب التقاط صورة سيلفي مع شارة عائلة ترامب العملاقة.

ويقع الملعب داخل داماك هيلز، التي يطلق عليها المطور اسم "بيفرلي هيلز دبي". ويقع المجتمع المترامي الأطراف الذي يضم ما يقرب من 9000 فيلا وشقة على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من وسط مدينة دبي. بداخله، يوجد أيضاً 100 فيلا تحمل اسم ترامب – صممتها إيفانكا ترامب وتقع في مجتمع ببوابات خاصة – تباع بمبلغ يتراوح بين 1.3 مليون دولار و4 ملايين دولار. ويحصل مالك الفيلا على عربة غولف شخصية وبطاقة لايف ستايل ترامب للوصول إلى المزيد من خدمات ترامب.

ومن المتوقع أن يتضمن هذا المجتمع السكني، الذي بدأ في بيع وحداته السكنية وأخرى لا تزال في مراحل مختلفة من البناء، موقفاً للسيارات ومتاجر فاخرة وسوبر ماركت وصيدليات ومصارف وسينما في الهواء الطلق. وقال ماكلوغلين إن المشترين الأجانب لعقارات داماك معظمهم من الخليج العربي وشبه القارة الهندية، لكن منهم أيضاً الأميركيون والأوروبيون، في حين يشكل الروس أقل من ربع النسبة المئوية للمشترين، وذلك بسبب ضعف الروبل الروسي.

الجدير بالذكر أن حسين سجواني، الملياردير المؤسس لداماك العقارية، يعد صديقاً مقرباً من ترامب. في حفل ليلة رأس السنة الجديدة في نادي مار إيه لاغو الخاص بترامب في فلوريدا، وصف الرئيس الأميركي المنتخب وقت ذاك سجواني وأسرته بأنها "أجمل الناس من دبي".

وفي يوم الخميس 16 فبراير/شباط 2017، كان عشرات العمال من جنوب آسيا يزرعون الزهور ويستبدلون بلاط الشوارع ويزينون اللافتات عند مدخل ملعب الغولف استعداداً لهذا الحدث، دون السماح لوسائل الإعلام بتغطية ذلك. وكان هناك مُشتر محتمل يقود مركبته بسرعة في سيارة رولز رويس حمراء. وبعد ثوان، اقتربت سيارة أستون مارتن لامعة من المساكن.

في جميع أنحاء دبي، هناك لوحات ضخمة تروج لنادي الغولف الدولي لترامب. ويقف موظفو شركة داماك في مطار دبي الدولي لاستقبال الزوار بلافتات، كما يوزعون كتيبات بعنوان "رفاهية العيش في دبي".

في تصريحات علنية، أعرب قادة الإمارات عن دعمهم لسياسات ترامب. وفي وقت سابق هذا الشهر قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، للصحفيين إن حظر السفر الذي أصدره ترامب كان من ضمن حقوقه، وليس ضد المسلمين.

تجدر الإشارة إلى أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب قد حظر المسافرين من إيران، والعراق، وسوريا، والصومال، والسودان، وليبيا واليمن – وهي بلدان ليس لترامب مصالح تجارية فيها.

وكتب ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي: "نؤيد ترامب تأييداً مطلقاً في منع دخول كل من يحتمل أنه سيسبب لأميركا إخلالاً بأمنها. ترامب ما تفعله صحيح".

تجدر الإشارة إلى أن الإمارات، حليف رئيسي للولايات المتحدة وتستضيف حوالي 5000 من أفراد الجيش الأميركي، ليس البلد العربي الوحيد الذي لم ينتقد سياسات ترامب. فلقد لاذت كل من السعودية ومصر بالصمت أيضاً.

وقال رامي خوري، رئيس التحرير السابق لصحيفة "جوردان تايمز" الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأميركية ببيروت: "هناك فجوة كبيرة ومتنامية بين الشعوب والحكومات في معظم الدول العربية، معظم الحكومات تسعى سعياً حثيثاً للحصول على شيء من الولايات المتحدة، إنهم يريدون الحماية، والاستثمار، والتجارة، والدعم العسكري".

وأضاف خوري: "لذلك فإن صمت الحكومات العربية مفسّر بحقيقة أنهم لا يريدون إغضاب ترامب، فقد يأخذ ملعب الغولف ويعود إلى وطنه ويفعل أشياء فظيعة أخرى".

من جانبهم، أعرب خبراء أمنيون عن مخاوف من هجمات ضد الممتلكات التي تحمل اسم ترامب في الخارج، لكن ماكلوغلين قال: "دولة الإمارات واحدة من أكثر البلدان أماناً في العالم".

من جانبها، لم تستجب شرطة دبي لطلبات التعليق حول الاحتياطات الأمنية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن السفارة لن تشارك في ترتيب زيارة أبناء ترامب أو حفل الافتتاح، فقط ستقدم التسهيلات والمركبات لعملاء الخدمة السرية، وفقاً للبروتوكول.

وأضاف ماكلوغلين أن داماك اشترت الأرض المخصصة للمجتمع السكني من الحكومة الإماراتية بمبلغ 350 مليون دولار، والشركة هي المسؤولة عن توفير المياه والكهرباء وجمع القمامة وغيرها من الخدمات المجتمعية، رغم أنها لا تزال بحاجة إلى موافقة الجهات الرقابية الحكومية عن بعض القضايا، بما في ذلك تقديم الكحول في نادي الغولف.

وأعرب خبراء القانون والأخلاقيات عن قلقهم من أن إمبراطورية ترامب العالمية يمكن أن تنتهك الدستور الأميركي "بند المكافآت" الذي يمنع المسؤولين الحكوميين من قبول مدفوعات أو هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس. هناك أيضاً مخاوف من أن المصالح التجارية لترامب قد تفتح له باب الرشاوى أو التهديدات من الحكومات الأجنبية.

ووصف ماكلوغلين مثل هذه المخاوف بأنها "مبالغة كبيرة جداً"، مضيفاً أن داماك تمتلك ملعب الغولف، والعقارات والأراضي وأن الشركة "ليس لها علاقة بالحكومة".

وأكد أنه كانت هناك محادثات مع منظمة ترامب عن صفقات جديدة، لكنها ألغيت عندما تولى ترامب منصبه.

ومع ذلك، تسعى المصالح التجارية لترامب إلى النمو في دبي. فعلى الطريق، هناك مشروع سكني جديد داماك يسمى "أكويا أوكسجين" في مرحلة البناء وسيكون أكبر وأكثر ترفاً.

وسيتضمن ذلك المشروع ملعب غولف آخر يحمل اسم ترامب، من تصميم تايجر وودز، ومن المقرر افتتاحه في وقت مبكر من العام المقبل.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد